لا أريد الإنجاب خوفًا على ذريتي، فكيف أتجاوز ذلك؟

2018-03-29 01:50:14 | إسلام ويب

السؤال:

السلام عليكم

أنا شاب متزوج منذ 7 أشهر، وكان هناك اتفاق بيني وبين زوجتي على عدم الإنجاب لمدة 6 أشهر، والآن قد حان موعد أخذ القرار، ولكني أدركت الآن أني أخاف من الإنجاب لعدة أسباب وهي:

1. أنا لست ميسور الحال، وهناك ديون يجب أن أسددها، أخاف ألا أستطيع الاهتمام بزوجتي في مرحلة الحمل.
2. أخاف أن يكون لي أولاد عاقون أو أن يشركوا بالله.
3. أن يكون لي طفل مصاب بمرض ما.

أريد أن يكون لي ولزوجتي طفل يفرح قلبنا به، ولكن أخاف أن أظلمه في هذه الحياة القاسية الصعبة، أفيدوني رجاء ماذا يجب أن أفعل أنا وزوجتي؟

مع العلم أن زوجتي لا تعلم شيئا عن مخاوفي.

---

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ علاء حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

اعلم أن الذرية الصالحة زينة الحياة الدنيا وهي مطلب لكل عاقل ومن حرمها فقد حرم خيرا كثيرا، قال سبحانه: ﴿المالُ وَالبَنونَ زينَةُ الحَياةِ الدُّنيا وَالباقِياتُ الصّالِحاتُ خَيرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوابًا وَخَيرٌ أَمَلًا﴾.[الكهف: 46].

والأسباب التي ذكرتها لتخوفك من الذرية أسباب غير واقعية، بل ظنون ووساوس من الشيطان يجب عليك التخلص منها، قال سبحانه: ﴿الشَّيطانُ يَعِدُكُمُ الفَقرَ وَيَأمُرُكُم بِالفَحشاءِ وَاللَّهُ يَعِدُكُم مَغفِرَةً مِنهُ وَفَضلًا وَاللَّهُ واسِعٌ عَليمٌ﴾.[البقرة: 268]، فشتان بين وعد الله لعباده ووعد الشيطان! فالرزق بيد الله وحده، وليس بيد العبد، وفي حديث ابن مسعود: ( إن الله تعالى يكتب رزق الإنسان وأجله وهو في بطن أمه)، وثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: (لن تموت نفس حتى تستكمل رزقها وأجلها).

وقد نهى سبحانه عن التفكير في قتل الأولاد بسبب الفقر فقال سبحانه: ﴿وَلا تَقتُلوا أَولادَكُم خَشيَةَ إِملاقٍ نَحنُ نَرزُقُهُم وَإِيّاكُم إِنَّ قَتلَهُم كانَ خِطئًا كَبيرًا﴾ [الإسراء: 31]، بل قدم الوعد برزقهم على رزق آبائهم في الآية.

لذا ننصحك أن تدعو الله بالذرية الصالحة، وتأخذ بأسباب هدايتها، وتقوم بما أوجب الله عليك نحوها فإن اهتدوا -فالحمد لله- وإن ضلوا فلست عليهم بمسيطر.

أما الامتناع عن الإنجاب حتى لا يكون الأولاد كفارا، أو مشركين، فهذا تفكير غير سوي وتهرب من المسؤولية وانحراف عن الفطرة السليمة.

وكذلك الخشية أن يأتي الطفل مريضا، والخشية من ظلمه لو أتى سبب غير وجيه، بل تفكير سلبي وغير سليم، فالمرض والصحة بيد الله، والواجب على العبد أن يتفاءل بالخير ويفكر به، ويدعو الله بتحققه وأن يبعد الأفكار والخواطر السلبية التي تسد عليه أبواب الأمل وتفتح له أبواب القنوط وتجعله يعيش حياة اليائسين البائسين.

وننصحك بالتخلص من هذه الخواطر والوساوس السلبية، ولا تبلغ بها زوجتك، وتب إلى الله واستغفره منها واقلع عنها، وانظر إلى الحياة بإيجابية وأحسن الظن بالله وتمنّ الخير وتطلع إليه حتى تجده.

وسارع إلى الأخذ بأسباب الإنجاب، وهيئ نفسك للأبوة المسؤولة التي تتطلع إلى استقبال مولودها الأول بكل حب وفرح وسرور واهتمام.

وفقك الله لما يحب ويرضى، وأبعد عنك كل وسواس وتفكير سلبي.