اكتشفت علاقة بين زوجي وفتاة، فكيف أتصرف؟

2018-03-26 03:05:32 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم..

أنا متزوجة منذ 4 شهور، اكتشفت أن زوجي يكلم بنتا، ويقول لها أنه يحبها ومشتاق لها، مع أنه دائما يعترف لي بحبه، ولا يقصر معي أبدا، وواضح حبه لي في أفعاله وطيبته، لكني صدمت منه جدا، ومتضايقة، وأشعر بأني غير متقبلة له، وقد حلف لي على المصحف أنه يحبني، فكيف أتصرف؟

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Nout حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبا بك -أختنا الفاضلة- وردا على استشارتك أقول:
ضعف الإيمان سبب رئيس من أسباب الوقوع في المعاصي، وقوة الإيمان يولد في النفس حاجزا يمنع الإنسان من الوقوع فيما يغضب الله تعالى.

عليك أن تهتمي بتوثيق صلة زوجك بالله، وتجتهدي في تقوية إيمانه، من خلال: مشاركته في الأعمال الصالحة، وكذلك عزله عن رفقاء السوء، فإن بصماتهم تشوه سلوكيات الإنسان.

يقول عليه الصلاة والسلام: (المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل).

اقتربي من زوجك أكثر، واستنهضي ما أودع الله في نفسك من صفات الأنوثة التي تمكنك من أسر قلب زوجك ولفت نظره.

ذكريه بالله تعالى، وخوفيه من عقابه وذكريه بأن الجزاء من جنس العمل، فهل يرضى مثل هذا لأخواته أو بناته في الحال أو المستقبل.
ابتدئي زوجك بالكلام العاطفي، وأشبعي عاطفته وشهوته؛ فبعض الناس إن فقد شيئا بالحلال ذهب يتسوله في الحرام.

مرض الشهوة يطفؤها إشباعها في الحلال، وبالإيمان والخوف من الله تعالى، والنظر في عواقبها، فكم من شهوة ساعة ورثت ندما طيلة الحياة.

أنصحك أن يكون لكما درسا خفيفا في الرقائق والأخلاق يوميا، أو كل يومين، وأقترح عليكما كتاب رياض الصالحين للإمام النووي وبشرح الشيخ العلامة ابن عثيمين رحمة الله عليهما؛ فذلك من أنفع الوسائل لتغيير السلوكيات.

أسسي لمبدأ الحوار البناء والهادئ الهادف بينك وبين زوجك لتحلوا مشاكلكما، وكل أمر يطرأ في حياتكما.

تضرعي بالدعاء بين يدي الله تعالى وأنت ساجدة، وتحيني أوقات الإجابة كما بين الأذان والإقامة والثلث الأخير من الليل، وسلي الله تعالى أن يصلح زوجك ويلهمه الرشد، وأكثري من دعاء ذي النون، فما دعا به أحد في شيء إلا استجاب الله له يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (دَعْوَةُ ذِي النُّونِ إِذْ دَعَا وَهُوَ فِي بَطْنِ الحُوتِ: لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ، فَإِنَّهُ لَمْ يَدْعُ بِهَا رَجُلٌ مُسْلِمٌ فِي شَيْءٍ قَطُّ إِلَّا اسْتَجَابَ اللَّهُ لَهُ).

لكي تزول همومك ويستجاب دعاؤك الزمي الاستغفار وأكثري من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ففي الحديث (مَنْ لَزِمَ الِاسْتِغْفَارَ جَعَلَ اللَّهُ لَهُ مِنْ كُلِّ ضِيقٍ مَخْرَجًا ، وَمِنْ كُلِّ هَمٍّ فَرَجًا ، وَرَزَقَهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ) وقال لمن قال له أجعل لك صلاتي كلها: (إِذًا تُكْفَى هَمَّكَ وَيُغْفَرُ لَكَ ذَنْبُكَ).

أكثري من تلاوة القرآن الكريم وحافظي على أذكار اليوم والليلة يطمئن قلبك يقول تعالى: (الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ ۗ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ).

نسعد بتواصلك، ونسأل الله تعالى أن يصلح زوجك، ويقذف في قلبه الإيمان والخوف منه سبحانه وتعالى، وأن يعينك على إصلاحه، ويرزقكما الحياة السعيدة.

آمين.

www.islamweb.net