والدتي أصيبت بنزيف بعد عملية إزالة حصوات الكلى، فما العلاج؟
2018-10-29 05:33:46 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
والدتي كان عندها حصوة بالكلى 3 سم، تم عمل عملية منظار لها، وبقيت في المستشفى حوالي يومين، وبعد ذلك خرجت من المستشفى، وهي في الطريق أتاها نزيف، كلمنا الدكتور قال أن هذا شيء طبيعي، بقيت في البيت يومين وأصيبت بحبس بول، فذهبنا إلى الدكتور نظف لها التجلطات في مجرى البول، وتم نقل دم لها، وبعد ذلك قال لها الدكتور لا بد من أن نعمل لها حقن شرياني، وبالفعل تم عمل الحقن الشرياني.
وبعد ذلك تم نزول نزيف أكثر من مرة، فقال الدكتور بأنه سيعطيها حقنة مضاد حيوي إذا توقف النزيف، ويظل هذا التهابا، غير هذا فسيجري لها أشعة صبغة.
أنا لا أعرف، هل ما يحصل لها طبيعي؟ وما هو سبب التجلطات؟
برجاء المساعدة، وشكرا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ماجد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا، سلامة الوالدة، نسأل الله أن يتمم لها الشفاء الكامل العاجل.
إن العملية التي قام بها الطبيب لإزالة الحصوة من الكلية غالبا ما تكون ما يسمى بإزالة الحصوات من الكلية عن طريق المنظار الكلوي بطريق الجلد (pcnl percutaneous nephrolithotomy)، وتتم هذه العملية بالقيام بإجراء فتحة صغيرة في الجلد في منطقة الكلية من الخارج، ومن ثم استخدام هذه الفتحة للوصول إلى الكلية وإجراء فتحة صغيرة بها وإدخال المنظار عن طريقها للوصول إلى الحصوة البولية.
وعادة ما يتم ذلك عن طريق الموجات الصوتية أو بمساعدة التصوير بالأشعة السينية، وبعد الدخول للكلية يمكن توسيع هذا المجرى الجراحي حتى يتمكن الطبيب من إدخال المنظار الكلوي للكلية، ومعاينة الحصوات، والتي عادة ما يتم تكسيرها محليا باستخدام الموجات الناتجة عن طريق استخدام الهواء المضغوط في مسبار خاص، أو باستخدام الليزر ونحوها، ويقوم الطبيب بإزالة الحصوات الناتجة عن تفتيت الحصواة باستخدام جفت خاص، ثم يقوم بوضع أنبوب مكان الفتحة لمدة يوم أو يومين ومن ثم يزيلها ويخرج المريض في اليوم الثاني أو الثالث. هذا وفي أحيان أخرى يقوم الطبيب بوضع دعامة داخلية تمتد داخليا من الكلية إلى المثانة عن طريق الحالب، ويزيل أي أنبوب خارجي، وذلك عند إحساسه بأن فرصة تعرض المريض إلى نزيف قليلة بحسب مجريات الأمور أثناء إجراء الجراحة.
وتعتبر العملية المذكورة أعلاه العملية الأولى المنصوح بها لعلاج مثل حجم الحصواة التي تعاني منها والدتك، وهي من أكثر العمليات إجراء في جميع أنحاء العالم، وتعتبر من أكثر الإجراءات العملية الجراحية المنظارية نجاعة وأمانا لإزالة الحصاوي بأقل تعريض للكلية والمريض للمشاكل الجراحية.
وهنا يجب أن أنوه إلى أن أي إجراء جراحي يصحبه مضاعفات ناتجة عنه تقل أو تكثر في نسبة حدوثها أو في نسبة خطورتها، وفي مثل هذا المنظار، فإن الطبيب يدخل الكلية عن طريق إجراء فتحة صغيرة بها لتمكينه ما إدخال المنظار من خلالها، ولك أن تتصور إذا ما صادفت هذه الفتحة شريانا كبيرا في الكلية، فإن ذلك يؤدي إلى نزيف شديد يتبين للطبيب بوضوح في أثناء إجراء المنظار، وللأمانة فإن الغالبية العظمى من حالات النزف هذه تتوقف بشكل تلقائي بعد يوم أو يومين، كما أن نسبة حدوث مثل هذه المضاعفات تزيد بزيادة حجم الفتحة بالكلية، أو بعدد المحاولات لإدخال الأنابيب الخاصة بهذه العملية في الكلية في بداية الإجراء الجراحي، أو لجوء الأطباء لإحداث أكثر من موضع داخل الكلية بغرض التخلص من كل الحصوات الموجودة بالكلية.
