أمي لا تريد خطيبتي بعد أن عقدت عليها بعلمها ورضاها، ماذا أفعل؟
2018-09-26 06:38:23 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
أفيدوني بما يتوجب علي فعله أو قوله، تقدمت لخطبة فتاة أحبها، وقد تم رفضي من أَهلها منذ نحو سنة لخوفهم من شخصي، وبعد استخارة وإقناعها لأهلها بالسؤال عني قابلوني ووافقوا على خطبتنا.
توجهنا لأهلها أنا ووالدي ووالدتي، وأهلها كانوا غير ميسرين في الزواج، طلبوا "شبكة" ومؤخراً عالياً، وفِي الاتفاق على تجهيز بيت الزوجية لم يساهموا بالكثير.
بعد قراءة الفاتحة طلبت من البنت مفاتحة أَهلها في إعادة الاتفاق في تجهيز منزل الزوجية لأنه سيكون صعباً علي إنجازه خلال السنتين، ورفضت البنت جداً معللة أن أَهلها سيتراجعون عن الخطبة لو وجدوا مني عدولاً عن كلامي.
والدتي الآن تخبرني أنها غير مرتاحة، ولا تريدني أن أكمل الزواج، رغم أن البنت كلمتها وأبدت لها تمسكها بي ومساندتها لي.
والدتي تشيد بالبنت، ومعجبة جداً بها، وبأخلاقها وتدينها، ولكنها تخاف من أهل البنت، وتخاف من عدم استطاعتي التجهيز بالإمكانيات المتاحة، وأيضاً تخاف من أن يكون أهل البنت غير مرحبين بوجودي، ويتعسفون معي لذلك.
بعد محادثة البنت أقرت أن هذا العرف السائد لعائلتها وأهلها وليس تعسفاً، وأيضاً أقرت أن أهلها لن يتدخلوا فيما سأجهزه لبيت الزوجية، لأنه بيتنا في النهاية.
بعد التحدث مع والدتي بهذه الأسباب لتطمينها أخبرتني أنها غير مرتاحة بعد الاستخارة.
رجاء أفيدوني، فأنا لا أريد الاستمرار دون رضا أمي، ولكني أحب البنت، وهي ساندتني حتى استطعنا أخيراً قراءة الفاتحة.
أمي امرأة متدينة، إن كان الأمر يقع على عاتقها فوجه لها رسالة، وأريها إياها، وجزاكم الله كل خير.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحباً بك -ابننا الفاضل وأخانا الكريم- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يوفقك ويصلح الأحوال، وأن يرزقك رضا والدتك ويحقق لنا ولكم في طاعته الآمال.
الفتاة ارتاحت إليك وارتحت إليها، وصبرت واجتهدت حتى أقنعت أهلها، ونحن لا ننصح بتركها لأجل أهلها؛ فربنا العظيم الكريم يقول: (ولا تزر وازرة وزر أخرى)، وأرجو أن تبلغ والدتك تحياتنا، وشكرنا لها أولاً ثم أخبرها برغبتنا في إكمال مراسيم الزواج.
الحمد لله والدتك مرتاحة للفتاة، وأنت تتزوج الفتاة وليس أهلها، ولا شك أن الزواج الناجح يقوم أساساً على وجود الدين ثم على حصول الميل والارتياح والانشراح.
قد يصعب على أي رجل الفوز بفتاة لا إشكال ولا عيب فيها ولا في أهلها، كما أنه يصعب على أي فتاة أن تفوز بشاب ليس فيه ولا في أهله نقص، فنحن جميعاً بشر والنقص يطاردنا، وطوبى لمن تنغمر سيئاته في بحور حسناته.
نحن لا نؤيد التكاليف الباهظة، ولكننا نوقن بوجاهة كلام الفتاة، ويؤسفنا أن تكون العادات والتقاليد حاكمة ومسيطرة، ولكن المهم في مثل هذه المواطن هو وجود التفاهم بينك وبين الفتاة، وطالما وجد الحب فالتنازلات والتيسير والمسامحة كل ذلك سيحصل بحول الله وقوته.
أرجو أن تنصرف لإعداد نفسك، ونبشرك بأن ربنا الكريم يعين الناكح الراغب في العفاف.
لا تحاول التنصل مما تم الاتفاق عليه، فأهل الإسلام على شروطهم، ولا تقصر في القيام بما تستطيعه، ونتوقع من الفتاة أن تساعدك بل نتوقع أن يكون أهلها أيضاً متفهمين لظروفك، وهم أيضاً حريصون على سعادة بنتهم.
هذه وصيتي لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، ونكرر النصح ونوجهه للوالدة بضرورة مباركة مشروع الزواج؛ حتى لا تحملي ولدك البار ما لا يطيق، من فراق من أحبها وأحبته، وننتظر من الوالدة الدعاء لك وللفتاة العروس.
نقدر مشاعرها كأم من حيث الشفقة عليك، ونحب أن نطمئنها بأن الفتاة التي ارتاحت إليها ستكون بنتاً لها، وإضافة لأسرتها، بالإضافة إلى أنها التي ارتحت إليها، والأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف.
نسأل الله أن يعينك، وأن يوسع عليك، وأن يلهمك السداد والرشاد، ونوصيك بوالدتك خيراً. بارك الله لك وبارك عليك وجمع بينكما في الخير.