أعاني من ضيق التنفس وتسارع ضربات القلب، فما السبب؟
2017-11-19 02:16:32 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
أنا فتاة عمري 19 عاما، منذ 9 شهور تقريبا أعاني من ضيق في التنفس بشكل مستمر، وتسارع في نبضات القلب، حيث لا أستطيع أخذ نفس كامل إلا بعد محاولات عديدة، أول مرة حدث لدي ضيق التنفس كان شديدا، وخفت أن أموت، في البداية كان بشكل خفيف، ثم تطور معي، وقلت شهيتي عن الأكل لمدة أسبوعين، وأشعر بنخزات جهة القلب، لا تتجاوز الدقيقة، كما أعاني من غازات في البطن، وعندما أذهب للنوم تزداد نبضات القلب، تصل ضربات القلب 85 عند الذهاب للنوم، وباقي النهار 77 تقريبا.
لا أعرف إن كانت المشكلة نفسية أم عضوية؟ فهي تأتي عشرة أيام وتذهب يومين، قرأت عن نوبات الهلع، لكن لا أشعر بأعراضها، صديقتي لها أخ توفي بجلطة قلبية، وبعدها بأيام بدأت حالة الضيق عندي، ولم أكن أبالي بالأمر كثيرا، فهل تأثر عقلي الباطن بذلك؟
أنا شخصية قلقة، وأخاف من حدوث أي شيء، خاصة إصابتي أنا، أو أهلي بمرض، وأخاف كثيرا من أمراض القلب، كما أن إخوتي وأمي أحيانا يعانون من ضيق التنفس لمدة لا تزيد عن يومين، ولا أعرف السبب؟ فهل أنا مريضة بالقلب، أم هي مشكلة نفسية؟
لا أعاني من مشاكل نفسية في حياتي، فأنا مرحة، وأحب المزاح كثيرا، لكنني مزاجية جدا، لكن عندما أكون في المحاضرة بالجامعة أشعر بالضجر، وأصاب بالضيق، وعندما أخرج مع أشخاص أشعر بالسعادة ويذهب الضيق، لكنه يعود ثانية بعودتي للمنزل، وعندما ألعب الرياضة أتحسن، ولكنني كسولة جدا وأحب النوم، ولا أرغب بالجامعة، فما تشخيصكم لحالتي؟
أرجو الإفادة.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Aseel حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فكل الأعراض تشير لوجود حالة من القلق Anxiety والخوف المرضي phobia وهي من الأمراض النفسية الموصوفة في الطب النفسي، وله صور وأشكال متعددة، منها الخوف من الأماكن المغلقة، والخوف من المرتفعات، والخوف من بعض الحيوانات والزواحف، والخوف من الموت، والخوف من الأمرض.
والرهاب أو الفوبيا هو خوف شديد، مفرط، غير عقلاني، ينطوي على شعور بالخطر وخوف من الأذى، فمثلاً من يخاف من أمراض القلب يعاني من خفقان وضيق تنفس وخوف من الموت، ولذلك يظل دائم التردد على العيادات الطبية، ودليل أن مشكلتك نفسية هي اختفاء الأعراض عندما تكوني في صحبة مرحة، أو عند ممارسة الرياضة، وعودة الأعراض عندما تكونين في قاعات الدرس، أو أثناء وجودك بمفردك.
وفي بعض الأحيان يتحول الخوف الطبيعي لحالة مرضية يصاب الإنسان فيها باحمرار الجلد، والرعشة الشديدة، والتعرق الغزير، ويصاب بنوبة هلع وصراخ قد تنتهي بالاغماء، كما يعاني المريض من برودة وارتجاف الأطراف ودوار شديد، والشعور بالغثيان والقيء، وضيق التنفس والشعور بالاختناق، مع ألم واضطرابات في المعدة، وتسارع نبض القلب، وعدم السيطرة على الانفعالات الطبيعية.
وعلاج الخوف المرضي بالإضافة إلى الأدوية يتم بالتكيّف، مثل الاسترخاء والهدوء ذهنياً وجسدياً، بدلاً من الذعر والخوف، ومعرفة أن الموت مرحلة يليها مراحل أخرى، ويؤدي ذلك لزوال الرُهاب تدريجياً.
وهناك نوع من العلاج عن طريق مجموعات الدعم: ويتم ذلك بالانضمام لمجموعة من الأشخاص الذين يعانون المشكلة ذاتها، وتفيد هذه المجموعات بتحسين نفسية المريض، حيث يجد أشخاصاً يشاركهم مشكلته، ويتعلم منهم الطرق التي يتبعونها لعلاج هذه المشكلة، فيشعر بتعاطفهم ووقوفهم إلى جانبه، الأمر الذي يساعد المريض على عدم البقاء وحيداً، خاصة أن الشعور بالوحدة يدفعه لمزيد من الاكتئاب.
والعلاج الطبي للرهاب أو الفوبيا بالإضافة لعلاج التوتر والقلق، من خلال تناول أحد الأدوية المضادة للاكتئاب والقلق والرهاب، ومن بينها escitalopram، أو (Cipralex)، ويتم تناول جرعة 10 مج لمدة شهور، ثم جرعة 20 مج لمدة 6 شهور إلى عام كامل، ثم العودة لجرعة 10 مج لعدة شهور، ثم التوقف عن تناوله، وسوف يمن الله عليك بالشفاء، ولكن من الأفضل المتابعة مع الطبيب النفسي مع تلك الأدوية لمدة لا تقل عن عام، حتى تعطي نتائج جيدة، مع ضرورة فحص فيتامين B12، وفحص صورة الدم CBC، وفحص فيتامين D، وتناول العلاج حسب نتيجة التحليل، مع ضرورة المصالحة مع النفس، وتغذية الروح كما نغذي الجسد من خلال الصلاة على وقتها، وبر الوالدين، وقراءة ورد من القرآن، والدعاء والذكر، وممارسة الرياضة بشكل منتظم، خصوصا المشي والركض، كل ذلك يحسن الحالة المزاجية، ويصلح النفس مع البدن.
وفقك الله لما فيه الخير.