أعاني من قلة التركيز وتشتت الانتباه، فهل أحتاج لعلاج نفسي أم سلوكي؟
2017-12-03 03:09:13 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم..
أنا شاب في العشرين من العمر، أعاني بشكل كبير من التشتت وقلة التركيز، مما يسبب لي العديد من المشاكل في العمل والدراسة، وأتعلم بشكل ذاتي على الإنترنت، وأنا شغوف جداً بمجالي، لكن قفزي المستمر لتعلم تقنية والانتقال إلى تقنية أخرى بدأ يسبب لي الخلط في المعلومات حديثاً.
أعاني من قلق الأداء بالرغم من أن لدي مهارات جيدة جداً، أعاني أيضاً من الملل والتسويف، وكثرة النسيان، وأحياناً أشعر بأني فارغ من الداخل، وأعاني من البطء الشديد، وكثرة الكلام أحياناً، وأحياناً أخرى من كثرة النشاط، ولكن بدون تركيز، لا أستطيع العمل تحت الضغط.
قبل عدة سنوات تم تشخيصي بالاكتئاب، لدي عادات إدمانية على حبوب الصداع، وتناول السكريات بشكل مفرط، أمتلك نسبة ذكاء جيدة جداً، وكنت من المتفوقين في الدراسة، لكن مؤخرا بدأت الشعور بالتوهان، وأني أحتاج للتنظيم والعلاج النفسي أو السلوكي.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أخي التشتت في التفكير وقلة التركيز يكون سببه دائماً القلق النفسي أو عدم تنظيم الوقت أو الإجهاد النفسي والجسدي، وهنالك أسباب أخرى مثل: الاكتئاب النفسي، وقلة الدافعية، وبعض الأمراض العضوية، مثل: نقص الفيتامينات، أو ضعف إفراز هرمون الغدة الدرقية، أنت ذكرت أنه قد قيل لك أنك تعاني من اكتئاب نفسي، وفي ذات الوقت ذكرت أنه تأتيك نوبات من كثرة الكلام والنشاط الزائد وبدون تركيز، هذا يجعلني أيها -الفاضل الكريم- أن أفكر أنه ربما يكون لديك حالة بسيطة مما يعرف بالاضطراب الوجداني ثنائي القطبية من الدرجة الثانية.
ولذا سيكون من الأفضل أن تذهب وتقابل طبيبا نفسيا ليتم تأكيد هذا التشخيص أو نفيه؛ لأن العلاج في هذه الحالة مختلف تماماً من علاج الاكتئاب وأقصد بذلك العلاج الدوائي؛ حيث أن مثبتات المزاج هي العلاجات الأساسية لاضطراب الوجداني ثنائي القطبية وليس مضادات الاكتئاب، فأرجو أن تذهب وتقابل طبيبا.
وأنا متأكد أن الأخ الطبيب بعد مدارسة حالتك معك بتأني وتفاصيل سوف يصل إلى التشخيص الدقيق، ويقوم بإعطائك الوصفة العلاجية الدوائية المناسبة إن كان في ذلك حاجة، كما أنه سوف يوجه لك بعض الإرشاد.
ومن جانبي أقول لك لا بد أن تبتعد حقيقة من حبوب الصداع، يعرف عنها أنها تؤدي إلى التعود في الكثير من الحالات، ومن الأشياء الغريبة جداً أن الذي يتناولها من أجل علاج الصداع ويدمنها يزداد عنده الصداع، إذاً هنالك نتائج عكسية كبيرة.
كما أن حبوب الصداع خاصة بنادول قد تؤدي إلى تلف في الكبد، تناول سكريات القهري أيضاً يجب أن تتحكم فيه، وأنا أرى أيا كان تشخيصك أنك بشيء من الترتيب لحياتك وتنظيم أنشطتك تستطيع أن تتحسن كثيراً.
مثلاً بالنسبة للتشتت الذهني وضعف التركيز: هذا يعالج من خلال النوم الليلي المبكر، النوم الليلي المبكر يؤدي إلى ترميم كامل في خلايا الدماغ، وتستيقظ مبكراً تصلي الفجر، بعد ذلك تدخل في أي أنشطة خاصة فيما يتعلق بالقراءة أو حفظ أشياء معينة؛ لأن فترة البكور هي الفترة التي يكون فيها الإنسان في أعلى درجات الاستيعاب، فالعلم الحديث أثبت أن هنالك مواد إيجابية كثيرة تفرز في فترة الصباح، وحديث الرسول صلى الله عليه وسلم بين ظهرانينا والذي يقول فيه: (بورك لأمتي في بكورها).
والنوم المبكر والاستفادة من الصباح دائماً هي البدايات الإيجابية والفاعلة لحسن إدارة الوقت، والذي يدير وقتها يدير حياته.
الرياضة أيضاً تحسن كثيراً التركيز، أخذ قسط كاف من الراحة مهم، التنظيم الغذائي مهم، هذه كلها أشياء بسيطة جداً وفي متناول يد الإنسان.
فأريدك سلوكياً أن تهتم بها، وهذا سوف يغير كثيراً في حياتك وإن وصف لك الطبيب علاجا دوائيا هذا أيضاً ربما يحسن كثيراً من التركيز لديك.
لا بد أن يكون لديك انتماء اجتماعي إيجابي، أصدقاء من الصالحين من الشباب، الفاعليات الأسرية يجب أن تكون فاعلاً فيها هذا كله يساعدك تماماً، الصلاة في وقتها، الدعاء وخاصة أذكار الصباح والمساء، وأن يكون لك ورد قرآني، وأن يكون لك هدف في الحياة بصفة عامة هذا كله مطلوب من أجل أن يتطور الإنسان ويعيش حياة إيجابية.
بارك الله فيك وجزاك الله خيراً. وبالله التوفيق والسداد.