الشعور بغياب الهدف وكيفية علاجه
2005-07-03 13:31:02 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
أبلغ من العمر 33 سنة، أنهيت دراسة آداب اللغة الإنكليزية في العام 1994 وعملت في ميادين مختلفة: السياحة، التدريس، والآن أعمل سكرتيرة تنفيذية في شركة جيدة في الكويت.
مشكلتي أنني أحس نفسي بلا هدف، فلا أعرف ماذا أريد، أو ماذا يمكن أن أفعل، أو ما الخطوة القادمة؟ وبالتالي فإنني أحس بفراغ شديد وملل لا يوصف، وأحس بأن الحياة تسير وأنا أسير معها، بالرغم من أنني مثقفة وواعية وأستطيع أن أقدم النصيحة لغيري، لكن بالنسبة لي لا أستطيع أن أحدد أو أوجه نفسي، قد يكون كلامي مجرد تذمر أو كلام فتاة تائهة ولكنني فعلاً أعاني من هذه المشكلة؟ هل من حل؟
جزاكم الله خيراً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سها حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية؛ فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك، وكم يُسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يربط على قلبك، وأن يشرح صدرك للذي هو خير، وأن يُعينك على تحديد الهدف الحقيقي لحياتك، وأن يوفقك لتحقيقه.
وبخصوص ما ورد برسالتك، فهذا ليس حالك وحدك، بل -ومع الأسف الشديد- هو حال الكثير من الشباب فتيان وفتيات؛ حيث يجد الشاب نفسه يعيش بلا هدف أو غاية، يرى نفسه تائهاً، حتى أصبح لا يدري لماذا هو موجود! أو ما هي الغاية من وجوده! وقد يفقد طعم الحياة ولذتها، رغم أنه لا ينقصه أي شيء من المتع والمال والشهرة... إلى غير ذلك من الأمور التي يتمناها غيره، إلا أنها -ومع الأسف الشديد- لا تحقق له السعادة المطلوبة، بل إنها تكون أحياناً مصدر شقاء وتعاسة، معذرةً أكرر هذا حال عددٍ كبير من الشباب خاصة والناس عامة، ولعل السبب وراء ذلك كله إنما هو التربية والأسرة والبيئة في المقام الأول، إذ أن كثيراً من الأسر لم تُساعد أفرادها على تحديد الهدف أو الغاية من وجودهم، بل ولم تُساعدهم في كيفية تكوين أنفسهم تكويناً داخلياً سليماً وصحيحاً ومتكاملاً، حيث تركز كثير من الأسر على بعض الجوانب وتهمل الجوانب الأخرى، حتى يصبح الإنسان لا طعم له ولا رائحة، وهذه حقيقةً هي إفرازات التربية القاصرة، خاصة من قِبل الأسرة والمؤسسات التربوية الأخرى.
وللتغلب على هذه المشكلة لابد لنا أن نحاول تعويض هذا النقص، وجبر هذا الخلل، ونحن ولله الحمد والمنة بما أنعم الله به علينا من نعمة الإسلام أكثر الناس قدرةً على استعادة تكوين أنفسنا من الداخل في أقصر فترةٍ زمنية، ولكن ذلك يحتاج –كما ذكرت– إلى بذل قدرٍ من الوقت والمال والطاقة حتى نجبر هذا الخلل ونعوّض هذا النقص، وسأقدم لك برنامجاً متواضعاً يراعي ظروفك، ويُساعدك على تحقيق هدفك بإذن الله، فإليك ما يلي:
1- اجعلي لنفسك ورداً يومياً من القرآن بمعدل جزء واحد لتختميه في شهر.
2- اقرئي ولو صفحة يومياً في كتاب، مثل صور من حياة الصحابة أو التابعين، ولو قرأتِ في مثل كتاب صفة الصفوة أو حلية الأولياء لرأيت عجباً.
3- احرصي على أذكار الصباح والمساء يومياً حتى ولو كنتِ على غير طهارة.
4- احرصي على قول: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، مئة مرة يومياً.
5- هناك بعض الكتب النفسية الجديدة، مثل كتاب: (دع القلق وابدأ الحياة)، وكتاب: (اعتن بحياتك)، وكتاب: (بناء تقدير الذات)، وسلسلة كتب النفس المطمئنة للدكتورة/ هدى السبيعي، ومنها كتاب: (كيف تزرع الثقة بنفسك؟)، وكتاب: (إدارة تغيير الذات)، وكذلك كتب الدكتور صلاح الراشد، والدكتور طارق السويدان حول هذا الموضوع، وللعلم فالكتب التي ذكرناها متوفرة في جميع المكتبات.
6- احرصي على ربط نفسك ببعض الجهات ذات النشاط الخيري التطوعي، مثل الجمعيات الخيرية والدعوية الموجودة لديكم، وهي كثيرة، وحاولي أن تقتطعي جزءاً من وقتك لهذه الأعمال المباركة.
7- كم أتمنى أن تقرري البدء في حفظ القرآن ولو بمعدل آية أو أكثر يومياً.
8- تخيري لك من الصالحات الملتزمات صحبةً تقضين معها بعض أوقات فراغك، وأنا واثقٌ من أنك لو بدأتِ هذا البرنامج فسوف تتغيرين في فترة قصيرة جدّا، فابدئي وتوكلي على الله، وجربي وأنتِ الحكم.
وفقك الله لكل خير.