أختي مستقلة برأيها مع خطيبها، ولا تكترث لنصائح والديها، ماذا نفعل معها؟
2017-12-10 00:47:45 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا على الموقع المميز.
أنا سيدة، أختي في فترة خطوبة، دائما تحدث مشاحنات بينها وبين أهلي (أمي وأبي) بسبب خطيبها، فأهلي يحبون الاستشارة دائما في كل المواضيع، لكنها ترغب بالاستقلال برأيها، مع العلم أنها في فترة الملكة.
خطيبها يناقشها في تجهيزات العرس، دون التحدث مع أهلي، ليتجنب الصدام معهم، أو حتى لا يسمع منهم ما لا يرضيه، لكن ذلك لا يعجب والداي، وأختي توافقه الرأي، وتدافع عنه، وأحيانا أتحدث معها في الأمور التي تزعج أهلي، لكنها لا تسمع لي، ولا تراعي أهلها، وتقول: أننا نضخم المواضيع، وأنها تخجل من الحديث معه بالأمور التي يرغب بها والديها، وتتهمني بأنني أحرض والداي عليها، فكيف أتعامل معها؟
أرجو الإفادة.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم سيف حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فمرحبا بك -أختنا الكريمة-، وردا على استشارتك أقول:
إن كانت -أختك- قد تم عقد قرانها على ذلك الرجل فقد صارت زوجة له، ولا حرج في أن تتكلم معه، ويتدارسون في المواضيع التي تهمهما، وأما إن كانت مخطوبة فقط، فينبغي أن تقطع ذلك التواصل، كون الرجل لا يزال أجنبيا بالنسبة لها.
غالبا ما تحدث مشاكل بين زوج البنت وأولياء الفتاة، بسبب عدم استشارة الزوج الأولياء بخصوص إجراءات حفل الزفاف، وأثاث البيت، وما شاكل ذلك، والذي ينبغي أن يكون والد البنت وأمها مستشارين لابنتهم وصهرهم، ولا يلزمونهما بشيء، لأن من سيسكن في ذلك السكن هما الزوجان، وهما أخبر بما يريدان.
آمل أن يقوم والدك باستدعاء زوج أختك إن كان قد صار زوجا لها، وأن يفتح معه حوارا حول تلك المواضيع، بحيث يُفهم والدُك ذلك الشخص أنهم صاروا أسرة واحدة، وأن ثمة مواضيع تهم الجميع، وخاصة حفل الزفاف الذي ينبغي أن يحصل التفاهم عليه من قبل الأسرتين، لأن الاحتفال يمثلهما.
لا بد أن يُفهم والدُك ذلك الشخص بأنه لا يريد أن يكلفه فوق طاقته، أو يفرض عليه أمرا هو لا يريده، وإنما مجرد رأي ومشورة، كما ينبغي على والدك ألا يحمل في نفسه شيء إن لم يؤخذ بمشورته، حتى لا يتسبب في إفساد حياة ابنته.
إن رأى والدك أن زوج أختك غير متقبل لمشورته فليحمله مسؤولية الإعداد للحفل وتبعاته، ولتكن دعوات الزفاف باسم أسرة الزوج وهم يتحملون كامل التبعات إن حدث أي تقصير.
لا أرى من المناسب أن تتدخل أمك ولا والدك فيما يخص أثاث البيت؛ لأن ذلك يعني أختك، ولا يعنيهما، ولكن لا بأس أن يجلسا معها ويتكلما برفق ولين من باب النصح، وتقديم المشورة دون إلزام لها، فهي من سيسكن في ذلك البيت، وهي من سيستخدم ذلك الأثاث، ولتتفق مع زوجها بما تريده.
ينبغي على الأولياء أن يخففوا الطلبات على الزوج، وألا يرهقوه بالطلبات، لأن المقصود هو عفاف الزوجين وسترهما وسعادتهما، وأما ما يخص بيتهما فسيبنى بنظرهما بالتدريج.
آمل أن يتفهم الأولياء هذه النقطة، وأن يجعلا نفسيهما في موقف الزوج والزوجة ولا يجاروا الناس في تباهيهم بالاحتفالات، وليتذكرا أيام زواجهما فهل ترضى الأم أن يتدخل أحد في شأنها، وهل يرضى الأب أن يتدخل أحد في شئونه؟ فالشيطان حريص على أن يفسد ذات بين الأسر، وأن يوجد العداوة والبغضاء بين الناس، فاحذروا من خططه واستعيذوا بالله من شره.
على أختك أن تتفهم مقصد أبويها، وأنهما يريدان مصلحتها، فلا داعي للخناق معهما، بل عليها أن تستمع لتوجيهاتهما، وتتحدث معهما برفق ولين، وتبين وجهة نظرها، وعلى والديك أن يتقبلا وجهة نظرها ولا يلزماها بشيء.
ما سيحصل في الحفل سينتهي في ليلة واحدة، وسيبقى -بإذن الله- الزوجان، فهما جوهر هذه القضية وأساسها فلنهتم بالجوهر لا بالمظهر، ولنحافظ على الود وسلامة الصدور، والمحبة والتفاهم بين الجميع.
تضرعوا بالدعاء بين يدي الله تعالى في سجودكم، وسلوا الله تعالى أن يقذف المحبة في قلوبكم، وأن يرزقكم حسن التفاهم وغض الطرف في حال الزلات والهفوات، فما تستقيم الحياة إن كان كل إنسان يريد تحقيق ما يريده.
نسعد بتواصلك، ونسأل الله لكم التوفيق والسداد إنه سميع مجيب.