أعاني من ضيق في الصدر يمنعني من الدخول في النوم ليلا، فما العلاج؟
2018-10-02 09:34:00 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا بنت عندي 20 سنة، منذ 5 سنوات كانت تأتيني نوبات هلع، تعرضت منذ عدة سنوات لنوبة قوية شعرت خلالها بضيق في التنفس وأن روحي تنتزع مني، كانت نوبة قوية حتى أنني أستطيع تذكر تفاصيل ما شعرت به خلال هذه النوبة، كنت كل ما أرغب به أن يدخل الهواء إلى رئتي شعرت أنني أموت، وكنت أركض في المكان وأحاول الهروب بعيدا عن الناس.
ذهبت إلى الطبيب النفسي حينها بعد محاولات مني بإقناع أهلي بأني أتعذب، لكنهم في الحقيقة كانوا يستسهلون أمري، وتم تشخيصي حينها من قبل الطبيب بذلك، ووصف لي الطبيب دواء سبراليكس، ولكن مع أول جرعة كانت الأعراض الجانبية شديدة للغاية، فامتنعت عن العلاج، ولم أتعالج أبدا من هذه النوبات بعد ذلك، ولكن مع مرور الوقت حالتي بدأت تتحسن تدريجيا، وجميع الأعراض الجسدية التي كنت أشعر بها تقريبا اختفت.
لم تأتني نوبة قوية أو واضحة الأعراض منذ سنتين، إلا أنني في الحقيقة منذ آخر نوبة شعرت فيها بضيق التنفس، وكان ذلك منذ بضع سنوات، فهذا العرض لا زال يلازمني، خاصة عند النوم، فعندما أدخل إلى السرير وأستعد للنوم أشعر بضيق وكتمة في صدري، وأحاول أن آخذ شهيقا وزفيرا أو أن أتثاءب، ولكني لا أستطيع أخذ نفس عميق وملء رئتي بالهواء، فهو شعور مشابه تماما للشعور الذي شعرت به خلال النوبة، وهذا يجعل من الصعب علي كثيرا الدخول في النوم، وأنا لا أعلم هل لهذا حقا علاقة بالنوبات التي كانت تأتيني أم لا، وما رأي حضرتكم؟ وما الحل؟ لأن الأمر يعذبني كثيرا ولا أجد له حلا، وأتمنى منكم أن تنصحوني؛ لأن هذا بالنسبة لي قمة العذاب!
أتمنى منكم أن تستشعروا عدد السنوات التي أعيشها في هذا العذاب، بالله عليكم ساعدوني.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ لين حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
اضطراب الهلع يكون في شكل نوبات هلع وتوجس بعد انقضاء النوبة من أن ترجع مرة أخرى، وأحيانًا تكون أعراض قلق وتوتر تستمر حتى بعد أن تنتهي النوبة. أختي الكريمة، هذا ما يحدث معك الآن، فإن أعراض ضيق التنفس التي تحصل عند النوم هي أعراض قلق وتوتر، وكما ذكرتِ هي شبيهة لما حصل معك عند نوبة الهلع، ولذلك –أختي الكريمة– معظم الناس ينصحون بالاستمرار في علاج اضطراب الهلع لفترة طويلة؛ حتى يتم القضاء على كل الأعراض، وحتى لا تحصل انتكاسات.
والسبرالكس من الأدوية الفعّالة جدًّا في علاج اضطرابات الهلع، ولتجنُّب الآثار الجانبية –التي عادةً تحصل في بداية العلاج- يجب أن نبدأ بجرعة صغيرة، نصف حبة –أختي الكريمة– لمدة أسبوع أو عشرة أيام، أو حتى أسبوعين، ثم بعد ذلك حبة كاملة، ويعمل عادةً بعد مرور ستة أسابيع إلى شهرين، هذا إنْ أردتِّ الرجوع إليه.
أما إذا لم تُريدي الرجوع إلى الأدوية عمومًا؛ فعليك بالعلاج السلوكي المعرفي، العلاج السلوكي المعرفي يُساعد كثيرًا جدًّا في علاج اضطرابات الهلع، ودائمًا يُفضّل القيام به مع العلاج الدوائي أختي الكريمة.
وفقك الله وسدد خطاك.