لدي مشاكل نفسية عديدة أرجو إرشادي لعلاجها؟
2018-11-07 09:44:07 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
أنا فتاة، بعمر 27 سنة، لدي مشكلة وهي أني أكره أمي بدون سبب، مثلاً أتقرف لعدم لبسها السنتيان، وعندي مشكلة أيضاً أني فتاة أحب البنات ولا أميل للرجال، أريد أن أتزوج، لكن لم يتقدم لي أحد، ومدمنة للعادة السرية، وعندي صديقة أغار منها؛ لأنها متزوجة، وليس لدي أصدقاء وأعاني من الوحدة والفراغ، ولا أحد يحس فيّ وعندي مشكلة وهي أني لا أنام، عندي قلق دون سبب، وأكره رؤية بطانية فوق بطانية، أو بلاط فوق بلاط، يعني شيئاً فوق شيء.
أحب الزواج كثيراً على الأقل أنشغل بشيء، لكن لم يتقدم لي أحد، وعندي هوس النظافة، يعني أرتب أكثر من مرتين باليوم، وانصدمت من الكل من خذلانهم، ليس لدي أحد، أحتاج شخصاً في حياتي، لكن ليس لي أحد بهذه الدنيا، كثيراً أفكر بأن أنتحر فهو أفضل، ما عندي أحد أفضفض له، وأهلي كل واحد عايش حياته.
هل هناك أمل على الأقل أن أتزوج، وأنا لا أميل للرجال، فقط لكي أنشغل بشيء يشغلني؛ لأن كل الذين بعمري تزوجوا فأنا فاشلة بكل شيء لا صداقات، ولا وظيفة، ولا شيء ما الحل؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمل حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحباً بك -ابنتنا الكريمة- في موقعك، ونشكر لك التواصل مع موقعك، ونؤكد أن عرضك لما في نفسك هو البداية الصحيحة للتصحيح، ونسأل الله أن يصلح الأحوال، وأن يحقق لنا ولكم في طاعته الآمال، وأن يرزقك بصالح من الرجال وبأبناء أبطال، وأن يملأ داركم بالخيرات والأموال.
أرجو أن تتعوذي بالله من شيطان يحاول أن يكرهك في والدتك، واعلمي أن الفلاح في مخالفة الشيطان، ولن نستطيع مخالفته إلا بطاعتنا للرحيم الرحمن الذي كرر الوصية بالوالدين وضاعف الإحسان في حق الأم، بل جعل سبحانه رضاه في إرضاء الوالدين.
ننصحك بكتمان ما في نفسك حتى لا تحزن الأم، فإن حزنها عقوق، واجتهدي في التقرب إليها بصنوف من البر وألوان من الإحسان، ولا تكرهي ملبسها، أو مظهرها، واجتهدي في تقديم الإحسان لها ووفري لها اللبس الجميل اللائق، فإن ذلك من البر، وقد كانت أم ابن سيرين تحب الثياب الملونة، فكان يصبغ لها ثيابها ويلونها لها رغبة في إسعادها.
لا يخفى عليك أن الفطرة السليمة قوامها ميل الأنثى إلى الرجال، والعكس وأن وجد اعوجاج فالدين يقوم ذلك الاعوجاج، وميل الفتاة للرجال محكوم بقواعد الشرع التي منها غض البصر، والبعد عن الرجال والاكتساء بثوب الحياء حتى ييسر الله للفتاة من يطرق بابها ويطلب يدها.
نحن ننصحك بمحاربة الميل المعوج وبالتفنن في إظهار ما وهبك الله من جمال وأنوثة بين النساء، واعلمي أن معظمهن يبحثن عن أمثالك لأبنائهن ولإخوانهن أو لأي رجل من محارمهن، وأشغلي نفسك بالدعاء واعملي بطاعة الله، وكوني في حاجة الضعفاء ليكون في حاجتك رب الأرض والسماء.
عمري فراغك بالهوايات النافعة بعد أداء الطاعات الواجبة والإكثار من النوافل، وابحثي عن الصالحات وعالجي ما عندك من القلق بالإكثار من ذكر الله واطردي عنك التخيلات الفاسدة، ولا تقفي عند الأفكار السالبة، وأشغلي نفسك بمعالي الأمور، وإذا وسوس لك الشيطان فتعوذي بالله من شره، واحمدي الذي رد كيده إلى الوسوسة، وتذكري أن كيده ضعيف، وثقي بأن إهمالك للخواطر السالبة والانتقال منها لما هو إيجابي من أكبر وسائل التخلص من الوساوس، فاستعيني بالله وتوكلي عليه واتق الله واصبري، واستمري في التواصل مع موقعك، وحافظي على أذكار النوم، وأكثري من ذكر الله والاستغفار، ومن الصلاة والسلام على رسولنا المختار، فإن في ذلك ذهابا للهموم بفضل وقوة الحي القيوم سبحانه.
لا شك أن الوساوس تزعج، وأن للشيطان أبوابا، كلما أغلق الإنسان بابا حاول أن يفتح عليه آخر، وأهم علاج الوسواس في النظافة، أو في غيرها يكون بإهماله، ونحن نعرف أن الآباء والأجداد لم يكن عندهم هذا الاهتمام المبالغ فيه، ومع ذلك كانت صحتهم أحسن وأعمارهم أطول وأمراضهم أقل.
النظافة مطلوبة لكن المبالغة فيها والوسوسة بها مرفوضة، وأنت بحاجة إلى أن ترتبي أولوياتك، وتقدمي ما حقه التقديم، وما ينبغي أن تكون النظافة على حساب ما هو أهم منها مثل أداء الفرائض.
هذه وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، وننصحك بتجنب الوحدة، فالشيطان مع الواحد وهو من الاثنين أبعد، ونتمنى أن تنظري للحياة بأمل جديد وبثقة في خالقنا المجيد، ونسأل الله أن يقدر لك الخير، وأن يعينك على الخير وأن يلهمك السداد والرشاد والطواعية لرب العباد.