تصيبني الغفلة وأقع في الذنب كثيراً، ما النصيحة؟
2019-06-16 08:50:23 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
عندما تصيبني الغفلة وأفعل معصية أسمع صوتاً بداخلي يقول: لا تفعل الذنب، كأنه يريد أن يردني عن هذا الذنب، لكن تأثير ذلك الصوت ضعيف، أطيعه مرة وأعصيه مرات، فترد نفسي على ذلك الصوت وتقول: افعل ذلك الذنب ثم تب إلى الله؛ إن الله تواب رحيم.
أعلق نفسي برحمة الله وأفعل الذنب، ثم أتوب إلى الله فأكون معتقداً حين وقوعي في الذنب أن الله سيغفر لي ويرحمني.
ماذا أفعل؟ أنا تعبت، فكل مرة أفعل ذنباً، ماذا أفعل لكي أترك ذلك الذنب؟
مع العلم أن كل مرة يكون نفس الذنب.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Khaledmagdyalisultan حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبًا بك -أخانا الفاضل- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونحيي نفسك اللوامة وضميرك الحي، وندعوك إلى الاستجابة إلى داعي الخير، ونسأل الله أن يتوب عليك ويُقدّر لنا ولك الثبات والخير.
الضمير الحي وازع الله في نفس المؤمن، وترك الذنب خير من معالجة التوبة، وفعل الذنب عمدًا وإصرارًا خطير، وربنا تواب رحيم، لكنّه أيضًا شديد العقاب، فلا تنظر إلى صِغر الخطيئة، ولكن انظر إلى عظمة من تعصيه، واستح من الله بمقدار قُربه منك، وخف من الله بمقدار قدرته عليك، وتعوّذ بالله من شيطان يزين لك الشر، وتذكّر أن ربنا الرحيم يستر على العاصي ويستر، ولكن إذا تمادى في العصيان وبارز مالك الأكوان فإن الله يفضح ويهتك ويخذل، {فلا يأمن مكر الله إلَّا القوم الخاسرون}، {فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تُصيبهم فتنة أو يُصيبهم عذابٌ أليم}.
هذه وصيتنا لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، وندعوك إلى توبة نصوح، ونبشرك بأن التوبة تجُبُّ ما قبلها، ونشكر لك حسن الظنّ بالله، ولكن نذكّرك بقول الحسن البصري: (لو أحسنوا الظنَّ لأحسنوا العمل)، ونذكّرك بأنك مسلم صاحب إرادة، تركتَ معها طعامك وشرابك وشهوتك شهرًا كاملاً، فكيف تضعف أمام معصية؟ وكيف تواظب على خطيئة حتى ولو كانت صغيرة؟
اعلم أنه لا صغيرة مع الإصرار ولا كبيرة مع الاستغفار.
نسأل الله أن يوفقك ويتوب عليك وعلينا لنتوب، ونسأله الثبات حتى الممات.