كيف أتوب من ذنبي؟
2018-02-20 04:59:42 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
بليلة من ليالي العشر الأخيرة من رمضان دعوت ربي أني لو عملت ذنبا معينا أن يغضب علي ويلعنني، ولا يوفقني بحياتي، ويذلني، تركت الذنب 6 شهور، وفي يوم ضعفت وعملته، فما مصيري؟ وهل أنا مغضوب علي وملعونة؟ أريد ترك الذنب ولا أعرف ماذا أفعل؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Riwa حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
إذا وفق الله العبد وأراد أن يقلع عن الذنب، فعليه بصدق التوبة إلى الله، ودعائه والتضرع إليه بتوفيقه لذلك، ولا يجوز له أن يعلق ابتعاده عن الذنب بلعن نفسه أو غضب الله عليه ونحوها؛ لأن الإنسان غير معصوم من الذنب، ويعتريه الضعف، ويقع في الذنب بين الحين والحين، فيشق على نفسه ويؤذيها.
لذا فعليك بصدق التوبة مع الله، والرجوع إليه، وكثرة الاستغفار، من فعلك للذنب ودعائك على نفسك، ولا تعودي لذلك القول مرة أخرى، وأحسني الظن بالله، فالله رحيم بعباده، يعلم ضعفهم وقلة حيلتهم، فيفتح لهم باب العودة إليه، ويفرح بتوبتهم.
فلا تقنطي من رحمته، ولا تحكمي على نفسك بالطرد من رحمته، ولا بحلول غضب الله فيك؛ لأن هذا من وساوس الشيطان التي يحزن بها المؤمن ويبعده عن رحمة الله سبحانه، بل ثقي بالله وبفضله واجتهدي بالطاعة، وابتعدي عن المعصية، ولو وقع منك ذنب؛ فتوبي واستغفري، ولا تيأسي ولا تقنطي.
ولا تستسلمي لخواطر الشيطان، ولا لهذه الأفكار السلبية التي يمليها عليك، وليكن تفكيرك إيجابيا وثقتك بالله عظيمة، وتذكري قول الله تعالى: ﴿قُل يا عِبادِيَ الَّذينَ أَسرَفوا عَلى أَنفُسِهِم لا تَقنَطوا مِن رَحمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغفِرُ الذُّنوبَ جَميعًا إِنَّهُ هُوَ الغَفورُ الرَّحيمُ﴾ فهذا نداء من الله للمسرفين في العاصين المكثرين، ألا يقنطوا من رحمة الله، وبين لهم أنه سبحانه سيغفر لهم الذنوب جميعا صغيرها وكبيرها، لو رجعوا إلى الله بصدق.
والذي حصل منك خطأ وتقصير سببه الجهل، فدعوتك على نفسك باللعن وغضب الله بقصد أن تمنعي نفسك بهذا الأمر من الوقوع في الذنب، فهذا الدعاء واللعن على نفسك خطأ وليس في محله، بل ولا يجوز شرعا، فتوبي إلى الله من هذا الأمر، ولا تعودي إليه، ولن يضرك إن شاء الله.
وفقك الله لما يحب ويرضى.