أشعر بقلق دائم ووسواس وخوف من المرض.
2018-03-04 23:49:43 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ..
شكرا لكم وللدكتور عبد العزيز أحمد عمر، وأرجو منكم إجابة مفصلة ودقيقة.
بعد الاستشارة السابقة ذهبت إلى الدكتور النفسي الذي أتابع معه، وقلت له إنني لست مرتاحا مع هذا العلاج حتى بالنسبة 60%، فقال لي استمر في هذا العلاج، وهو افكسور 75 نهارا وانفرانيل 75 مساءً، ولارجكتيل 25 قبل النوم، علمًا بأنه قد وصف لي سابقا، ريميرون وسيروكسات بدل الافكسور وسيمباتكس بدل الانفرانيل، ولم تنجح معي، وشعرت منه بعدم التفاعل مع حالتي.
لذلك أرجو منكم أن تشخصوا حالتي جيدا، وأن تكتبوا لي الأدوية المفروض أخذها، ووصف حالتي كالآتي: أشعر بقلق شديد في أي وقت، وطوال النهار والليل، وأخاف من الاجتماعات والبقاء في مكان واحد، ولدي وسواس من أنني مريض بمرض عضوي؛ وذلك لأنني دائم الشعور بدوخة وعدم اتزان في المشي والوقوف، حاولت التغلب على الشعور، ولم أستطع وأعاني من نوم غير منتظم، إما أن يكون نوما لساعات طويلة، أو لا أنام أبدًا حتى لمدة يومين.
أجريت جميع الفحوصات، وقمت بالكشف بالرنين المغناطيسي على الرأس وإيكو للقلب وتحاليل كاملة على الدم والغدد الصماء والجيوب الأنفية والأذن ووظائف الكبد والكلي وقياس الضغط وقياس السكر، وبدأت كل يوم عند دكتور حسب الاختصاص، وجميع الفحوصات جيدة.
وصفوا لي حبة بيتاسيرك، ولم تنفع، ووصفوا لي حبوب الاتزان ستقيرون، ولم تنفع، تعبت جدا من هذا الشعور، وهو عدم الاتزان في المشي والوقوف، وحتى أنا جالس، حاولت بجميع الطرق أن أتغلب عليه، ولم أستطع.
حياتي أصبحت تعيسة جدا، وعمري 38 سنة، ومتزوج ولدي ابنة، وهذه الحالة بدأت تؤثر على كامل العائلة؛ لأنني دائم العصبية، وعدم الراحة.
أرجو منكم المساعدة لو سمحتم يا دكتور عبد العزيز، ولكم الأجر عند الله، ولكم مني جزيل الشكر وبارك الله فيكم.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ معاذ الفيتوري حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نسأل الله تعالى لك العافية والشفاء من هذه الأعراض التي تعاني منها، يجب أن نوضِّح شيئًا مهمًّا: مهما أُتيحت لنا من القدرات لا يمكننا تشخيص الشخص تشخيصًا دقيقًا من خلال المساحة المتاحة في هذه الاستشارة، هذه الاستشارة حتى بعد أن يُوصف الشخص أعراضه بتفصيل يمكن أن نُطلق تشخيصًا عامًّا، ولكن ليس تشخيصًا دقيقًا، التشخيص الدقيق – يا أخي الكريم – يتأتَّى من خلال المقابلة المباشرة، وأخذ تاريخ مرضي مفصَّل.
على أي حال: من الأعراض التي ذكرتها أنت في هذه الاستشارة كلها تقريبًا هي أعراض قلق وتوتر، وأعراض بدنية (جسدية) للقلق وللتوتر، ومن بينها عدم الاتزان، القلق يؤدي إلى الإحساس بالدوخة.
الـ (بيتاسيرك) يُعطى إذا كانت الدوخة ناتجة عن خلل في الأذن الوسطى، وليس من حالة قلق وتوتر، هذا من ناحية.
من ناحية أخرى: يا أخي الكريم: القلق والتوتر نفسه ليس تشخيصًا مُحدَّدًا، قد يكون القلق والتوتر جزءا من اكتئاب نفسي، فكثير من الأشخاص الذين لديهم اكتئاب تكون لديهم أعراض قلق وتوتر، وهنا يجب أن يتوجّه العلاج إلى الاكتئاب.
الشيء الثالث: القلق والتوتر أيضًا قد يكون ناتجًا من مشاكل حياتية لشخص، أو قد يكونُ سمة من سمات الشخصية، هو شخصية قلقة ومتوترة، وعندما يتعرَّض إلى أي مواقف أو مشاكل يزداد قلقه وتوتره، وكل هذا – يا أخي الكريم – لن يتأتَّى إلَّا من خلال تاريخ مرضي مفصَّل وفحص للحالة العقلية.
والشيء الآخر: أنا شخصيًا لا أحب أن أكتب أكثر من دواء؛ لأن المشكلة عندما يتحسَّن الشخص لا تعرف أيِّ دواء كان هو السبب في التحسُّن، وعندما تريد أن تُوقف الأدوية لا تعرف أي دواء تُوقفه في البداية، أحبُّ دائمًا أن أعطي المريض دواءً واحدًا بجرعة كبيرة ولفترة كافية، وإذا لم يتمّ التحسُّن بعد مرور شهرين أعطي دواءً آخر.
أخي الكريم: طالما صِرتَ غير مرتاح لهذا الطبيب – وأهم شيء هو العلاقة الوثيقة بين المريض والطبيب، فهي تلعب دورًا كبيرًا في الشفاء والتعافي – أنصحك أن تذهب إلى طبيب نفسي آخر، وتشرح له حالتك بالتفاصيل، وبعد ذلك يمكنك أن تذكر الأدوية التي تعاطيتها، وإذا كانت هناك استجابة لها أم لا، وأنا على يقين بأنه بعد الوصول إلى التشخيص المناسب سوف يقوم بوضع خطة علاجية مناسبة ومتكاملة لك.
وفقك الله – يا أخي الكريم – وسدد خطاك، وأزال عنك هذه الأعراض حتى تعود إلى حالتك الطبيعية، خاصة أن لديك أسرة، وكما قلت إن هذه الأشياء أثَّرت على الأسرة كلها.
وفقك الله، وسدد خطاك.