وبالرغم من زيادة نسبة كون هذه العملية كبيرة الأمان والسلامة للمريض إلا أن هناك نسبة من المرضى يحتاجون إلى إجراء إقفال الشريان النازف عن طريق الأشعة، وإدخال بعض المواد أو البكرات الصغيرة التي تسد الفتحة في الشريان وتوقف النزف، ولعل والدتك تعاني من هذه المضاعفة، ولوضعك في الصورة فإن مثل هذه المضاعفة يعاني منها ما يقل عن 2-4 % من المرضى، وأن الحوجة إلى إجراء نقل دم تقل عن 2% من المرضى.
وإذا ما استمرت عملية النزف فإن الطبيب قد يحتاج إلى إجراء دراسة بالصبغة لأوعية الكلية الدقيقة باستخدام قسطرة معينة، فلعل عملية إدخال ما يوقف النزف لم تكن كافية في المحاولة الأولى، أو أن هناك منطقة أخرى من النزيف لم يتم قفلها إشعاعيا في المرة الأولى، وفي أحيان أخرى قد تنشأ في المنطقة تشابك بعض الأوردة مع بعض الشريانات، وينشأ من هذا الالتحام ما يعرف بأم الاوردة الكاذبة أو التضخم الوعائي الناتج عن التصاق الأوردة مع الشرايين، هذه الظاهرة تؤدي كثيرا إلى النزف في المنطقة.
وفي ظروف معينة يؤدي نشوء التهاب بولي إلى أحداث نزف بولي ثانوي، وعادة ما يكون ذلك بعد مرور 5-7 أيام من الجراحة، ويتم علاجه مبدئيا بإعطاء المريض المضادات الحيوية، فإذا لم يؤد ذلك لوقف النزف فإن الطبيب قد يلجأ إلى إجراء الدراسة والتدخل الإشعاعي العلاجي كما هو موصوف أعلاه.
إذا وباختصار فإن ما تعاني منه والدتك هو في الغالب يتماشى مع ما وصفنا من مضاعفات وسيناريو ما بعد هذه الجراحة، أما ما يخص تجلط الدم، فإن ذلك ممكن الحدوث جدا نتيجة تعرض الدم للبول، والذي غالبا ما يعجل بتجلط أو تخثر البول في عملية كيميائية معقدة لا داعي للولوج فيها، ولكن كبر مثل هذه الجلطة في المثانة قد يؤدي إلى زيادة النزيف وإلى احتباس البول، وتكون الخطوة الأولى لعلاج هذه الحالة بإدخال قسطرة بولية ثلاثية الفتحات تكون إحداها مسؤولة عن إخراج البول، والثانية عن إدخال سائل غسل المثانة، ويكون ماء أو سائلا طبيا خاصا، والثالثة تكون لملء بالونة خاصة تمنع انزلاق القسطرة البولية وخروجها من المريض قبل استكمال الغرض من إدخالها.
وأطمئنك بأننا نشاهد مثل هذه المضاعفات من وقت لآخر، وأن كل من يمارس الجراحة البولية يشاهد مثل هذا السيناريو، فلا تبتئس! وثق أن والدتك ستشفى قريبا -بإذن الله- ولا شر عليها.
أرجو أن أكون قد أوضحت لك الأمر وأرحتك بهذه المعلومات الضافية عن العملية الجراحية، وسير والدتك في مشوار النقاهة والتعافي منها، ونسأل المولى القدير أن يسبغ عليها نعمة العافية والشفاء والصحة الطيبة.
والله الموفق.