الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد المجيد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أولاً: لابد - أخي الكريم - أن نتأكد من التشخيص، هل بالفعل الذي حدث لزوجتك هو نوبة هلع، أو نوبة فزع؟ والهلع أو الفزع أو الهرع يأتي في شكل قلقٍ حادٍّ جدًّا، يحسّ فيه الإنسان بالضيق والخوف الشديد، وتسارع في ضربات القلب، ويأتيه شعور سلبي كأنَّ مصيبة سوف تقع، أو كأن الموت سوف يأتي، والشعور بالاختناق قد يكون جزءًا من نوبات الهلع، وهذه النوبات تظل من دقائق إلى ساعة أو ساعتين في بعض الأحيان، ثم تنتهي، وبعدها ينتاب الإنسان نوع من الخوف والقلق والوسوسة، ويتوقع هذه النوبات.
هذه باختصار، هي نوبات هلع، وتأكيد التشخيص - أخي الكريم - أمرٌ طيب وجيد، وسيكون من الأفضل أن تذهب بزوجتك إلى الطبيب النفسي، أما إذا كان هذا غير ممكن فنحن يمكن أن نتعامل معها كنوبة هلعٍ أو هرعٍ - كما تفضلت - وعلى ضوء ذلك يكون العلاج:
أولاً: أن نُشجِّعها على أن تتناسى النوبة السابقة، ونقول لها أنه نوع من الهلع، وهو نوع من القلق الحاد، وإن كان مزعجًا لكنّه ليس خطيرًا، -إن شاء الله تعالى- لا تأثير سلبي على قلبها أو رئتيها، هذا الذي يحدث كلُّه ناتج من انقباضات عضلية تحدث في القفص الصدري نتيجة الشعور بالقلق والتوتر.
فإذًا شرح الحالة وتفسيرها لزوجتك العزيزة مهمٌّ جدًّا، وهو يعطي رسالة طمأنة كبيرة.
بعد ذلك نُشجِّعها أن تُعبِّر عن نفسها، كثير من الذين تنتابهم نوبات الهلع والفزع والهرع تجدهم يميلون إلى الكتمان، والكتمان يؤدي إلى الاحتقان، الاحتقان النفسي له تبعات سلبية. فإذًا تعبيرها عن ذاتها أمرٌ مهمٌّ.
كما أن تطبيق تمارين استرخائية مهمَّةٌ جدًّا، تمارين الشهيق والزفير، تمارين قبض العضلات وشدِّها ثم استرخائها، هذا نعتبره مهمٌّ جدًّا لعلاج هذه النوبات، وإسلام ويب في استشارة رقمها: (
2136015) أوضحنا كيفية ممارسة هذه التمارين، فيمكن للفاضلة زوجتك الرجوع لهذه الاستشارة والاستعانة بها وتطبيق ما ورد بها، ونسأل الله تعالى أن ينفعها بذلك.
دع زوجتك أيضًا تكون إيجابية في تفكيرها، وأن تنظِّم وقتها، وأن تلجأ إلى النوم الليلي المبكر، فهو مفيد جدًّا، وأن تجعل أنشطتها الصباحية مُركزة، خاصة بعد صلاة الفجر، هذا وقتٌ جميلٌ جدًّا، ووقتٌ تتجدَّدُ فيها طاقات الإنسان، وهذا يُقلِّلُ من القلق والتوتر.
إذا استطاعت زوجتك أيضًا أن تتمشَّى، فرياضة المشي مفيدة جدًّا، وحتى تطمئن يُفضِّل أن تُراجع طبيب الأسرة مثلاً مرَّة كل ستة أشهر، لتُجري الفحوصات العامَّة، وهذا وجدناه أيضًا يُطمئنُ الناس كثيرًا.
بالنسبة للدواء: السبرالكس هو الأفضل، والسبرالكس يُعرف علميًا باسم (استالوبرام)، وجرعة البداية تكون: نصف حبة - أي خمسة مليجرام من الحبة التي تحتوي على عشرة مليجرام - تتناولها لمدة عشرة أيام، ثم تجعلها حبة واحدة ليلاً - أي عشرة مليجرام - لمدة شهرٍ، ثم تجعلها عشرين مليجرامًا يوميًا لمدة شهرين، ثم تخفض الجرعة إلى عشرة مليجرام يوميًا لمدة شهرين، ثم خمسة مليجرام يوميًا لمدة عشرة أيام، ثم خمسة مليجرام يومًا بعد يومٍ لمدة عشرين يومًا، ثم تتوقف عن تناول الدواء.
لابد - أخي الكريم - أن تتبع نفس هذه المنهجية في تناول الدواء، جرعة تمهيدية، ثم جرعة علاجية، ثم جرعة الوقاية والتوقف التدرُّجي.
الدواء سليم، وغير إدماني، ولا يؤثِّر على الهرمونات النسائية، لكن لا ننصح باستعمالها أثناء الحمل.
وللفائدة راجع هذه الاستشارة المرتبطة: (
278994).
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأسأل الله لها العافية والشفاء، وأشكرك على الثقة في إسلام ويب.