تجربة الطلاق التي مررت بها أصابتني بضغوط نفسية، ما الحل؟
2017-11-21 05:01:16 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا شاب، تزوجت من فتاة ولم أوفق معها فطلقتها، ومررت بضغوط نفسية شديدة لمدة 6 أشهر، فذهبت لطبيب نفسي وصف لي سيروكات 25 ملغ، استمررت عليه سنة ونصف وتحسنت حالتي، وبعد سنة خفض الطبيب لي الجرعة، وصرت أستخدم جرعة 12.5 يوميا.
عانيت في البداية، وتركت العلاج لمدة خمسة أيام، ثم مررت بأعراض خفيفة من الأرق والعطش، فأحس أن حلقي ناشف، ولدي طفح جلدي خفيف، وتغير بالمزاج.
أرجو الإجابة عن أسئلتي التالية:
1/ هل الخمسة أيام التي تركت فيها العلاج أثرت على مشواري في العلاج؟
2/ هل أستمر على الجرعة 12.5 ذاتها، وإلى متى أستمر عليها؟
أفيدوني مع الشكر.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سامي حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
لا شك أن الطلاق في كثير من الأحيان يعتبر حدثًا حياتيًا كبيرًا في حياة الإنسان، والأحداث الحياتية تؤثِّر على الناس من الناحية الاجتماعية ومن الناحية النفسية، والطلاق فيه فُقدان، فيه ضياع معنوي في بعض الأحيان، ضياع مادي، وضياع وجداني ونفسي، وكل ما فقد في حياة الإنسان تتبعه تبعات نفسية، مثل الشعور بالقلق، وبالكرب، وبالضجر، هذا يحدث، وقد يستمر لفترة ستة أشهر، وقد يستمر لسنوات على المطلِّق أو المطلَّقة، قد يأتيه أو يأتيها الاكتئاب، لأن أحدهما كان عزيزًا على الآخر وحبيبًا له، وهذا هو الذي حدث لك بالضبط.
إذًا أنت تفاعلتَ تفاعلًا إنسانيًا وجدانيًا عاطفيًا، مع حدثٍ لم يكن سهلاً في حياتك، وهذا هو الشيء الطبيعي، والآن يجب أن تكون شخصًا قويًّا وصامدًا ومتوائمًا مع حياتك، وتُخطِّط لمستقبلك بصورة واضحة وإيجابية، ولا ندم على ما فات، واعزم فيما هو آتٍ، وانطلق من جديد في حياة جديدة مع أخرى، والحياة تسير هكذا، وإن لم يبكِ عليك أحد فلا تبكِ عليه.
لا أعتقد أن علاجك دوائي من الدرجة الأولى، أعتقد علاجك يجب أن يكون على النطاق الفكري والوجداني والسلوكي والاجتماعي. سلوكيًا وفكريًا: يجب أن تكون إيجابيًا، دائمًا حقّر الفكر السلبي، وابنِ الفكر الإيجابي، ومن ناحية السلوك: يجب أيضًا أن تكون إيجابيًا، وكذلك الأفعال.
وهنالك أمور مهمّة في حياتنا -أخي الكريم- أهمّها حُسن إدارة الوقت، وأن يكون لنا تخطيط لإدارة الوقت بصورة سليمة، وأن تكون لنا أهداف في الحياة، نسعى لتحقيقها، ونضع الآليات التي تُوصلنا لتحقيقها، أن نكون متواصلين اجتماعيًا، وأن نكون فعّالين في داخل أُسرنا، وأن نُطوّر أنفسنا لعلميًّا ومهنيًّا، وأن نحرص على شؤون وواجبات ديننا -أيها الفاضل الكريم-.
هذه هي الأسس العلاجية لمثل حالتك، فاحرص على ما أقوله لك، وأيضًا احرص أن يكون غذائك منتظمًا، تجنّب النوم النهاري، واحرص على النوم الليلي المبكر حيث إنه مفيد، استفد من فترة الصباح، فترة البكور، لأن الكثير من المواد الكيميائية الدماغية الإيجابية التي تُحسِّن المزاج تُفرز في فترة الصباح، وممارسة الرياضة، هذا كله يفيد جدًّا.
هذه هي المنهجية التي أنصح بها في مثل حالتك، وأنت ذكرت أنك تتناول الزيروكسات، أعتقد أنه الزيروكسات CR؛ لأنه يأتي في عبوة 12.5 مليجرام، الزيروكسات دواء ممتاز ورائع، لكن يُعاب عليه أن التوقف منه فعلاً قد يؤدي إلى آثارٍ انسحابية، لذا يجب أن يكون التوقف تدريجيًا، فترة الخمسة أيام لا أعتقد أنه لها سلبيات من الناحية العلاجية أو كفاءة الدواء، لكن قطعًا ما حدث لك والآثار الانسحابية سببه ناتج من الدواء، لكن قطعًا الطفح الجلدي ليس منها، لكن بقية الأعراض هي جزء من الآثار الانسحابية.
أنا أعتقد أنك إذا راجعت طبيبك قد يكون أفضل، الطبيب الذي بدأ لك الدواء قطعًا يكون له خطة علاجية، فإن استطعت أن تُراجعه فهذا أمر جيد، وإن لم تستطع أن تُراجعه أعتقد أنك يمكن أن تستمر على الزيروكسات CR بجرعة 12.5 مليجرام يوميًا لمدة ثلاثة أشهر، بعد ذلك ابدأ في تخفيضها تدريجيًا، بأن تجعل الجرعة 12.5 مليجرام يومًا بعد يومٍ لمدة شهرٍ، ثم اجعلها 12.5 مليجرام مرة واحدة كل ثلاثة أيام لشهرٍ آخر، ثم توقف عن تناول الدواء، وبهذه الصورة التدريجية تكون قد تخلصت من العلاج، وحاول أن تكون إيجابيًا -كما ذكرتُ لك- ومارس الرياضة، هذه كلها أشياء مهمة جدًّا، وتكفيك تمامًا -إن شاء الله تعالى- من حدوث أي أعراض انسحابية للدواء.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.