الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم محمد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.
من الناحية التشخيصية حالتك ليست واضحة بالنسبة لي كثيرًا، نعم ذكرتِ أنه توجد لديك أعراض كـ (الخوف من الموت)، ومن الواضح أنه لديك شيء من القلق، لكن لا أعرف إن كان لديك اكتئاب مثلاً أو وسوسة، هذا أنا لستُ متأكدًا منه؛ لأن التفاصيل الموجودة لا توفر أي قوالب تشخيصية يمكن أن أعتمد عليها.
عمومًا: إذا كانت حالتك مثلاً هي قلق المخاوف فكل الذي تحتاجيه هو إضافة أحد الأدوية المضادة لقلق المخاوف، وأنت الآن تتناولين الدوجماتيل والموتيفال، وحقيقة يوجد تشابه كبير بين الدوائين، فلا أرى أن هنالك داعيا لتناول الدوائين مع بعضهما البعض، وشيء آخر: كلا الدوائين يمكن أن يرفع من هرمون الحليب والذي يُسمى (برولاكتين)، وهذا قد يؤدي إلى اضطرابٍ في الدورة الشهرية، لكن ما دامت الجرعات صغيرة هذا قد لا يحدث.
أنا أرى أن تتوقفي عن أحد الدوائين، مثلاً الدوجماتيل يمكن أن تتوقفي عنه؛ لأنه بالفعل قد يرفع من هرمون الحليب بصورة واضحة، والموتيفال أيضًا يؤدي إلى ذلك، لكن بشكل أقلّ.
والدوجماتيل لا تتوقفي عنه فجأة، اجعليها جرعة واحدة في اليوم لمدة أسبوع، ثم بعد ذلك توقفي عنه، واستمري على الموتيفال بجرعة حبة صباحًا وحبة مساءً، وأضيفي إليه عقار (زولفت) والذي يُسمَّى علميًا (سيرترالين)، دواء رائع جدًّا لعلاج قلق المخاوف أيًّا كان نوعه، وفي ذات الوقت لا يؤدي إلى الإدمان، ولا يؤثِّر على الهرمونات النسائية، -وإن شاء الله تعالى- يُساعدك كثيرًا في كل الأعراض التي تشتكين منها.
السيرترالين تحتاجين له بجرعة صغيرة، وهي أن تبدئي بنصف حبة – أي خمسة وعشرين مليجرامًا – تتناولينها ليلاً لمدة أسبوع، بعد ذلك اجعليها حبة كاملة – أي خمسين مليجرامًا – ليلاً، وهذه استمري عليها مثلاً لمدة ثلاثة أشهر، وبعد ذلك حاولي أن تُراجعي طبيبك بأي وسيلة، مراجعة الطبيب أراها مهمَّة.
وعلى نطاق العلاج غير الدوائي: حاولي أن تأخذي قسطًا كافيًا من النوم ليلاً، أنا أقدّر أن لديك طفلة صغيرة، ربنا يحفظ أولادك، فحاولي أن توفقي بين أن تأخذي قسطًا جيدًا من الراحة ليلاً، وتقومي برعاية الأطفال في ذات الوقت، وكوني إنسانة متفائلة إيجابية، أديري وقتك بصورة جيدة، لو كان بالإمكان أن تمارسي أي رياضة – كرياضة المشي – هذا سوف يكون جيدًا جدًّا، وطبِّقي أيضًا بعض التمارين الاسترخائية؛ كتمارين التنفُّس التدرجي.
الخوف من الموت – أيتها الفاضلة الكريمة – أمرٌ أصبح الآن شائعًا وسط الكثير من الناس، والإنسان يجب أن يخاف من الموت الخوف الشرعي، والذي يدفعنا لأن نعمل للآخرة، فهي الباقية، والدنيا هي الفانية، لحظاتٍ يسيرة وأيامٍ قليلة وتنتهي الدنيا، وذلك بأن يسعى الإنسان دائمًا أن يتقي الله في عمله، وأن يلتزم بعباداته، هذا فيه خير عظيم للإنسان، وعليك بالصلاة في وقتها، والدعاء، وهذا يبعث طمأنينة كبيرة في نفسك، وهذه الطمأنينة قطعًا سوف تؤدي إلى تلاش ظاهرة الخوف المرضي من الموت.
وللفائدة راجع علاج الخوف من الموت سلوكيا: (
259342 -
265858 -
230225).
ختامًا: أسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.