أشكو من العديد من الوساوس والأفكار ولم تُجدِ معها الأدوية، فما العلاج؟
2018-07-12 02:49:09 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
لا يسعني إلا أن أدعو لكم بالفردوس الأعلى، وأود أن يجيبني الدكتور محمد عبد العليم بخصوص الدواء الذي سأتناوله، لأني تعبت من مراجعة الأطباء.
أعاني من الوسواس القهري منذ كان عمري 10سنوات، كان ينشط في الإجازات ثم يهدأ ويختفي تماما في الدراسة، جاءني في شكل تكرار الوضوء والنظافة والإحساس بالموت، ثم بلغت 19 سنة، وجاءني في العقيدة، فتناولت أدوية عديدة كالإنفراانيل واللوسترال والسيرباس، ثم أوقفت الأدوية عند الحمل، ومرت فترة الحمل بسلام حتي وضعت.
تعرضت في فترة النفاس لأذى من حماتي، فبدأت أعاني من أفكار متسارعة حول كلامها وأذاها، حيث صرت أتخيل كلامها دون أن أسمع صوتها، وأقوم بالرد عليها، وهذا يتكرر يوميا، رغم أني في كامل قواي العقلية وكامل تركيزي، وأعاني من الكلام الكثير جدا والسريع مع الجيران والأصدقاء، والأفكار المتلاحقة، والعصبية الشديدة، والحساسية الشديدة تجاه النقد، والتفكير في أفعال الناس وأقوالهم الجارحة وانتقاداتهم المستفزة.
تناولت الأوالابكس 5 مل قرصا ليلا والفافرين 100 مل قرصا ليلا، واستقرت الحالة مدة سنة، وبعدها بدأت أعاني من التوهان، البلادة، بطء البديهة، بطء رد الفعل، عدم التركيز، تشتت الذهن، القلق، الإسهال، كثرة الأفكار، الهوس.
مرت سنتين وأنا أعاني، وجربت الأريببرازول والريببركس والإبليبكس والإبليفاي، وسببت الأدوية لي ضيق شديد واكتئاب وملل، وحالة من القلق الشديد وسرعة ضربات القلب، فعدت لدوائي الاولابكس 5مل والفافرين100مل، وقررت تناول التجريتول 400 سي آر قرصا ليلا، وزيروكسات 12.5مل قرصا ليلا، وترك الأولابكس والفافرين، وأريد خطة علاجية، فقد قررت عدم الذهاب للأطباء.
كيف أستعمل الزيروكسات بدل الفافرين؟ كيف أوقف الأولابكس وأستعمل التجريتول؟ أريد علاجا للقلق لا يدخلني في الهوس، هل حالتي مضاد ذهان؟ هل يمكنني تناول زولام وإندرال مؤقتا مع التجرتول والزيروكسات في فترة انسحاب الأولابكس؟ لأن آثار انسحابه شديدة، هل الديباكين كورنو يسبب صلع ويؤثر على الإنجاب والدورة الشهرية؟ وهل هو أفضل من التجريتول؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نهي حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن الوسواس القهري مثله مثل القلق والتوتر، دائمًا إذا انشغل الشخص عنه فإن الأعراض تقلّ، وهذا ما حصل معك، أنه كان يخفّ في أثناء الدراسة لأنك تكونين مشغولة بالدراسة، ولكن في الإجازة يأتي الفراغ ومن هنا تزداد أعراض القلق والتوتر. هذا من ناحية.
من ناحية أخرى: الأعراض التي ظهرتْ معك الآن بعد الزواج والولادة – من تسارع في الأفكار، وعصبية شديدة، وحساسية ضد بعض الناس – لا توجد فيها أي أعراض للذهان، لذلك لست محتاجة لمضادات الذهان، مضادات الذهان عادةً تُعطى إذا كانت هناك أعراض للذهان مثل الضلالات الفكرية والهلاوس السمعية والبصرية واختلال الفكر واختلال السلوك، ولا توجد عندك أيًّا من هذه الأعراض، بل توجد أعراض قلق وتوتر وعصبية، ولذلك أرى أنك لا تحتاجين إلى مضادات الذهان، وأيضًا لا تحتاجين إلى مثبتات المزاج مثل الـ (تجراتول) أو الـ (صوديوم فالبروات كرونو Sodium Valproate Chrono)، وكما ذكرتُ الصوديوم فالبروات كرونو من آثاره الجانبية تساقط الشعر، وبالذات عند النساء بصورة كبيرة، ولكنه في الاضطرابات الوجدانية أفضل من التجراتول.
لا بأس من استعمال الزولام والإندرال لأعراض القلق والتوتر بصورة مؤقتة، وبالذات الزولام، لأن الاستمرار فيه يؤدي إلى الإدمان.
علاجك الرئيسي – أختي الكريمة – هو أحد مشتقات الـ (SSRIS) مثلاً مثل الـ (سبرالكس) أو الـ (سيرترالين)، ولا بأس (أحيانًا) من أخذ مضادات الذهان بجرعة صغيرة لتعضيد ومساندة عمل الـ (SSRIS)، وبالذات الـ (رزبريادون)، يُعطى بجرعات صغيرة في علاج الوسواس القهري، مثل واحد مليجرام مثلاً، ولا يُعطى بجرعة أكثر من ذلك.
والأهم من كل هذا – أختي الكريمة – هو العلاج النفسي، تحتاجين لجلسات نفسية، علاج سلوكي معرفي، لمساعدتك في الحساسية الزائدة تجاه الآخرين، والتعامل مع الآخر، وبالذات أن هذه الأعراض بدأت منذ فترة مبكرة، منذ أن كان عمرك عشر سنوات، فقد يكون هذا أصبح نمطًا من أنماط السلوك عندك، ولا يتغيَّر بالأدوية فقط، يتغيَّر بالعلاج السلوكي المعرفي، مع تناول الأدوية.
وفقك الله وسدد خطاك.