الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ رامي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
من الواضح أن حالتك معقولة جدًّا، وقد تحسَّنت، وبقي الآن نوبات الفزع هذه التي تأتيك وتستيقظ فجأة وتحسّ أن هنالك تسارعا في ضربات قلبك، ويكون إدراكك مضطربًا بعض الشيء، ثم تعود لوضعك الطبيعي.
أخي: هذه الحالات تحدث بالنسبة للذين يُعانون من القلق النفسي، هذا نُسمِّيه بالقلق المقنع، والذي يحدث هو زيادة مفاجئة في نشاط الجهاز العصبي اللاإرادي السبمثاوي، قد تُفرز كمية كبيرة من الأدرينالين بسبب القلق، وهذا يؤدي للظاهرة التي تحدَّثتَ عنها، وهي كثيرًا ما تكون مرتبطة - كما ذكرتُ لك - بالقلق، وكذلك الإجهاد النفسي أو الإجهاد الجسدي، وأنتَ تفضَّلتَ وقلتَ إنك لا تنام مرْتاحًا، وأعتقد أن ذلك قد ساهم في هذا الأمر.
أعتقد أن المطلوب هو أن تُنظِّم نومك، وتُحسن إدارة وقتك، وأن تتجنب النوم النهاري، أن تمارس الرياضة بكثافة، ألَّا تتناول أي مشروب يحتوي على الكافيين بعد فترة الساعة السادسة مساء، وأن تحرص على أذكار النوم، وأن تثبِّت وقت نومك. هذا مهم - أخي الكريم - وأن تستفيد من فترة الصباح، لأن البكور فيه خير كثير، والإنسان الذي يكون فعّالاً في الصباح دائمًا تجده في حالة استرخائية في بقية اليوم.
عليك بتكثيف تمارين الاسترخاء على وجه الخصوص، خاصة تمارين التنفُّس التدرجي، وقبض العضلات وشدِّها ثم إطلاقها، هذا سوف يفيدك كثيرًا، وإسلام ويب أعدَّت استشارة رقمها (
2136015) أرجو أن تطلع عليها وتحاول أن تتفهم كيفية تطبيق هذه التمارين، وتطبقها بحذافيرها، لأن ذلك سوف يعود عليك بخير كثير.
أخي: أريدُ أن أصف لك دواءً مختلفًا عن الأدوية التي كنت تتناولها، ولا أعتقد أنك سوف تحتاجه لفترة طويلة. الدواء هو (ريمارون)، والذي يُسمَّى علميًا (ميرتازبين)، تناوله بجرعة 15 مليجرام - أي نصف حبة - ليلاً، ساعتين قبل النوم لمدة شهر، ثم اجعل هذه الجرعة ربع حبة - أي 7.5 مليجرام - ليلاً لمدة أسبوعين آخرين، ثم توقف عنه.
هذا الدواء سوف يُحسِّنُ كثيرًا من نومك، ويزيد من حالتك الاسترخائية، وهذه سوف تكون قاعدة إيجابية جدًّا لتنطلق من خلالها لتنظّم وقتك ونومك وكل حياتك.
أسأل الله لك التوفيق والسداد، وأشكرك على الثقة في إسلام ويب.