أشعر بنفور من الدراسة، فكيف أرقي نفسي وأحصنها؟
2018-05-27 02:31:25 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا طالب في نهاية المرحلة الإعدادية، وبحمد الله أنا متفوق في دراستي، ولكني منذ فترة عانيت من كره شديد للمذاكرة وتشتت وعدم تركيز باستمرار، على الرغم من أني عكس ذلك، مما جعلني أظن بأني محسود، فرقيت نفسي أكثر من مرة، ولكن بلا نتيجة، ولا أشعر عند قراءتي الرقية بأي إحساس، وكأنني أقرأ كلاما فقط، فطلبت من أحد أفراد عائلتي بأن يرقيني، ولكن عندما يرقيني يتثاءب هو كثيرا، وأنا لا أتثاءب في كل مرة، فهل للتثاؤب علاقة بذلك؟ وكيف أتعالج؟ وبعد المعالجة إن شاء الله كيف أتحصن من الحسد والعين؟
أرجو أن تفيدوني بخصوص ذلك.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فمرحبا بك -أخانا الكريم- وردا على استشارتك أقول:
في هذه المرحلة يعاني بعض الشباب من تشتت الذهن، وعزوف عن مواصلة الدراسة، وحب كسر القيود، والانطلاق بحرية تامة دون تقيد بأي قيود، فيكره الدراسة، وينفر من أي توجيهات من قبل أسرته، ويصبح متعلقا بزملائه الذين يؤزون في أذنيه للانطلاق معهم من أجل اللهو واللعب بل، والعبث والتحرر من السلوكيات والأخلاقيات عياذا بالله، وهذا الأمر ناتج عن سن المراهقة، وفي هذه الحال يحتاج الشاب إلى أن يتذكر العواقب الوخيمة على حياته في الحال والمستقبل.
يحتاج الشاب في هذه المرحلة للارتباط بالشباب الصالحين الذي يأخذون بيده ويدلونه على الخير ويعينونه عليه.
يحتاج الشاب كذلك لأن يروح عن نفسه بالأمور المباحة في حال شعوره بالملل.
يحتاج الشاب إلى توثيق صلته بالله تعالى والاجتهاد في تقوية إيمانه من خلال برنامج عملي في مجال التعبد وخاصة الصوم وتلاوة القرآن ونوافل الصلاة.
على الشاب أن يعتبر بمن سار في هذا الطريق المظلم كيف كانوا وأين أصبحوا، ويعتبر بمن ترك التعليم كيف أصبح متعبا في حياته.
هنالك احتمال أن تكون قد أصبت بحسد، وحتى تتأكد من حصول هذا من عدمه فعليك أن تبحث عن راق أمين وثقة، وتطلب منه أن يرقيك من أجل استكشاف الحالة، فإن تبين أنك قد أصبت بحسد فإن كنت تتهم أشخاصا معينين فأفضل علاج في هذه الحالة أن تطلب منهم أن يغتسلوا، ثم تغتسل بذلك الماء الذي اغتسلوا به، فإن كان قد أصابك أحدهم بالحسد فستبرأ فورا، وإن لم تشف فهذا يعني أن الذي أصابك شخص آخر، وفي هذه الحال لا بد من مواصلة الرقية حتى تبرأ بإذن الله تعالى.
ثبت في الأحاديث عن النبي -صلى الله عليه وسلم- الأمر بالرقية من العين، فمن ذلك ما في الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها قالت: " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرني أن أسترقي من العين "، وأخرج مسلم وغيره عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " العين حق ولو كان شيء سابق القدر لسبقته العين، وإذا استغسلتم فاغسلوا)، وفي حديث أسماء بنت عميس قالت: يا رسول الله، إن بني جعفر تصيبهم العين، أفنسترقي لهم ؟، قال: (نعم، فلو كان شيء سابق القدر لسبقته العين). وقال نبينا عليه الصلاة والسلام كما رواه مسلم من حديث جابر رضي الله عنه: (العين تدخل الرجل القبر، وتدخل الجمل القدر).
وفي مسند الإمام أحمد عن سهل بن حنيف: أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج وسار معه نحو مكة، حتى إذا كانوا بشعب الخرار ( اسم موضع ) من الجحفة، اغتسل سهل بن حنيف وكان رجلا أبيض حسن الجسم والجلد فنظر إليه عامر بن ربيعة أحد بني عدي بن كعب وهو يغتسل فقال: ما رأيت كاليوم ولا جلد مخبأة، فلبط سهل، فأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقيل: يا رسول الله، هل لك في سهل والله ما يرفع رأسه، قال: هل تتهمون فيه من أحد ؟، قالوا: نظر إليه عامر بن ربيعة، فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عامرا فتغيظ عليه، وقال: علام يقتل أحدكم أخاه، هلا إذا رأيت ما يعجبك برَّكت، ثم قال له: اغتسل له، فغسل وجهه ويديه ومرفقيه وركبتيه وأطراف رجليه وداخلة إزاره في قدح ثم صب ذلك الماء عليه يصبه رجل على رأسه وظهره من خلفه ثم يكفأ القدح وراءه ، ففعل به ذلك ، فراح سهل مع الناس ليس به بأس.
تضرع بالدعاء بين يدي الله تعالى وأنت ساجد، وسل الله تعالى أن يشفيك ويعافيك وأن يثبتك على دينه وأكثر من دعاء ذي النون فما دعا به أحد في شيء إلا استجاب الله له يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (دَعْوَةُ ذِي النُّونِ إِذْ دَعَا وَهُوَ فِي بَطْنِ الحُوتِ: لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ، فَإِنَّهُ لَمْ يَدْعُ بِهَا رَجُلٌ مُسْلِمٌ فِي شَيْءٍ قَطُّ إِلَّا اسْتَجَابَ اللَّهُ لَهُ).
للوقاية من العين والحسد ينبغي أن تحافظ على أذكار اليوم والليلة، والتي يمكنك أن تحفظها أو تقرأها من كتيب حصن المسلم للقحطاني ففيه خير كثير.
لا علاقة لتثاؤب أخيك بإصابتك بالحسد، فعلامة الحسد تظهر على المحسود وليس على الراقي.
نسعد بتواصلك، ونسأل الله تعالى لك التوفيق.