ما هي الطريقة الصحيحة لتناول الدواء النفسي؟ أرجو إفادتي.

2018-01-31 02:31:45 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم.

شاب، أعزب، عمري 32 سنة، أتعالج من الاكتئاب والقلق، ومنذ أكثر من 10 سنوات حاولت عدة مرات إيقاف الدواء، ولكن سرعان ما تتنكس الحالة وأعاود للدواء مرة أخرى، تناولت أكثر من دواء طيلة هذه الفترة، وأنا حاليا أتناول (سبرالكس 10 + ريميرون 15) منذ أكثر من 5 سنوات، فسببت لي زيادة في الوزن 25 كلغ، ولكن منذ أسبوعين حدثت لي انتكاسة وشعرت باكتئاب شديد، رغم أنني لم أتوقف عن الدواء، فأنا حاليا أقاوم هذ الأعراض ومستمر على دواء، ولكنني أفكر للانتقال لتناول عقار واحد (سيمبالتا) بدلا من الدواءين السابقين كنت قد تناولته من قبل، ولكن لا أعرف آلية الانتقال، فأنا في الغربة، ولا يوجد طبيب نفسي في المنطقة التي أعيش فيها فلجأت إليكم بعد الله سبحانه وتعالى لمساعدتي.


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ RAMY حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.
أنتَ ذكرتَ أنك تعاني من اكتئاب منذ حوالي عشرة سنوات، وهو مصحوب بالقلق، والاكتئاب – أخي الكريم – يمكن أن يُعالج، ويُعالج بصورة فعّالة جدًّا.

من الذي فهمته من رسالتك أنك قد قمت بمقابلة أطباء نفسيين، السبب حول الاهتمام في هذه النقطة هو أن كثير من الناس يُشخِّصون أنفسهم ولا يكون هذا التشخيص صحيح أو دقيق، ولذا دائمًا أنا أفضِّل مقابلة الأطباء من جانب الأخوة والأخوات الذين لديهم أعراض نفسية أساسية، وأن لا يُلصقوا بأنفسهم تشخيصاتٍ معيَّنة ليست لديهم دراية بها، لأن الأمراض النفسية أعراضها تتشابها وفي نفس الوقت أعراضها تختلف، ودائمًا مقابلة الطبيب النفسي تفيد.

أمرٌ آخر – أخي الكريم – هو الاهتمام بالطرق والوسائل والآليات التي تُعالج الاكتئاب النفسي غير الدواء، الدواء يلعب دورًا، لكن هنالك أدوار أخرى لا يمكن للدواء أبدًا أن يقوم بها، فالإنسان يجب أن يُغيِّر نفسه سلوكيًا، ومعنويًا، وفكريًّا، واجتماعيًّا.

الاكتئاب يُحبط الإنسان، ويُقلِّل من دافعيته نحو الإنجاز، لذا يجب أن يكون هنالك إصرار حقيقي على الإنجاز، وعلى الاستمتاع بالحياة، على التواصل الاجتماعي، على العمل، على الترفيه عن النفس، على الحرص على عبادة، الحرص أن يبني الإنسان أسرة، وأنت يجب أن تفكّر، بل يجب أن تُقْدِم على الزواج، ولا تقل لنفسك: (أنا مكتئب ولن أستطيع أن أتحمّل مسؤولية الزواج)، هذا الأمر ليس صحيحًا.

ممارسة الرياضة – أخي الكريم – تنظيم الطعام، النوم الليلي المبكر، أن يكون لك برامج تُدير من خلاها وقتك، وأن يكون لك آمال وطموحاتٍ وأهداف، وتسعى لتحقيق هذه الأهداف.

هذا كله لا بد منه - أخي الكريم – ولا بد أن يكون هنالك دفع نفسي للإنجاز، هذه أنصحك بها.

أما بالأدوية فهي قريبة من بعضها البعض ومتشابهة كثيرًا، ومساهمتها في العلاج لا تزيد عن ثلاثين إلى أربعين بالمائة، الأشياء التي ذكرتها لك سلفًا مهمَّة ومهمَّة جدًّا أيضًا.

أخي الكريم: الـ (سيمبالتا) دواء جيد، وإن أردتَّ أن تنتقل إليه فليس هنالك إشكالية.

الـ (ريمارون) دواء يمكن أن يتوقف منه الإنسان فجأة ودون أي تبعات سلبية، لكن يمكن أن تجعل نصف الحبة ربع حبة (مثلا) – أي سبعة ونصف مليجرام – لمدة أسبوعين، ثم تتوقف عنها، هذا سوف يُساعدك ألَّا يتغيَّر نومك فجأة.

وفي ذات الوقت قم بتناول السيمبالتا بجرعة ثلاثين مليجرامًا، هذا بعد التوقف من الريمارون، تكون الجرعة إذًا هي: عشرة مليجرام من السبرالكس، وثلاثون مليجرامًا من السيمبالتا، تستمر عليها لمدة أسبوعين، بعد ذلك تُخفِّض السبرالكس إلى خمسة مليجرام يوميًا، وتجعل جرعة السيمبالتا ستين مليجرامًا، وهذه هي الجرعة العلاجية.

بعد انقضاء أسبوعين آخرين على جرعة الخمسة مليجرام من السبرالكس يمكنك أن تتوقف عنها وتستمر على السيمبالتا بجرعة الستين مليجرامًا، وحاول – أخي الكريم – أن تُراجع الطبيب من وقتٍ لآخر، إن كان ذلك متيسِّرًا.

هذا هو الذي أنصحك به، وأسأل الله لك العافية والتوفيق والسداد.

www.islamweb.net