حالة الدوخة التي أشعر بها هل هي نفسية أم جسدية؟
2018-05-03 01:47:29 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
مشكلتي من الممكن أن تكون سهلة لديكم، ولكنها صعبة ومؤلمة بالنسبة لي.
قبل 3 سنوات شعرت بدوخة، استيقظت من النوم فجأة وأنا أشعر بالدوخة، وقمت بتحاليل الكبد ومعها 7 تحاليل، وأيضا تصويرا للأنف والأذن والحنجرة، كلها سليمة -ولله الحمد-.
الآن مشكلتي الخوف، فصرت أخاف من الدوخة أن تأتيني وأنا بمكان عام أو مع طفلي، فصرت لا أذهب للتنزه مع أسرتي حتى لا أسوق بهم وأشعر بالدوخة فأعمل حادثا -لا قدر الله-، ولكن الذي يحيرني هو أنني إذا خرجت مع إخواني أقود السيارة، وألعب رياضة، ولا أشعر بأي شيء.
فجأة أشعر بالتعب في البيت، وأدوخ، فأذهب إلى المستشفى، وأبحث عن الطبيب، وأمشي هنا وهنا، فهل الحالة النفسية لها علاقة بذلك؟ مع العلم أنني استخدمت علاجات كثيرة منها (البيتاسيرك، والاستجرون) وعلاج ثالث أعتقد نهاية اسمه أو بدايته (xr 75).
وأيضا أصبحت أخاف أن أحمل ابني خشية أن يقع مني، وحتى إذا دخلت إلى حفل زواج، أو تجمعات، أو حتى صلاة الجمعة أشعر بالدوخة، أريد حلا لمشكلتي بارك الله فيكم.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ محسن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نشكرك على الثقة في الشبكة الإسلامية، ونحن نقدّر شكواك جدًّا، وهي بالفعل ليست سهلة بالنسبة لك، لأنك تعيش تحت الخوف والتهديد المستمر من أن هذه الدوخة سوف تأتيك، وهذا بالمقاييس النفسية ليست أمرًا سهلاً، لكن في ذات الوقت أؤكد لك أن هذه الحالة ليست خطيرة، لأنها بدأت كحالة دوخة حقيقية، وانتهى أمرها تمامًا، لكن بعد ذلك حدث لك ما نسميه بالقلق والخوف والوسواس التوقعي، وبعد ذلك أصبحت تأتيك شيء من الرهبة الاجتماعية، أو ما يُسمَّى بالخوف الاجتماعي.
أنت ذكرت نقطة مهمّة جدًّا في ختام رسالتك وهي أنك إذا دخلت مثلاً في زواج أو تجمّعات أو حتى في صلاة الجمعة تأتيك الدوخة، أو على الأقل تخاف أن تأتيك هذه الدوخة.
إذًا – أخي الكريم – هذا رهاب وخوف وسواسي وليس أكثر من ذلك، لأن الإنسان من الناحية الفسيولوجية والجسدية هو نفسه إنسان، إذا كان في تجمُّعات، إذا كان في الصلاة، إذا كان لوحده، وظائف الجسد واحدة، لكن الجانب النفسي يتغير، يعني أنك تكون عُرضة لنوع من الرهبة والخوف والوسواسي حين تكون في هذه الأوضاع التي تحدثت عنها.
أخي الكريم: إذا كان بالإمكان أن تذهب إلى طبيب نفسي هنا سوف تجد حلًّا لمشكلتك إن شاء الله تعالى، لأنك بالفعل تعاني من قلق المخاوف الوسواسي، وتحتاج لدواء مضاد للمخاوف، وإن كنت لا تستطيع أن تذهب إلى الطبيب أنا أقترح لك عقار (سيرترالين)، دواء جيد جدًّا، ويُسمَّى تجاريًا (زولفت)، وهو سليم جدًّا، وسوف يُساعدك كثيرًا في علاج هذا الخوف وهذه الوسوسة، وإن شاء الله تعالى لن تأتيك الدوخة.
السيرترالين تبدأ في تناوله بجرعة نصف حبة – أي خمسة وعشرين مليجرامًا – ليلاً، تناولها لمدة عشرة أيام، بعد ذلك اجعلها حبة واحدة ليلاً لمدة أربعة أشهر، ثم اجعلها نصف حبة ليلاً لمدة أسبوعين، ثم نصف حبة يومًا بعد يومٍ لمدة أسبوعين آخرين، ثم توقف عن تناول هذا الدواء.
وأريدك أيضًا أن تُدعمه بدواء آخر، دواء بسيط جدًّا يُعرف باسم (سلبرايد)، واسمه التجاري (دوجماتيل)، تناوله بجرعة كبسولة واحدة (خمسون مليجرامًا) صباحًا لمدة شهرين، ثم توقف عن تناوله.
هذا من حيث العلاج الدوائي، أما من حيث العلاج النفسي السلوكي فأريدك أن تُحقّر فكرة الخوف هذه، ودائمًا حصِّن نفسك بالأذكار، واذهب إلى التجمُّعات، وصلي مع الجماعة، وتواصل اجتماعيًا، ولا تتردد أبدًا.
في بداية الأمر ربما تحسّ بشيء من الخوف، لكن بعد ذلك سوف تتطبّع وتتعوّد على هذه الإقحامات الاجتماعية، وهذا قطعًا سوف يُعالج هذه المشكلة إن شاء الله تعالى بصورة أبدية وكاملة.
العلاجات التي تناولتها - وهي الاستجارون والبيتاسيرك – شائعة الاستعمال جدًّا لعلاج أنواع كثيرة جدًّا من الدوخة، خاصة الدوخة المرتبطة بمشاكل الأذن الداخلية.
وبصفة عامة: مراجعتك لطبيبك – طبيب الأسرة مثلاً – مرة كل أربعة أشهر، هذا سوف يكون أيضًا أمرًا جيدًا.
أرجو أن تعيش حياتك بصورة طبيعية، واذهب وقابل الطبيب النفسي، وإن كان ذلك مستعصيًا فأرجو أن تتناول الأدوية التي ذكرتها لك، وأؤكد لك أنها سليمة، وأسألُ الله تعالى أن ينفعك بها، وأشكرك مرة أخرى على ثقتك في إسلام ويب.