الإصابة بالخوف من الآخرين وفقدان الدافعية
2005-05-18 09:49:41 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا أب لثلاث بنات: 10 سنوات و8 سنوات و6 سنوات، ولا أعلم ما هو الخطأ الذي وقعت فيه أنا وزوجتي حتى أصبحت البنات بكل هذا القدر من العيوب في الشخصية، سوف أعطي نبذة عن كل واحدة لعلي أجد عندكم الحل في إجابة السؤال الذي يؤرقني وهو: كيف أتعامل مع بناتي؟
أولاً ـ توجد صفات مشتركة في الثلاثة يجب أن أشير إليها أولاً وهي:
1- الخجل الشديد والخوف من الآخرين.
2- السذاجة المفرطة، فإذا تحدث معهن أحد بمودة فإنهن يفرحن فرحة لا توصف حتى إذا تعامل هذا الشخص معهن بطبيعته فإنهن يصبن بصدمة شديدة.
3- الانطوائية.
4- اللامبالاة وعدم الاهتمام بمصلحتهن.
5- أهم نقطة هي إحساسهن شبه المؤكد أنهن أقل من الناس وأن أي شخص في العالم هو أفضل منهن، مع العلم أن حالتنا المادية ميسورة والحمد لله، وقد بينت لهن أكثر من مرة أنه لا يوجد أي شيء يصعب علي تحقيقه لهن.
والآن أتحدث عن كل واحدة على انفراد:
1- الابنة الكبرى: تحب الأكل جداً ولولا رقابة الأم على كميات الأكل التي تأكلها لأصيبت بالتخمة، وفي الدراسة مستواها جيد بفضل إلحاح الأم والأب على مراجعة الدروس يومياً ولكنها وهذا هو الأهم لا تبدأ بنفسها في الاستذكار أبداً وكأنها تذاكر للأم أو للأب، أيضاً فإن لديها عادة قضم الأظافر ولم تستطع الإقلاع عنها بالرغم من محاولاتنا المتعددة في ذلك سواء بالنصح والإرشاد أو بالتهديد والوعيد، كما أنها أحياناً تلجأ إلى الكذب على الرغم من كشفنا لكذبها أكثر من مرة وتلميحي لها أن أي كذب أو أي تصرف تقوم به فإني أعلمه وقدمت لها أدلة كثيرة على ذلك.
2- الابنة الوسطى: أكثرهن خجلاً وانطوائية ولا تفعل أي شيء من نفسها، كل تصرفاته تقليد لشقيقتيها، وإضافة إلى ذلك فإن بها عيباً خطيراً تشترك فيه مع الابنة الصغرى وهو الرفض التام لكل أنواع الطعام حتى الحلوى التي نشتريها من الأسواق أو الفاكهة، فإن أسوأ لحظة لأي منهما هي تلك التي ندعوها فيها إلى الطعام! (لدرجة أن الأم هددتهما ذات مرة بأن من تفعل كذا أو كذا سوف تحضر لها شوكولاته أو آيس كريم وكان ذلك على سبيل التهديد وليس المزح أو المداعبة).
أيضاً فإنها كثيرة القيء وبرغبتها، وبالنسبة لهذه النقطة بالذات قمت بعرضهما على أطباء الأطفال أكثر من مرة وكان الرد دائماً أن البنت طبيعية واتركها على طبيعتها وعندما تشعر بالجوع سوف تطلب الطعام، وجربنا هذا الحل عدة مرات فكانت إحداهما تستمر يومين أو ثلاثة بدون طعام وبدون شكوى وهذا هو الغريب، لذلك لم أجد أمامي إلا طرق باب العلاج النفسي لعلي أجد الحل.
بعض الناس قال لي: ربما عندهما مس شيطاني، ويجب أن أذهب لأحد المشايخ لطلب الرقية الشرعية، ولم أذهب لأني لا أستطيع التفرقة بين الشيخ الحقيقي الذي يعالج بالقرآن وبين الدجال الذي نهانا الرسول صلى الله عليه وسلم من الذهاب إليه.
أرجو أن أجد عندكم حلاً لهذه المشكلة، وإذا كنت تريد مزيداً من المعلومات عنهما أرجو أن يتم طلبها عن طريق مراسلتي على بريدي الإلكتروني المرفق.
والسلام عليكم ورحمة الله.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
ما أفدتنا بها من معلومات تُعتبر كافية إن شاء الله.
الشيء الذي ألاحظه هو العامل المشترك فيما بينهن فيما وصفته بالخجل وفقدان الدافعية، وهذا في بعض الأحيان يكون مرتبطاً بوجود تأخر بسيط في المقدرات المعرفية، وهذا بالطبع لا يمكن تأكيده أو نفيه إلا بواسطة أخصائي نفسي يقوم بإجراء اختبارات الذكاء لهن، فإذا كانت مثل هذه الفرصة متاحة، فأرجو أن تعرضهن على إحدى الأخصائيات النفسيات في المنطقة.
الشيء الآخر، وهو من صميم الأسس التربوية، وأحسبك بإذن الله على دراية به، وهو أن لا نُعامل أبناءنا وبناتنا كشريحة واحدة، فهنالك من يُجدي معه الترغيب، والآخر ربما شيء من الترهيب، وهكذا.
من الضروري أن تسعى وباتفاق مع والدتهن على تطوير المهارات الاجتماعية لديهن، وتطوير المهارات الاجتماعية دائماً تأتي بالنسبة للبنات بإشراكهن في الأعمال المنزلية التي تقوم بها الأم، كمساعدة أمها في أعمال المنزل مثلاً، ولابد أن تكون البداية بسيطة، كتنظيم شئونها وملابسهن مثلاً، وترتيب فرشهن في الصباح ...وهكذا، فهذه الأسس بسيطة، ولكنها هامة جداً لبناء الشخصية.
الشيء الآخر، لا بأس من تطبيق نوع من العلاج السلوكي، والذي يتمثل في خلق منافسة بينهن تكون قائمة على التشجيع والمكافأة لكل عملٍ إيجابي، وفي نفس الوقت يكون هنالك نوع من التوبيخ وفقدان المكافأة للتي لا تنفذ ما طُلب منها، بمعنى أن يكون المبدأ هو المبدأ السلوكي الذي يجب أن يحتوي على شيء من الترغيب وشيء من التجاهل لبعض السلوكيات السلبية البسيطة، والتوبيخ على السلبيات الكبيرة ...وهكذا.
يا حبذا لو أتيحت فرصة لهن للاختلاط والتمازج مع من هن في سنهن؛ حيث أن الطفل أو اليافع يتعلم ويتفهم وترسخ القوة المعرفية له بصورةٍ أفضل مع أقرانه أكثر من الكبار.
وبالله التوفيق والسداد.