لا أعرف ما نوع مرض ابني، هل هو مس، أم مرض نفسي، أرجو المساعدة
2018-07-12 03:01:47 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
لدي ابن عمره الآن 26 سنة، مهندس زراعي -والحمد لله-، في سنة 2016 وهي السنة الأخيرة قبل التخرج أصيب بنكسة نفسية، بسبب مشاكل في الدراسة، وقد تغير تماما من إنسان مؤمن يصلي إلى عكس ذلك، لم يعد يصلي، أصبح يدخن السجائر والحشيش، وتدهورت صحته، وترك الدراسة، لكنني تمكنت -بفضل الله- من إرجاعه، وأكمل دراسته بعد أن عرضته على الطبيب النفسي الذي وصف له الأدوية التالية no-dep 50 mg حبة واحدة في الصباح، و medizapine5mgحبة واحدة عند النوم، و lyausine gout8 قطرات عند النوم.
تحسنت صحته وأتمم الدراسة، وحصل على دبلوم مهندس زراعي، ففرحت لذلك، معتقدا ومعي كذلك الطبيب أن كل المشاكل لهذا الولد هي الدراسة، وحصوله على الدبلوم، -يعني شفي تماما-، لكن العكس هو الذي حصل، فمرض مرة أخرى، وقبل أن يمرض تابع مع الطبييب العلاج الأول لمدة 4 أشهر، وكان ينقص له الجرعات بالتدريج، حتى النهاية، وقال لي إنه بخير، كل ما حصل له كان بسبب الدراسة فقط، وأوقف له العلاج.
في سنة 2017 رجعت له الأزمة، وأصبح كئيبا، وقطع كل العلاقات مع الأصدقاء، ومنعزل تماما، وبدأ يبتسم في بعض الأحيان لوحده، ولا يحب أن يزوره الأصدقاء، وقليل النوم، وفي بعض الأحيان لا ينام أبدا، أو ينام في النهار ويستيقظ في الليل، مرتبط كثيرا بالتلفاز في غرفته، ويشاهد الأفلام، ولا يخرج من المنزل إلا لشراء التبغ.
طرحنا عليه أن يزور الطبيب، ورفض ذلك بشدة كبيرة، بعد أن تيقن أننا نلح عليه ذلك قرر أن يقطع التدخين، -الحمد لله- قطع التدخين لمدة 4 أشهر، فقررت الذهاب لوحدي عند طبيبه، وفصلت له الأحداث، وقال لي: إنه مريض بانفصام الشخصية، وأعطاني دواء أولانزبين 15mg، أعطيه دون علمه لمدة شهرين، أعطيته الدواء في القهوة والعصير، لأنه يرفض الدواء، ويرفض زيارة الطبيب، فتحسن كثيرا -والحمد لله-، وأصبح ينام، ويأكل معنا الطعام، ويشاهد معنا مباريات كأس العالم، وبدأ يتكلم معنا، ويخرج من العزلة من غرفته، لكنه ما زال لا يريد زيارة الطبيب.
بعد حديث طويل معه لمناقشة بعض الأحدات الكروية، ثم مستقبله، ومشاكل التدخين، طرحت عليه من باب الوقاية فقط أن يراجع الطبيب حتى لا يرجع للتدخين، قلت له ذلك فقط لإقناعه بزيارة الطبييب، لأن طريقة أخذ الدواء بدون علمه صعبة، ولا يمكن أن تدوم، وأخاف إن قطع الدواء أن يعاوده المرض، خاصة أنه يرفض الذهاب للطبيب، والآن أعطيه فقط أولانزبين 10mg حبة واحدة في المساء، وهو مرتاح بها، ويتحسن كثيرا.
سؤالي دكتور: إلى متى سأبقى على هذه الحالة؟ هل أوقف له الدواء بالتدريج من 10 ملغ، إلى 5 ملغ، أم ماذا أفعل؟ علما أنني قرأت في هذا الموقع أن هذا الدواء يسبب السكري، ولا يجب قطعه، وأنا مصاب بالسكري، وأخاف أن يصاب ابني هذا بالسكري، كما أنه قطع الصلاة، ويغلق التلفاز لكي لا يسمع القران، لا أعرف ما نوع مرضه، هل هو نفسي، أو مس؟
أرجو منكم المساعدة.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حميد حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فبعد التمعُّن في استشارتك وقراءتها بتأنٍّ، أراني متفقا مع الطبيب الذي شخَّص ابنك على أنه يُعاني من الفصام، هناك عدة أعراض تُشير إلى ذلك بوضوح، والاضطراب السلوكي والانعزالية وأشياء أخرى كلها مؤشِّرات إلى أن ما يعاني منه ابنك هو مرض الفصام، وهو مرض عقلي، ليس مرضًا عضويًا (جسديًا)، وليس مرضًا روحيًّا، هو مرض عقلي، وطالما أن ابنك انتكس أكثر من مرة فغالبًا الآن معظم الأطباء يكادون يتفقون على أن العلاج -إذا حصلت انتكاسات أكثر من مرة- يجب أن يستمر بقية العمر، وفي هذا فائدة للمريض، إذ أنه يمكن أن يعيش حياة متوازنة بدرجة كبيرة مع تناول العلاج، وهذا ما شعرتَ به أنت.
الناحية الأخرى: طبعًا أنا أتفق معك أن علاج الأولانزبين قد يؤدي إلى الإصابة بمرض السكر، وهذا ناتج عن أنه يؤدي إلى زيادة الوزن بصورة غير طبيعية، ولكنه من أكثر الأدوية فعالية في علاج مرض الفصام، وعليك أن تُراقب ابنك، وبالذات تُراقب وزنه، هل هو في زيادة من وزنه أم لا، وطالما تحسَّن ابنك على هذا الدواء فعليكم الاستمرار فيه، ويجب ألَّا تُوقفوا الدواء، ويمكن تخفيض جرعته إلى خمسة مليجرام، فبعض المرضى يظلُّون في تحسُّنٍ ولا تظهر عندهم الأعراض مرة أخرى على جرعة خمسة مليجرام، ولكن إذا شعرتَ بأن هناك زيادة ملحوظة في الوزن قد تؤدي إلى مشاكل لابنك فلابد من تغييره لدواء آخر، وهنا قد يكون (رزبريادون) هو الأنسب.
حاول -أخي الكريم- مع ابنك أن تجعله يتواصل مع الطبيب، ويأخذ العلاج من الطبيب، والأطباء النفسيون لهم طُرقهم الذين يُقنعون بها المريض بطرقٍ غير مباشرة بأهمية الاستمرار في تناول الدواء لعدة أسباب، فقد يقنعه الطبيب باستعمال الدواء من أجل ترك التدخين، أو يقنعه من أجل تحسين الأداء كحجة للاستمرار في تناول الدواء.
فلا تيأس، ثابر، واستمر على العلاج بالطريقة التي تُعطيها الآن، وراقب وزنه، وافحص له السكر في الدم من وقتٍ لآخر، واستمر في متابعة الطبيب النفسي، وحاول إقناع ابنك بشتى الطُّرق، واصبر عليه حتى يُراجع الطبيب النفسي ويأخذ الدواء مباشرة، فهذا أنفع وأجدى.
وفقك الله وسدد خطاك.