أعاني من القلق، فما العلاج؟
2018-07-22 02:18:58 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
اسمي عبدالله، 27 سنة، متزوج منذ سنة وعلى وشك أن أصبح أباً بعد شهرين، أعاني من مرض القلق منذ 8 سنوات، ظهر على شكل نوبات هلع، وتعالجت منه، وظهر بعدها بسنوات وشخصني الطبيب على أنه مرض قلق وكتب لي أدوية وحاليا آخذ أدوية هي: اسيتا 10 مرتين في اليوم، وسيروكسات 25 مرتين في اليوم، وافيكسور 150، وزولام 25، وسيروكويل 300، أتناولها منذ 3 أشهر لكن تحسني كان بسيطا جدا، وتحصل لي انتكاسات أثناء العلاج.
هل هذه الأدوية كثيرة؟ وهل علاجي بهذه الطريقة صحيح أم أن الانتكاسات دليل أن الدواء غير صحيح أو متماشي مع جسمي؟ وهل دوا سيروكويل آمن وسليم؟ لأني قرأت أنه مضر جدا للقلب ويسبب الوفاة وأمورا أخرى كهذه.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد، وأسأل الله أن يرزقك الذرية الصالحة، وأن يسهل أمر الوضع على زوجتك.
القلق – أخي الكريم – يُعالج بالعلاجات الدوائية والعلاجات السلوكية والاجتماعية. أولاً: إذا كان هناك سبب للقلق فيجب على الإنسان أن يناقش مع ذاته هذا القلق، ويحاول أن يصل إلى نوع من الحلول مع نفسه، أي يحاول أن يزيل الأسباب بقدر المستطاع، وأحيانًا يكون القلق جزءًا من البناء النفسي للشخصية، وهنا تكون ممارسة الرياضة والتمارين الاسترخائية والتعبير عن الذات وعدم الكتمان من أفضل الوسائل العلاجية.
وقد وجدنا – أخي الكريم – أيضًا أن حُسن التواصل الاجتماعي وتطوير الذات وتنميتها، وتطوير المهارات – خاصة على النطاق الاجتماعي وكذلك في مجال العمل – وأن يكون الإنسان دائمًا متفائلاً، وحسن التوقعات. هذا – يا أخي الكريم – يُعالج القلق كثيرًا وبصورة مُجدية جدًّا.
قطعًا الصلاة في وقتها والدعاء ومعاملة الناس بخلق حسن، هذه إضافة عظيمة جدًّا للحصة النفسية للإنسان، وكوسيلة هامَّة لإزالة القلق.
العلاجات الدوائية – أخي الكريم – الأمانة العلمية تقتضي أن أقول لك: إذا كنت تتناول كل هذه الأدوية الآن وفي نفس الوقت لا شك أنها جرعاتٍ كبيرة، ولا أعتقد أنها سليمة – مع احترامي الشديد لمن وصفها لك -. أمَّا إن كنت تناولت هذه الأدوية في وقتٍ سابق، بمعنى أنك تناولت بعضها ثم قام الطبيب بتغييرها – وهكذا – فهذا أمرٌ جيد وجائز.
ارتفاع الجرعات يجعل الأدوية تأكل بعضها البعض ممَّا يُقلِّلُ من فعاليتها، وقطعًا إذا وصلتْ جرعة الدواء إلى جرعة انسمامية – سُمِّية – سوف يكون ضررها أكثر من نفعها وفائدتها.
دون أي انتقاص ودون أي انتقادٍ لأحدٍ: إذا كنت الآن تتناول الزيروكسات بجرعة خمسين مليجرامًا يوميًا، والإفكسور بجرعة مائة وخمسين مليجرامًا يوميًا، قطعًا هذه جرعات كبيرة، أعتقد أنك قد تعدَّيتَ الفيض العلاجي السليم، لا أقول أنها خطيرة، لكني شخصيًا لا أتجرأُ أبدًا أن أعطي مرضاي مثل هذه الجرعات.
أُكرِّرُ – أخي الكريم – مرة أخرى: هذا ليس انتقادًا للطبيب الذي وصفها لك، فقد يجوز عنده منهج ومبرراتٍ حتى يصف لك هذه الجرعات، ومن خلال تجربته قرر لك هذه الجرعات.
فإذًا – أخي الكريم – تعديل هذه الأدوية مهمّ، أن تتناول على سبيل المثال دواء واحد وبجرعة صحيحة كعلاج رئيسي، ولا مانع مثلاً أن تتناول معه دواء آخر مُساعد، على سبيل المثال: وجد أن الزيروكسات كعلاج أساسي ومعه البُسبار مفيد جدًّا في كثير من حالات القلق والتوترات وكذلك الاكتئاب... وهكذا.
فإذًا – أخي الكريم – جرعاتك حقيقة تحتاج لمراجعة، وهذا من حقك أن تتواصل مع طبيبك الكريم، لتناقشه حول الأدوية وسلامتها، وأن هذه الجرعات إذا كانت بالفعل خارجة من الطيف المسموح به ربما تكون آثارها العكسية أكثر من آثارها الإيجابية.
السيروكويل – أخي الكريم – من أفضل الأدوية، وهو دواء آمن، وليس صحيحًا أبدًا أنه يضرُّ القلب، بل نُعطيه لمرضى القلب، إذا أُعطي هذا الدواء بجرعة صحيحة وبجرعة سليمة دواء سليم ودواء فاعل جدًّا، بشرط ألَّا يتعدَّى الإنسان الطيف العلاجي الصحيح.
هنالك بعض التقارير أنه بالنسبة لكبار السِّن ربما يؤدي إلى جلطات دماغية، لكن هذا نادرٌ ونادرًا جدًّا. بخلاف ذلك فهو دواء جيد ورائع، لكن – كما ذكرتُ لك – يجب أن يُعطى للحالة الصحيحة وبالجرعة الصحيحة وللمدة الصحيحة.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.