لاحظت انتفاخا بسيطا في رقبتي.. هل هي اللوزتين أم غدد؟
2017-12-14 05:10:56 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
قبل 3 سنوات- ولا أدري إن كان موجودا قبل ذلك-بدأت ألاحظ انتفاخا بسيطا في رقبتي من الجهة اليمنى بجانب الحلق والمريء تماما.
الانتفاخ غير مرئي، ولكن محسوس وطري جدا ومتحرك، وغير مؤلم لم يكبر ولم يصغر، ولا أشعر بأية أعراض أخرى، في الجهة اليسرى أيضا هناك انتفاخ، ولكنه أبسط، فهل هذه اللوزتين؟ خاصة أنني عندما أحركها من الخارج أفتح فمي وأراها تتحرك من الداخل؟ إذا كان نعم لماذا هذا الاختلاف في الحجم؟ أم هل هذه غدد أخرى؟
الطبيبة حين فحصت حلقي من الداخل قالت إنها لا ترى التهابا، ووجهتني إلى فحص موجات فوق صوتية، ولكني لم أذهب أخاف أن يقال لي سرطان.
شكرا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ الين حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
اللوزتان في تجويف الفم، وليس في الخارج، وهما غدتان واضحتان عند الطفل مثل الكورتين الصغيرتين، وكلما كبر الإنسان في السن كلما صغر حجمهما إلى أن يضمرا أو يظلا في حجم صغير، وما نجده على جانبي الرقبة ما هو إلا غدد ليمفاوية، وهي جزء من الجهاز الليمفاوي والدورة اليمفاوية التي تسحب رشح الخلايا في جميع أعضاء الجسم المختلفة وتنقلها عبر الأوعية الليمفاوية إلى وريد قرب القلب لتصب في الدورة الدموية ليقوم الجسم بعد ذلك، والجهاز المناعي بالتعامل مع مكونات الليمف Lymph وإعادة تدويرها والتخلص من الميكروبات الضارة فيها.
وليس للغدد الليمفاوية الموجودة هنا أو هناك علاقة بالسرطان، وعند عمل تحليل صورة الدم CBC نجد أن عد كرات الدم البيضاء WBCs طبيعي ما بين 3 إلى 10 ألف، وفي حال التشخيص بسرطان الغدد الليمفاوية، فسيزيد عدد كرات الدم البيضاء حتى يصل إلى 100000، وليس 10 ألف، ولا قلق -إن شاء الله-.
وتعتبر الدورة الليمفاوية بمثابة الصرف الصحي في جسم الإنسان، وكل عضو من الأعضاء له بعض الغدد الليمفاوية والأوعية الليمفاوية التي تسحب منه رشح الخلايا، وتعود بها إلى الدورة الدموية، ومن هنا إذا التهب الفك والأسنان واللثة فإن هذه الغدد في زاوية الفك وخلف الأذن تلتهب أيضًا؛ لأن الميكروب وصلها مع السوائل القادمة من المنطقة الملتهبة, وإذا التهبت فروة الرأس حول الأذن أو التهبت الأذن الخارجة أو الوسطى نجد أن الغدد الليمفاوية خلف الأذن تلتهب، وتكبر عن حجمها الأصلي، وتتحول من حجم حبة العدس، وهو الحجم الطبيعي غير المحسوس إلى حجم حبة الحمص، أو البازلاء، ومع تكرار الالتهاب لا تعود تلك الغدد إلى حجمها الأصلي، بل تظل في الحجم الجديد ولا قلق من ذلك، ولا ضرر، ولن تتحول إلى أورام كما يظن البعض.
وهكذا كل منطقة من مناطق الجسم إذا حدث بها التهاب، فإن الغدد الوعية الليمفاوية الملحقة بها تلتهب أيضا، ومع العلاج يشفى العضو الملتهب, وتشفى معه الغدد الملتهبة, إلا أن الغدد مع تكرار الالتهاب وشفائه لا تعود إلى حجمها الأصلي السابق كما قلنا, ولكن يكبر الحجم تدريجيًا؛ حتى تصل إلى حجم محسوس وليس منها خطورة, طالما أنها غير منتشرة في أماكن كثيرة في نفس الوقت، وهذا الكلام منشور في استشارات سابقة، ولكن أكرره من باب الثقافة الطبية لتزيد المعرفة بين الإخوة أصدقاء الشبكة الإسلامية.
وفقك الله لما فيه الخير.