أخي يعاني من التفكير في الجن ويخاف منهم كثيراً، فما علاجه؟
2017-12-21 03:19:59 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
سبق أن استشرتكم في أمر أخي الذي يعاني من الفصام، ولكن الذي جعلني أرجع لاستشارتكم -بارك الله فيكم- هو تجاوبكم معنا، جعله الله فى ميزان حسناتكم.
إن أخي له خمس سنوات يعاني ولا زال يعاني من التفكير في الجن وقدارتهم، ويخاف منهم كثيراً، وأن الجن ستعذبه، وربما تدخله المستشفى، وهذا تفكيره!
هو متزوج وليس لديه أبناء وهذا مما زاد الوسوسة عنده، فأيقن أن الجن هم الذين يتدخلون في الإنجاب وعدم سعادته كغيره.
علاجه استمر عليه دون جدوى، والتحسن يسير جداً، ولكن الأفكار والإجهاد والخمول والكسل وعدم التركيز والنسيان وعدم الإحساس –التبلد- لا زال يعاني منه كثيراً.
لقد أخذ الحقن طويلة المدى واستمر عليها ما يقارب 7 أشهر من العقاقير التي صرفها له الطبيب، ولا زال يستخدمها.
فماذا تنصحونا العمل به؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
هذا الأخ لديه أعراض واضحة، وهي فعلاً أعراض مزعجة له، وعلاج مرض الفصام من الناحية الدوائية يعتمد على درجة ونوعية هذا الفصام، الحالات المقاوِمة والتي لا تستجيب للأدوية المعروفة - من حبوب وحُقن - ننقلهم إلى دواء يُعرف باسم (كلوزابين).
الكلوزابين دواء فاعل، ودواء ممتاز، لكن لديه آثار جانبية سلبية في قلّة قليلة من المرضى، لكن نسبة للخطورة النسبية لهذه الآثار الجانبية لابد أن يُعطى هذا الدواء تحت إشراف طبي مباشر، ولابد أن يقوم بفحوصات أهمها فحص الدم الأبيض أسبوعيًا، خلال الأربعة الأشهر الأولى، وبعد ذلك يمكن أن يكون كل أسبوعين، وهذه بروتوكولات معروفة لدى الأطباء المختصين.
أخي الكريم: أنا أرى أن هذا الأخ يستمر على علاجه مع الدعم النفسي، وبعد أن يُكمل عامًا وهو على الإبر والحقن طويلة المدى هنا يمكن أن نعتبره حالة مقاوِمة أو غير مستجيبة، ومن ثمَّ يُعطى عقار الكلوزابين، مع الالتزام التام بالضوابط والبروتوكولات المتعلقة بهذا الدواء.
هذه هي الأشياء المتاحة، والكلوزابين بالفعل دواء رائع إذا أُعطي بالصورة الصحيحة، وكان هنالك التزام في تناوله.
لا شك أن المساندة الاجتماعية لهذا الأخ أمر مهم، وأنا متأكد أنكم تقومون بهذا الدور بكل كفاءة، ويجب أن نُشجِّعه، ويجب أن نُلفت أنظاره وانتباهه لأشياء أخرى، ولا نجعله يُركِّز على موضوع الجن وتأثير الجن.
اعتماده على النوم الليلي المبكر سيُقلل درجة الخمول والتكاسل لديه، ولابد أن نُشجّعه أيضًا على ممارسة رياضة كرياضة المشي مثلاً، وأن يكون أحدكم برفقته، هذا قطعًا سيُحمِّسه كثيرًا.
قيامه بدوره الاجتماعي مهم، لأن ذلك يؤدي إلى تأهيله نفسيًا، خاصة أنه رجل متزوج، ونسأل الله تعالى أن يرزقه الذرية الصالحة.
قطعًا اعتقاده أن الجن يتدخلون في الإنجاب: هذا جزء من حالته المرضية، فالأمور كلها بيد الله تعالى، وينبغي تعزيز هذه القناعة لديه، والاستعانة بأهل العلم الذين يمكن أن ينصحوه ويبينوا له هذا الجانب.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.