هل للتدخين علاقة في الأعراض التي أعاني منها؟
2018-02-19 04:54:15 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
أنا شاب مدخن، عمري ٣٨ سنة، لدي ٥ أطفال، أعاني من ألم غير ثابت في الصدر منذ 5 سنوات، عملت جميع الفحوصات الطبية: من إيكو للقلب، وأشعة مقطعية، ورنين، وأشعه عادية، وتنظير للمعدة، وجميع التحاليل الطبية للدم، وكانت النتائج كلها سليمة.
لدي حركة في الصدر من أعلى الترقوة لآخر ظلع في البطن، مرة من جهة اليمين، ومرة من اليسار، ويستقر الألم غالبا في منتصف البطن، تحت الزائدة الخنجرية.
كما أعاني من الإمساك، ولكن عندما أشرب القهوة التركية أصاب بالإسهال، وأعاني من عدم التركيز، وسرعة أخذ النفس، ولا أستطيع أخذه كاملا، تعبت يا دكتور، علما باني ممارس صحي منذ ١١ سنة، وجميع الأطباء أكدوا لي بأنني سليم، فما توجيهكم لحالتي؟
دمتم بود.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Mattar حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فالألم المتحرك له علاقة بالتقلص العضلي وليس له علاقة بالقلب، كما أكد لك الأطباء، وكما أكدت لك الفحوصات الطبية الخاصة بالقلب مثل الإيكو، والأشعة المقطعية، وأشعة الرنين، والأشعه العادية، وتنظير للمعدة، وجميع التحاليل الطبية، وما تعاني منه من تسارع التنفس، وربما تسارع النبض، له علاقة بالكحة المزمنة الملازمة للتدخين، حيث أن التدخين يؤدي إلى التهاب الشعب الهوائية المزمن chronic bronchitis، وفي مراحل العمر المتقدمة يؤدي التدخين إلى COPD، أو ضيق الشعب الهوائية الالتهابي المزمن، وفي نهاية المطاف يؤدي إلى اهتراء الرئتين، وعدم قدرتها على تبادل الأكسجين وثاني أكسيد الكربون، والمعروف علميا باسم Emphysema، ويحدث ذلك نتيجة التدمير الكبير الذي يحدث في الحويصلات الهوائية، كما يؤدي التدخين لسرطان الرئتين، حصريا bronchgenic carcinoma .
والتدخين آفة لا يترك عضوا في الجسم إلا أثّر فيه، لأنه يؤثر تأثيرا مباشرا في الأوعية الدموية، لذلك فإن جميع أعضاء الجسم بلا استثناء تتأثر بسموم السيجارة البالغ عددها بالآلاف، منها 400 مادة سامة على اليقين، بسبب إضافة المبيدات الحشرية إلى أوراق التبغ، لحفظها من التعفن والتلف، وربما لخلطها ببعض الأعشاب الضارة لزيادة الأرباح.
ومن المعلوم أيضا أن الهيموجلوبين يفضل الارتباط بغاز أول، وثاني أكسيد الكربون الموجودان في السيجارة أكثر بحوالي 210 مرة من ارتباطه بالأكسجين haemoglobin affinity، فيظل الهيموجلوبين في حركة دائمة بين الخلايا والرئتين، محملا بالغازات السامة دون حمل الأكسجين، فيؤدي ذلك إلى الشعور بالخفقان والتعب العام والإرهاق، وضيق التنفس والأرق، وألم العضلات نتيجة الكحة المزمنة، ونقص فيتامين B12 نتيجة تضرر المعدة، ونقص فيتامين D، وإذا أردت الشفاء فإن الحل بيدك الآن في ضرورة الإقلاع عن التدخين وفورا، ودع عنك مقولة لا أستطيع ذلك، أو أنني خففت، لأن في الأمر حياة أو موت.
ومن المهم أن تكون إيجابيا، وتعمل على التوقف الفوري عن التدخين من خلال الإرادة القوية، والعزيمة، والرغبة في الشفاء، وهي الحافز الوحيد للإقلاع عن التدخين، ولا تحتاج إلا إلى أسبوعين فقط لكي تتخلص خلاياك من حالة الإدمان التي يسببها التدخين، وبعد تلك الأيام، وبعد انسحاب مادة النيكوتين المسببة للإدمان من دم المدخن، فلن تعود إلى التدخين مرة أخرى، والعودة تكون بسبب ضعف الإرادة، وضغط الأصدقاء، وليس بسبب الحنين والرغبة في التدخين.
وللمساعدة في الإقلاع عن التدخين، يمكنك تناول دواء شامبكس، أو varenicline حيث يتم تناول قرص 0.5 يوميا مرة واحدة لمدة 3 أيام، ثم قرص 0.5 مرتين يوميا لمدة 4 أيام، ثم قرص 1 مج لمدة 11 أسبوع، مع توقع دوخة وزغللة في العيون، واضطراب النوم، ويمكنك التوقف عن تناوله في حال عدم التكيف مع الأعراض الجانبية، وكما قلنا الإرادة والعزيمة تشكل العامل الأساسي في الإقلاع عن التدخين.
ولعلاج الالتهابات المزمنة المتوقعة مع التدخين، يمكنك تناول كبسولات klacid 500 mg مرتين في اليوم لمدة عشرة أيام، مع شرب المزيد من الماء والعصائر، واستعمال البخاخ symbicort 160 بختين أو ثلاث في اليوم، وترك التدخين نهائيا، وعدم العودة إليه، وسوف يمن الله عليك بالصحة والعافية، خصواصا وقد أثبتت الفحوصات سلامة القلب، فلا قلق -إن شاء الله-، مع ضرورة تناول مقويات للدم، وتناول الفواكه ذات اللون الأسود، لاحتوائها على مواد مضادة للأكسدة التي تنقي الدم من الشوائب، وتزيد المناعة، مع ضرورة تناول كبسولات فيتامين د الأسبوعية لعدة شهور.
ومن المهم فحص فيتامين D، وفيتامين B12، وفحص صورة دم CBC، وفي حال تعذر الفحص يمكنك أخذ حقنة فيتامين د جرعة 600000 وحدة دولية، ثم تناول كبسولات فيتامين د الأسبوعية، جرعة 50000 وحدة دولية كبسولة واحدة أسبوعيا لمدة 12 أسبوع، مع الحرص على الإكثار من الحليب وتناول منتجات الألبان، ولا مانع من تناول كبسولات celebrex 200 mg مرتين يوميا لمدة 10 أيام ثم عند اللزوم بعد ذلك.
ومن المهم أن تكون الوسادة مريحة أثناء النوم، مع ضرورة النوم ليلا لمدة لا تقل عن 6 إلى 7 ساعات، وعدم التعرض للإجهاد، ومحاولة نوم القيلولة ولو لمدة نصف ساعة ظهرا.
وفقك الله لما فيه الخير.