زوجي رجع لعلاقة قديمة ثم اعتذر لي.. ولا أستطيع أن أنسى!

2018-01-24 00:15:14 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم.

أنا متزوجة منذ سنتين، وأم لطفل، أعيش بعيدا عن زوجي بسبب ظروف العمل، ونلتقي نهاية كل أسبوع، وعلاقتنا جيدة، ولا أشك فيه.

وجدت في تلفونه رسائل بينه وبين سيدة كان يعرفها قبل الزواج، وتكبره بست سنوات، يخبرها أنه لم ينسها، ويقول لها أنه لم ينجب، فلما واجهته، أخبرني أنه يمزح معها، وطلب مني المسامحة، لكني لا أستطيع أن أنسى الأمر، فماذا أفعل؟


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ زبيدة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

- بارك الله فيك –أختي الفاضلة– وأشكر لك حسن ظنك وتواصلك مع الموقع, سائلاً الله تعالى أن يفرج همّك ويشرح صدرك وييسر أمرك ويجمع شملك وزوجك على محبة وسكن ومودة ورحمة وخير.

- إقرارك - وفقك الله - بمحبتكما أنتِ وزوجك لبعضكما بفضل الله تعالى, أمر طيّب ينبغي المحافظة عليه بالحرص على حسن المعاملة والتودد والتجمّل والخدمة والمسامحة والعفو لبعضكما, وإذا كانت هذه الأخلاق المذكورة مطلوبة من الناس لبعضهم, فكونها مطلوبة للمحافظة على العلاقة الزوجية والتي سمّاها الله تعالى (ميثاقاً غليظا) من باب أولى.

- وأما ما ذكرته من تطرُّق الشك في إخلاص زوجك لك لما ذكرته من كتابته لصديقته القديمة بالكلام المذكور, فجميلٌ منك مواجهتك له بمخاوفك وشكوكك ومصارحتك له بهدوء وحكمة وعقلانية, وهذا واجب النُصح والتذكير حيث وإن الإنسان محل للغفلة والضعف والنسيان.

- كما يلزمك أيضاً موازنة هذه السلبية منه بإيجابياته الكثيرة التي تجمعكما ببعضكما من محبة وأولاد ونحوهما, فاحرصي - حفظك الله - على نسيان الأمر والتغافل عنه وعدم الانشغال به أو التركيز عليه ما أمكن على نوعٍ من أخذ الحيطة بهدوء ورفق ما أمكن.

- احذري من الإفراط في الشك القاتل والغيرة المبالغ بها, والانسياق لثقافة المجتمع التي يرسّخها الإعلام الهابط والشيطان الرجيم في تعميم اتهام الأزواج بالخيانة, ولا تتصرفي معه بما يُفهَم منه الشك فيه وضعف الثقة به, احذري الحكم عليه بمجرد بعض المواقف الخاطئة أو الظنون الكاذبة أو كلام الناس.

- ومن الجميل والمهم أيضاً الحرص على ترسيخ ثقتك بنفسك, وذلك من خلال العناية بنفسك ومظهرك وثقافتك وتحسين علاقتك بزوجك من خلال التودد والتحبب له والاستماع الجيّد له ولمشكلاته الحياتية.

- ومما يسهم في تقوية العلاقة الزوجية أيضاً ربطها بالإيمان بالله والذكر وقراءة القرآن والكتب الوعظية المفيدة كذا ولزوم العمل الصالح والعبادة والصحبة الصالحة لكما والمشاركة في الاستماع للدروس والمحاضرات والبرامج النافعة والمفيدة والخروج إلى المتنزهات وزيارة الأهل والأصدقاء.

- أوصيك بالاستعانة بالله وتقواه والتوكل عليه وحسن الظن به وتعزيز الثقة بالنفس (ومن يتقِ الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب ومن يتوكل على الله فهو حسبه), وقد صح في الحديث: (المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف.. احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز) رواه مسلم.

- اللجوء إلى الله تعالى بالدعاء (أمّن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء).

أسأل الله تعالى أن يعيننا وإياك على ذكره وشكره وحسن عبادته ويجعل لنا من أمرنا فرجاً ومخرجا ويوفقنا إلى ما فيه محبيته ومرضاته ويرزقنا سعادة الدنيا والآخرة.

www.islamweb.net