أحب فتاة ولكن دراستي تحول دون زواجي بها، فكيف أتصرف؟
2018-02-08 00:43:05 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
أنا شاب كنت بعيداً عن معرفة الله وحبه، وحدث أن تعرضت فتاة من أقاربنا -تصغرني بثلاث سنوات- إلى مشكلة مع أبويها، فكلمتها عبر الإنترنت وعلى الخاص ونصحتها ببر الوالدين وهكذا، فشكرتني واعتبرتني قد غيرت حياتها.
علماً أنها من أسرة ملتزمة وتربت على حب الله وحفظ القرآن، والحقيقة أنني من تغير بفضل استمرار الحديث بيننا كلما واجهتها مشكلة.
تغيرت لما وجدته منها من حب الله والقرآن وبغض المعاصي والآثام، ودلتني على أذكار الصباح والمساء والنوم، فاستمررت على ذلك إلى يومنا هذا -بفضل الله-.
بعد مرور 3 سنوات ما زلت أتابعها وأستفيد من كلامها، لكن مشكلتي أني أحببتها، وأعلم أن الحب الصادق ينتهي بالزواج، لكني ما زلت طالب جامعة، ووالدي لا يستطيع أن يزوجني ويصرف علينا، وأيضاً والداها لا يسمحان بزواجها إلا بعد إنهاء دراستها، علما أنها تكن لي نفس المشاعر وإن كانت تحاول إخفاء ذلك.
أنا مستمر في متابعتها على الإنترنت، أقرأ ما تكتب وهي تعلم أني أتابعها، وعندما أفكر بالموضوع جدياً، أقول لو أني أصبر لإنهاء دراستي وأعمل وأتقدم لخطبتها فهو خير لي من أني أتابعها وأتعلق بها أكثر، وربما يحدث طارئ فلا أستطيع الزواج منها.
أفكر في التوقف عن متابعتها والتعليق على ما تنشر، حتى أكبح نفسي وأقلل من مستوى الحب الذي لم أربطه بالحرام حتى اللحظة، ولكني أخشى على نفسي ذلك، فيفسد علي ديني ودنياي، ويوسوس لي الشيطان أنها ربما ستظن إن توقفت عن متابعتها إنني كرهتها أو لم أعد أحبها، فربما تبدأ بالتحدث معي ومصارحتي بما في قلبها حتى لا أبتعد مثلا!
أنا محتار، ولا أدري ماذا أفعل، مع علمي وإلمامي بأضرار الحب دون الزواج، ولكن الزواج متعسر علي، فهل أنساها؟ أو هل أتوقف عن متابعتها مع دعائي الله أن يجمع بيننا على خير إن كان في الجمع خير؟
أفتوني في أمري وأرشدوني، وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبدالرحيم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
- بارك الله فيك – أخي الفاضل – وأشكر لك حسن ظنك وتواصلك مع الموقع, وأسأل الله أن يفرّج همّك ويشرح للخير والحق صدرك وييسر له أمرك ويعينك على ما يحبه ويرضاه.
- بخصوص تواصلك مع الفتاة المذكورة, فلا يخفاك أن الارتباط العاطفي بين الشابين الأجنبيين عن بعضهما كثيراً ما يؤدي إلى التعلق والهيام والعشق المخالف للشرع والموقع لأصحابه في المحظورات والشبهات والأمراض النفسية, لاسيما حين يعجز الطرفان عن إتمام هذه العلاقة العاطفية بالزواج الشرعي بسبب الظروف المادية أو حين تبيُّن الطرفان أو أحدهما بعدم مناسبة بعضهما لبعض أو نحو ذلك من الأسباب.
- لا مانع – حفظك الله ووفقك – أن يكون التواصل مع الفتاة المذكورة عاماً في موقعها العام مع مراعاة الضوابط الشرعية, وذلك في تبادل الفوائد والنصائح من غير تواصل عاطفي وعبارات الإعجاب والغزل ونحوه, وهو ما أظنك عليه بفضل الله تعالى عليك كما يظهر من سؤالك وشخصيتك الكريمة؛ سداّ لذريعة الوقوع في المحظور كما سبق, قال تعالى: (ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشةً وساء سبيلا).
- إن خشيت من أن يؤدي التواصل عبر الموقع العام ولو مع مراعاة الضوابط إلى التعلُّق الزائد ونحوه, فلا شك أن الذي ينبغي عليك تركه مطلقاً حتى يتأتى لك إمكانية الزواج فتطلبها من أهلها بالطريقة المشروعة.
-ما زلت في مقتبل العمر, وكثيراً ما يكون الإعجاب مجرد نزوة عابرة غير مدروسة وتكذبها الأيام والوقائع, (وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خيرٌ لكم وعسى أن تحبوا شيئاً وهو شرٌ لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون), وقد صح في الحديث : (من ترك شيئاً لله عوّضه الله خيراً منه).
- لا شك أن عملية الترك ستكون شاقة عليكما وتحتاج إلى كثير صبر وحزم وثبات ومجاهدة لأهواء النفس والشيطان (والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سُبلنا وإن الله لمع المحسنين), كما أن المؤمن يقدم شرع الله ومحابه ومراضيه على أهواء النفس وشهواته, كما أنه لا يرضى للناس وأعراضهم وعواطفهم ونفسياتهم مالا يرضاه لنفسه وعِرضه وجرح مشاعره, وقد قال تعالى: (ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله..).
- أوصيك بالتحلي بحسن الظن بالله تعالى وتعزيز الثقة بالنفس وقوة الإرادة, وباللجوء إلى الله تعالى والإلحاح عليه بالدعاء ولزوم الذكر والصحبة الطيبة والطاعات وصلاة الجماعة ونوافل الصلوات والصيام والصدقة وقراءة القرآن وبالثبات على ما أنت عليه من حسن الدين والخلق والعِفّة والغيرة على الدين والبعد عن الشبهات وعن الأسباب المفضية إلى ما يخالف الشرع الحنيف والقيَم الإسلامية والأخلاق الفاضلة من أصحاب وأدوات وشغل الوقت بما يعود عليك بالمنفعة والفائدة في دينك ودنياك وآخرتك وذلك بالتركيز على دراستك وتنمية الثقافة ومتابعة الدروس والمحاضرات والبرامج المفيدة.
وفقك الله لكل خير ورزقك العلم النافع والعمل الصالح وسعادة الدنيا والآخرة, والله الموفق والمستعان.