رأيت فتاة فخطبتها وتزوجتها وترددت، ما نصيحتكم؟
2018-12-04 08:01:53 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
أنا شاب بعمر 29 سنة، كنت رافضاً قطعاً فكرة الزواج، وقبل أقل من نصف شهر اقتنعت بفكرة الزواج أنها استقرار وبناء كيان وشعور بالذات.
توجهت لبيت واحد فقط، وهناك رأيت فتاة ترددت في البداية وبعد أسبوع رأيتها مرة أخرى في بيت أهلها فشعرت براحة وطمأنينة، وتمت قراءة الفاتحة، وبعد 5 أيام تم كتب الكتاب.
من بعد كتب الكتاب لغاية اليوم أحياناً أشعر بالضيق إذا كنت لوحدي، وأحياناً أشعر بأن الفتاة ليست التي أبحث عنها أو أتخيلها في بيتي، وأحياناً أقتنع فيها ويبدأ التفكير بالحياة لما بعد الزواج، وكيف سأدبر أموري المادية حتى أستطيع الزواج أو العيش لما بعد الزواج؟!
أفكر مراراً بفسخ العقد لكن أشعر بالفتاة وكم من حب وعطف تظهره لي، وفي أهلها من طيبة وتعامل حسن، مع العلم بأننا من عائلتين على نفس مستوى المعيشة نعيش على البساطة.
أهلها متعاونون كثيرا لكن أنا خائف من أن أظلم البنت، غير أني أشعر أنها ليست على مستوى تفكيري علمياً، حتى تحصيلها أقل من تحصيلي العلمي، وهي غير منفتحة على العالم والتطور، وهي ليست جميلة وليست بشعة إذا قارنت بما أراه.
هل أعاني من اضطراب نفسي أم ماذا أفعل؟ في البداية كان يسيطر علي شعور أن الفتاه غير جميلة، وأن الإشكال فيها، حالياً أصبحت أشعر بهذا الشعور بشيء بسيط ممكن مع مرور 3 أسابيع من العقد أصبحت أتقبل وأنسجم، لكن حالياً أصبح يسيطر علي شعور المستقبل والمصاريف، وأني غير قادر على تدبير أموري المادية؛ لأني موظف وسأستأجر بيتاً، ومعاشي ممكن يغطي مصاريف البيت، وممكن لا، أشعر بالتسرع وأفكر بفسخ العقد.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فنشكر لك الاهتمام والحرص على السؤال قبل اتخاذ القرار، ونسأل الله أن يؤلف بينكم، وأن يكتب لكم السعادة والاستقرار.
لا تفكر في فسخ العقد، وتعوذ بالله من شيطان لا يريد لنا الحلال، ولا الاستقرار، وغض بصرك عن ما حرم الله؛ لأن الشيطان يزين الحرام وإن كان قبيحاً، ويقبح الحلال حتى يوقعنا في غضب الكبير المتعال.
اعلم أن الذي يطلق بصره لا يمكن أن يشبع أو يرتوي، وقد قال ابن الجوزي في الذي يطلق لبصره العنان وينظر الغاديات والرائحات: لن تكفه نساء بغداد وإن تزوجهن.
إن إدمان النظر المحرم يشوش على الإنسان في علاقاته الأسرية الحلال، وقد يوصله إلى العجز حيث تصبح لذته في النظر المحرم فقط، والعياذ بالله.
أما بالنسبة لما يعتريك من تردد: فبعضه طبيعي؛ لأنك انتقلت إلى مرحلة العقل والمسؤولية، وأصبحت تحسبها بالأرقام وتخاف من المستقبل، ونحن نبشرك بمعونة الله لك، ولكل طلاب العفاف والحلال، ونذكرك بأن طعام الاثنين يكفي الأربعة، وإن الزوجة تأتي برزقها، وكذلك الأبناء، فما عليك إلا السعي وبذل الأسباب، ثم التوكل على الكريم الرزاق الوهاب.
ردد معنا قول الوهاب: (إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله) وقد فهم سلف الأمة الكرام ذلك، حتى قال قائلهم: التمسوا الغنى في النكاح.
قد أسعدنا مدحك للفتاة في حبها لك وتلهفها، ومدحت أهلها في طيبتهم، ونحن نقول لك: البلد الطيب لا يخرج إلا الطيب، وأسعدنا كونهم في نفس درجتكم المعيشية، وأفرحنا كونك الأعلى من الناحية العلمية، وكل ما مضى من نقاط التوفيق والقوة.
أما مسألة التردد في شكلها فليس في مكانه، لاعتبارين:
الأول: لحصول الارتياح والانشراح في اللقاء الثاني، وهو أصل يبنى عليه.
الثاني: أن كل فتاة جميلة بأدبها وإيمانها وحيائها، وبما ميزها الله به عن غيرها، ولن يجد إنسان الكمال بل الكمال محال، فنحن بشر والنقص يطاردنا رجالاً ونساءً.
القاعدة النبوية: (لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقاً رضي منها آخر) فركز على ما رأيت من إيجابيات، وتذكر أن جمال الدين والخلق والروح هو الأدوم والأبقى.
هذه وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله أن يؤلف القلوب، وأن يغفر الذنوب، وأن يسعدكم ويصلح لكم الدروب.
وفقك الله وسدد خطاك، وحفظك وتولاك.