هل يختلف علاج القولون العصبي عندما يكون سببه القلق أو الرهاب الاجتماعي؟
2018-02-21 02:24:57 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
الأخ الفاضل الكريم الدكتور محمد عبد العليم ومن يعمل معه في هذه الصفحة المباركة.
بداية الشكر الخاص جدا لك أنت خصوصا، والشكر أيضا عموما لجميع من يعمل معكم على هذه الصفحة المباركة النافعة، وأشكرك -يا دكتور- لما قرأته ولمسته من ردودك ووصفاتك، ونصائحك العلاجية والتي حقا تتميز بالنصح والرحمة، والصدق، ومحبة نفع الناس، والإخلاص في تحقيق ما يصبو له كل مريض، أو مطالع لهذه الصفحة، وأرجو منك الاستمرار على هذا النهج الطبي والتربوي في إجاباتكم على طالبي الاستشارة لا حرمكم الله أجرهم، ورزقكم الله نية الإخلاص، والتعبد بعملكم الرائع المبارك.
ولدينا استفسار إذا تكرمتم، هل يختلف علاج القولون العصبي عندما يكون سببه القلق الشديد أو عندما يكون سببه الرهاب الاجتماعي؟ وما هو العلاج الدوائي لكل حالة من الحالتين؟ وأتمنى أن تصفوا لي ثلاث علاجات على الأقل في حال إن لم يلائم الأول منها ينتقل للثاني ثم الثالث وهكذا، وكذلك مقدار جرعة الدواء، ومقدار المدة الزمنية.
ودعائي لكم بالتوفيق والتسديد والإعانة.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ عبدالملك حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أخي أولاً: نقول لك جزاك الله خيراً، ومن قال لأخيه جزاك الله خيراً فقد أبلغ في الثناء، رسالتك رسالة حقيقة أثلجت صدورنا وشرحت نفوسنا، فبارك الله فيك وأحييك باسم جميع العاملين في استشارات الشبكة الإسلامية.
أخي الكريم: القلق النفسي قد يؤدي إلى انقباضات في القولون، وهذا يؤدي إلى مصطلح ما يعرف بالقولون العصابي، والذي تعود الناس أن يسمونه بالقولون العصبي أو هكذا يتداول بين الناس، ولا نستيطع أن نقول أن القلق هو السبب الوحيد، هنالك بعض الناس لديهم شيء من الاستعداد أصلاً لهذه العلة، ولكن القلق قطعاً يزيد منها وبصورة واضحة جداً.
بالنسبة للرهاب الاجتماعي وعلاقته بالقولون العصابي؛ الرهاب الاجتماعي أيها -الفاضل الكريم- مكونه الرئيسي هو القلق، فإذاً القلق الذي يسبب الرهاب الاجتماعي أو يساهم في ظهور الرهاب الاجتماعي بصورته الإكلينيكة المعروفة هو نفسه القلق الذي يؤدي إلى القولون العصابي، فإذاً العامل المشترك في تلك الحالتين هو القلق النفسي.
أنت مدرك -أخي الكريم- للعلاجات غير الدوائية وأنا أراها مهمة ومهمة جداً، والرياضة الآن أثبتت فاعليتها تماماً في هذا السياق، مع التعبير عن الذات والتفريغ النفسي، وحسن إدارة الوقت، وحسن إدارة الحياة بصفة عامة -أخي الكريم-، هذه كلها أمور إيجابية تساعد في علاج ما يسمى بالقولون العصبي.
أما بالنسبة للدواء -أخي الكريم-: أنا وجدت أن سلبرايد والذي يسمى دوجماتيل دواء ممتاز جداً لعلاج القولون العصابي إذا كان مرتبطاً فقط بالقلق الشديد، والجرعة يمكن أن تكون حتى 150 مليجراما في اليوم أي 50 مليجراما ثلاثة مرات في اليوم، وحتى عقار موتيفال وهو دواء بسيط جداً أيضاً يفيد، بعض الناس يستفيدون كثيراً من عقار بوسبار والذي يعرف باسم بوسبارون، الدوجماتيل مرة أخرى أقول أنه دواء مثالي جداً يعاب عليه أنه قد يؤدي إلى زيادة بسيطة في الوزن، وأيضاً قد يرفع من مستوى هرمون الحليب وهذا قطعاً يؤدي إلى اضطرابات في الدورة الشهرية لدى النساء، وعند الرجال ربما يؤدي إلى تضخم في الثدي أو ما يعرف بالتثدي، وربما يؤدي إلى صعوبات جنسية بسيطة، لكن بجرعة تصل حتى 150 مليجراما لا أتوقع أي صعوبات حقيقة.
إذاً هذا هو الأمر بالنسبة للقولون العصابي المرتبط بالقلق، أما إذا كان السبب هو الرهاب الاجتماعي وكما ذكرت سلفاً مكون القلق مكون رئيسي، فهنا سيكون عقار زوالفت والذي يعرف باسم سيرترالين هو الدواء الأساسي والرئيسي، ولا مانع من أن ندعمه بجرعة دوجماتيل لا تزيد عن كبسولة واحدة في اليوم، وجرعة الزوالفت يمكن أن تصل حتى 100 مليجراما لكن البداية تكون بـ 25 مليجراما نصف حبة لمدة أسبوع أو أسبوعين مثلاً ثم ترفع إلى 50 مليجراما، وبعد ذلك بعد شهر يمكن أن ترفع إلى 100 مليجراما حسب الحالة وتطورها.
أخي الكريم المدة الزمنية تختلف من إنسان إلى إنسان، ومن كل حالة إلى أخرى، ومدى التزام الإنسان وتطبيقه للآليات العلاجية غير الدوائية، وأنا أستطيع أن أقول أن الذي يظل في حالة صحية نفسية ممتازة وتختفي منه أعراض القولون العصبي أو العصابي بعد تناوله الأدوية وتطبيق الآليات العلاجية الأخرى، يستمر على الدواء لمدة ثلاثة أشهر أخرى أي بعد التحسن ثم يتوقف عنه تدريجياً، أعتقد هذا هو الأحوط، وهذا هو الأفضل والمجرب.
بارك الله فيك أخي الكريم، سعدنا جداً برسالتك.