كيف أتصرف مع إخوة زوجتي الذين لا يعف لسانهم؟
2018-04-30 04:42:12 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
أنا شاب بعمر 30 سنة، متزوج من فتاة يتيمة الأم وهي بعمر 26 سنة، لديها أخوان أصغر منها، أحدهما بالجامعة والآخر بالثانوية.
أنا وزوجتي نحب بعضنا جداً، وفي تفاهم كبير وأمور مشتركة بيننا، وإلي حد ما حياتنا مستقرة، كان يوجد مشكلة بالإنجاب وتم حلها، وهي حامل والحمد لله، مشكلتي مع أخويها بأنهم دائماً يتلفظون بألفاظ خادشة للحياء، على سبيل المزاح والمرح، مثل ما يسري في الوقت الحالي بين الشباب، وهذا من شأنهم هم، ولكن المشكلة الأكبر أنهم في بعض الأوقات يشاركون هذه الألفاظ مع أختهم، وهذا أمر يزعجني جداً، لأنني لم أترب على هذا الوضع، وقد تكلمت معها مرات عديدة بهدوء دائماً مع كل مشكلة، ولكن من وجهة نظرها أنهم أولاد يتامي، وهي تعتبر نفسها أمهم، وتريد التقرب منهم دائماً، وخاصة بعد وصية أمهما بهم عند موتها.
أنا نشأت في بيت يخلو من هذه الألفاظ بين أهلي وأمي وأبي، وحتي إخوتي، ولا أستطيع أن أعيش في هذه البيئة.
منذ البداية وأنا أعلم بهم وكنت أفكر دائماً أن هذا أمر مؤقت، وسيزول عند وبعد الزواج، حيث كنت متوقعاً أن زوجتي ستستقل بحالها وبيتها وزوجها، لا أقصد أن تقاطع إخوتها ولكن لا أعلم ماذا أفعل؟!
لقد حدثت مشكلة بيننا من وقت قريب بسبب أخيها الصغير، حيث أنه كان يتردد علينا باستمرار، يسكن هو ووالده في نفس العمارة، وبشكل كبير بعد الوصول إلى البيت بعد يوم عمل يظل كمراقب لي ولزوجتي كل يوم، مما يمنع عني خصوصيتي أنا وزوجتي، والاستمتاع بالراحة بالبيت.
علماً بأنه سيء السمعة، وله أخطاء كبيرة أخلاقياً ودينياً، وهي كثيرة في حياته، وقد تكلمت معها وكانت وجهة نظرها بأنها لا تستطيع أن تمنع أخاها من المجيء إلى بيتها، لأنها تريد بيتها مفتوحاً لهم، كأنه بيت للعائلة.
أنا أخاف علي بيتي منه، بسبب أخلاقه، وقد تكلمت مع والدهم في هذا الأمر بالتحديد، وهو يؤيد رأيي، وأفاد بأنه سيقلل ويحجم مجيء الولد الصغير وزياراته المتكررة لنا، وستقل.
ما زلت خائفاً على بيتي منه وعلي ابني القادم، بإذن الله، بأنه من الممكن أن يؤثر عليه وعلى أخلاقه لأنه خاله.
أفيدوني ماذا أفعل؟ لأني أريد لابني القادم -بإذن الله- أن يتربى في بيئة سليمة، تخلو منها هذه الشوائب.
جزاكم الله خيراً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
بداية نشكر لك تواصلك معنا؛ والجواب على ما ذكرت.
عليك أن تمنع أي ألفاظ خادشة للحياء، مما يصدر من أخوي زوجتك؛ واجعلهم كأنهم إخوانك، وحاول نصحهم وتذكيرهم بالله؛ وبأن هذا لا يجوز وحرام، واقرأ عليهم كلام أهل العلم في هذا الأمر.
امنع الكلام الخادش للحياء مع امرأتك، وذلك لسببين، لأن هذا حرام؛ والأمر الآخر أن الأخ لا يصلح يتكلم معها أو في حضرتها بمثل تلك الألفاظ؛ وقف وقفة جادة مع أهلك وذكرها بأن الأمر خطير؛ وعليها أن تحزم الأمر مع أخيها الذي يتكلم معها بمثل الألفاظ؛ وذلك بزجره أو التغليظ عليه بالقول؛ أو بهجره ومنعه من دخول منزلكم إذا استمر على ما هو عليه.
لا ينبغي لأهلك أن تتعلل بأنهم أيتام؛ وهم في الحقيقة ليسو بأيتام، لأن أباهم ما زال حياً؛ كما ذكرت في كلامك؛ ثم ولو كان يتيماً فعليه أن تكون أخلاقه حسنة؛ ولا يجوز منه سوء الأخلاق؛ فهذا حرام.
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَنْ أَكْثَرِ مَا يُدْخِلُ النَّاسَ الْجَنَّةَ؟ فَقَالَ: " تَقْوَى اللَّهِ، وَحُسْنُ الْخُلُقِ"، وَسُئِلَ عَنْ أَكْثَرِ مَا يُدْخِلُ النَّاسَ النَّارَ؟ فَقَالَ: " الْفَمُ وَالْفَرْجُ" رواه الترمذي؛ فحسن الخلق سبب لدخول الجنة؛ وسوء الخلق سبب لدخول النار؛ ولذلك على اهلك كما أنها تريد أن لا تحرمهم عاطفة الأم التي فقدها اخوانها.
عليها أيضا أن تكون حازمة ناصحة لهم مربية لهم على الأخلاق الفاضلة؛ وإلا كانت مما ضيعت مسؤوليتها تجاه اخوانها؛ ولأنه لو جاء ولدكم القادم بإذن الله تعالى؛ ونشأ في هذه البيئة واكتسب تلك الأخلاق المشينة من أخواله؛ فهنا ستكون الكارثة.
لك الحق -أخي الكريم- في أن تتمتع في بيتك وتمنع وتسمح لمن شاء أن يزوركم بحسب رغبتكم؛ وما لا يؤدي إلى الإقلاق لراحتكم؛ ولهذا يمكن أن نتفاهم مع زوجتك أن لا تدخل أحدا إلا برضاك؛ وفي الوقت الذي تحب؛ وأن تكون الزيارة محدودة.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "وَلَكُمْ عَلَيْهِنَّ أَنْ لَا يُوطِئْنَ فُرُشَكُم ْأَحَدًا تَكْرَهُونَهُ" رواه مسلم، قال النووي:" معناه ألا يأذن لأحد تكرهونه في دخول بيوتكم والجلوس في منازلكم سواء كان المأذون له رجلاً أجنبياً أو امرأة أو أحداً من محارم الزوجة، فالنهي يتناول جميع ذلك.
هذا حكم المسألة عند الفقهاء، أنها لا يحل لها أن تأذن لرجل أو امرأة ولا محرم ولا غيره في دخول منزل الزوج إلا من علمت أو ظنت أن الزوج لا يكرهه، لأن الأصل تحريم دخول منزل الإنسان حتى يوجد الإذن في ذلك منه أو ممن أذن له في الإذن في ذلك، أو عرف رضاه باطراد العرف بذلك ونحوه، فلهذا بين هذا الأمر لأهلك برفق ولين؛ ولا شك أن حياتكم ستكون إلى الأفضل بإذن الله تعالى.
وفقك الله لمرضاته.