أشعر فجأة بخوف شديد وسخونة وأحياناً برودة
2018-11-11 06:03:29 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
أشعر فجأة بخوف شديد، ولا أستطيع النوم والأكل، وأشعر بأني سأموت أو أني سأفقد عقلي، مع رعشة أحياناً، وسخونة، وأحياناً أشعر بالبرودة.
ذهبت إلى دكتور نفسي، قال لي: بأني مصاب بالقلق، وأن النوبة التي تأتيني اسمها نوبة هلع، ولكني لم أصدقه لسبب واحد فقط، وهذا السبب من السنة النبوية، حيث أني سمعت عن (نوبة الهلع) مسبقاً، وحينها قلت: (الحمد لله الذي عافاني مما ابتلى به غيري من الناس، وفضلني على كثير ممن خلق تفضيلاً)، وأذكر جيداً أن النبي صلى الله عليه وسلم، ذكر بأن من رأى مبتلاً فقال: (الحمد لله الذي عافاني مما ابتلى به غيري من الناس...إلخ)، إلا عافاه الله من ذلك البلاء، عاش ما عاش، وصدق الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم.
فكيف إذا حدث لي ذلك؟ أريد فقط أن أفهم إذا كانت معرفتي بالدين ناقصة، وأني مصاب بنوبة هلع فعلاً، مع الدليل من الكتاب والسنة جزاكم الله خيراً، أم أن التشخيص فعلاً خطأ.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أرجو أن أوضح لك حقيقة هامة، وهي أن الأمراض النفسية مثلها مثل الأمراض الجسدية، تُشخَّص بوجود علامات مُعيَّنة وأعراض معينة من شكوى للشخص، أو يصل إليها الطبيب بعد الفحص على المريض، وهناك علامات مُعيَّنة تأخذ مسارًا مُعيَّنًا تُشكِّلُ مرضًا مُعيَّنًا.
هذه مهارات دُنيوية، يتعلَّمها الأطباء في كُلِّيات الطب وفي المستشفيات، وهذا شيء عالمي معروف، يتبعه كل الأطباء في أنحاء العالم، فلا داع للخلط بين الأمور، هذه مسائل علمية محضة، خاضعةً للفحص البشري – كما ذكرتُ – للأطباء المدرَّبين، وهناك أعراض معروفة تُشكِّل أمراضًا معروفة، وهناك معايير عالمية مُتفقٌ عليها لتشخيص هذه الأمراض -أخي الكريم-.
أرجو أن تكون إجابتي واضحة، وأنا أعتقد أن ما ذكره الطبيب من تشخيص صحيح؛ لأنه قام بالكشف عليك، وبالتالي الوصول إلى مشكلتك التي تعاني منها.
وفقك الله وسدد خطاك.
++++++++++++++++
انتهت إجابة د. عبد العزيز أحمد عمر المستشار النفسي.
وتليها إجابة الشيخ الفودعي المستشار الشرعي.
++++++++++++++++
بالنسبة للجانب الطبي: قد أفادك الطبيب الأخ الفاضل الدكتور عبد العزيز بما ينفعك ويفيدك.
أمَّا من الناحية الشرعية: وهل يمكن أن تُصاب بهذا الداء بعد أن قلت الذكر الوارد عند رؤية المبتلى؟ فالجواب - أيها الحبيب - نعم، قد ثبت الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (مَن رأى مبتلىً فقال: الحمدُ لله الذي عافني ممَّا ابتلاك به وفضلني على كثير ممَّن خلق تفضيلاً، لم يُصبه ذلك البلاء) رواه الترمذي.
لكن يبقى - أيها الحبيب - أن هذا وعد، والوعد من الله سبحانه وتعالى يتحقق لا محالة إذا تحقَّقتْ كل الشروط المشترطة لتحققه، ومن أعظم الشروط التي لا بد من توفرها لحصول الوعود الإلهية اليقين المطلوب، فربما تخلَّف الوعد في حق إنسان مُعيَّن بسبب وجود مانع من الموانع التي قد يشعر بها أو قد لا يشعر بها.
هذا جواب على جهة الإجمال، ثم هذا الحديث كثير من أهل العلم يرى بأنه بلاء ديني، أي الفسوق والمعاصي، فيكون هذا احتمالاً آخر يُزيح عنك التعلُّق بهذا الحديث ويدعوك إلى الأخذ بالأسباب التي شرعها الله سبحانه وتعالى وأباحها لدفع المرض، فقد قال عليه الصلاة والسلام: (ما أنزل الله داءً إلَّا وأنزل له دواء)، وقال: (تداووا عباد الله).
نصيحتنا لك: أن تأخذ بهذه الأسباب، وترجو من الله سبحانه وتعالى العافية والشفاء، وبذلك سيحصل لك الشفاء إن شاء الله.