زوجي سيء الطباع، ويطعن في النوايا، هل أنا مأجورة على صبري عليه؟
2018-10-25 07:30:43 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عندي مشكلة أتمنى منكم الحلول أو النصيحة، ولكم مني خالص الدعاء، أنا أم لطفلين، ومتزوجة منذ ست سنوات، شخصيتي جداً كتومة ولا أشكو همي لأهلي؛ خوفاً من أحزانهم، ولا أعلم هل كذبي عليهم بأنني سعيدة مع زوجي عقوق أم لا؟
زوجي شخص عصبي مندفع سيء الطباع، يتمنى موتي ويدعو علي بأبشع الدعوات، أتلقى منه كل أنواع الإهانة والضرب، ودائماً يطردني لبيت أهلي، لكنني أرفض خوفاً من انهيار زواجي، بينما زواجي منهار داخلياً أساساً، لكني أتحمل لعل الله يصلح حاله، يحرمني من زيارة أهلي، ويحرمني من الزيارات العائلية، وإذا رآني أترجاه ذليلة يوافق على ذهابي.
أرجوكم أنا تعبت منه فهو مقصر جداً من الناحية المادية، وحتى في وقته معنا، فإن جلس معنا لا يصمت أبداً من التوبيخ والبحث عن الخطأ، يطعن في النوايا ولا يحترمني أبداً، هل أنا مأجورة على صبري عليه؟
أتمنى ترك المنزل والذهاب لأهلي، ولكني أتردد، أتمنى أخذ مشورة عقلانية من أحد، أفيدوني جزاكم الله خيرا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ لطيفة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -أختنا الكريمة- ورداً على استشارتك أقول:
من أحسن الصفات عند المرأة أن تكون كتومة، ولا تنقل ما يحصل في بيتها إلى الخارج؛ إلا في أحلك الظروف رجاء إصلاح الخلل الحاصل في حال تفاقم الوضع ولم تتمكن من التفاهم مع زوجها.
كونك تشعرين والديك بأنك سعيدة، لتدخلي عليهم السرور وتجنبيهم الحزن، نوع من البر تؤجرين عليه فجزاك الله خيراً.
سوء طباع زوجك ناتج عن ضعف إيمانه، فاجتهدي في تقوية إيمانه، فالإيمان كفيل في تحسين خلقه، لأنه يجعله يعرف ما له وما عليه.
أنصحك أن تسلطي عليه أصدقاءه الصالحين، من خلال التحدث مع زوجاتهم كي يكلفوا أزواجهن بالإلتصاق به، والأخذ بيده نحو الاستقامة وإصلاح أخلاقه وتذكيره بالله تعالى، شريطة ألا يعرف أنك وراء ذلك.
لا تقصري في حق زوجك وتفاني في خدمته، وأد حقه وسلي الله حقك.
تقربي من زوجك أكثر وتوددي إليه بالكلمات العاطفية، سواء كان مباشرة أو عبر الرسائل، فعل الله يقذف في قلبه الحياء منك ويعرف خطأه.
اطلبي منه جلسة للمناقشة في أمور البيت، وتحيني الوقت المناسب والمكان الملائم، وكوني بأبهى حلة وهيئي الأجواء، بحيث تجهزين شيئا من المأكولات التي يحبها وبعض القهوة أو الشاي أو العصير، ومن ثم بيني له أهمية الوئام بين الزوجين من أجل استقرار الأسرة وألا تؤثر أجواء التوتر على أفراد الأسرة، واطلبي منه أن يبين لك ماذا ينتقد عليك وما يكرهه من الصفات، وعديه أنك تتقبلين نقده وتجتهدين في تغيير ما يكره من الصفات.
اعتني بطعامه وملابسه وهيئي له أجواء الراحة في البيت، وغيري نظام عفش البيت بحيث تجعلين بيتك جاذباً وخاصة غرفة النوم.
أحسني من توديعه واستقباله، ولا تنسي أن تتضرعي بالدعاء بين يدي الله تعالى وأنت ساجدة، وسلي الله تعالى أن يصلحه وأن يلهمه الرشد ويعرفه بأخطائه.
اجتهدي في توثيق صلتك بالله، وتقوية إيمانك من خلال كثرة العمل الصالح؛ فذلك من أعظم أسباب جلب الحياة الطيبة كما قال تعالى: (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ۖ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ).
الزمي الاستغفار، وأكثري من الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- فذلك من أسباب تفريج الهموم ففي الحديث: (مَنْ لَزِمَ الِاسْتِغْفَارَ جَعَلَ اللَّهُ لَهُ مِنْ كُلِّ ضِيقٍ مَخْرَجًا، وَمِنْ كُلِّ هَمٍّ فَرَجًا، وَرَزَقَهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ) وقال لمن قال له أجعل لك صلاتي كلها: (إِذًا تُكْفَى هَمَّكَ وَيُغْفَرُ لَكَ ذَنْبُكَ).
اصبري واحتسبي الأجر عند الله تعالى، وأنت مأجورة على كل ما تعانينه، فالمؤمن يتقلب بين أجري الصبر والشكر، يقول عليه الصلاة والسلام: (عَجَبًا لأمرِ المؤمنِ إِنَّ أمْرَه كُلَّهُ لهُ خَيرٌ وليسَ ذلكَ لأحَدٍ إلا للمُؤْمنِ إِنْ أصَابتهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فكانتْ خَيرًا لهُ وإنْ أصَابتهُ ضَرَّاءُ صَبرَ فكانتْ خَيرًا لهُ).
أنت تكرهين هذه الحالة ولعله يكون وراء هذه المعاناة خير كثير، يقول تعالى: (وَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ وَعَسَىٰ أَن تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ).
كوني دائماً متفائلة، فالتفاؤل يفتح لك الآفاق ويريح صدرك، ولن يستمر زوجك على هذه الطريقة بإذن الله تعالى.
نسعد بتواصلك، ونسأل الله لك التوفيق وأن يصلح زوجك ويقر عينيك بصلاحه.