ابن خالتي على خلق ودين لكنه أكبر مني سنا، فهل أقبله زوجاً؟
2018-03-05 03:24:56 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بداية أشكركم على النصائح القيمة التي تقدمونها، جعلها الله في ميزان حسناتكم.
أنا فتاة أبلغ من العمر27 سنة، في صدد التحضير لأطروحة الدكتوراه، تقدم لخطبتي ابن خالتي و-الحمد لله- هو على خلق ودين وقدر من الجمال، حتى ماديا -الحمد لله- لكن المشكلة الوحيدة هو السن، فارق السن بيني وبينه حوالي 20 سنة، علما أنه لم يسبق له الزواج من قبل، أنا متخوفة ومترددة وقد صليت صلاة الاستخارة عدة مرات.
أما عائلتي فقد وافقوا عليه، وشجعوني كثيرا للموافقة عليه، خاصة أمي، أنا في حيرة من أمري، هل أوافق أم أرفض؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ كنزة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
- لا يخفاك – أختي العزيزة حفظك الله ووفقك – أن المقصد الشرعي من الزواج هو ما ورد في قوله تعالى: (أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة), وأن المعيار الشرعي لتحقيق هذا المقصد أن يكون الزوج متحلياً بحسن الدين والخلق, حيث صح عنه صلى الله عليه وسلم قوله: (إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه, إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض), كما أن توفر عامل القدرة المادية لدى خطيبك ما يسهم في تحقيق هذا المقصد؛ لتعليق الشرع وجوب الزواج بالقدرة المادية والبدنية, وذلك في قوله صلى الله عليه وسلم: (من استطاع منكم الباءة فليتزوج..).
- نعم, فإنه كلما كان الزوج أقرب إلى مرحلة الشباب فهو أفضل, إلا أن لمزاياه السابقة مع كونه من أقاربك ورضا أهلك به تعطي لهذا الزواج أولوية وأفضلية تخفف من أهمية هذه الأفضلية العمرية, لاسيما مع مرحلتك العمرية المتوسطة ومستواك الثقافي الأكاديمي المتميز بفضل الله عليك, كما أن لعامل السن مزايا في رسوخ العقل والتجربة والوقار والحرص على التمسك بالزوجة وحسن رعايتها والصبر عليها والاهتمام بها، ما قد لا يتوفر أحياناً في الزواج حين الفارق العمري اليسير، ولا يخفاك أن نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- قد تزوج أم المؤمنين عائشة -رضي الله تعالى عنها- وبينهما من الفارق العمري الكبير ما لا يخفى, كما أن سنوات الخصوبة والعطاء عند الرجل يمتد ما لا يمتد بالنسبة للنساء في الخصوبة وإنجاب الأطفال ونحوها.
- كل هذه المزايا والعوامل تدعوني إلى نصيحتك بل والتشديد عليك بعدم التردد في الاقتران بالخاطب المذكور، بعد ضرورة الاطمئنان إلى توفر المزايا الطيبة السابقة المذكورة فيه.
- احذري أن تعطي كلام الناس أهمية على حساب مصالحك الدينية والدنيوية؛ فإن كلام الناس لا يخلو كثيراً من الجهل والظلم وسوء الظن والحسد, وهو لا يقدم ولا يؤخّر ولا يزيد ولا ينقص من الحقيقة والواقع.
- أوصيك بلزوم الذكر والطاعات واللجوء إلى الله تعالى بالدعاء وصلاة الاستخارة وزيادة استشارة الأهل.
أسأل الله أن يعينك على الخير ويوفقك لما يحب ويرضى ويرزقك الزوج الصالح والحياة الناجحة والصالحة السعيدة والآمنة المطمئنة,
والله الموفق والمستعان.