لماذا يشعر الناس بالملل قبيل الذهاب لأعمالهم؟
2017-11-12 01:17:12 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
من الملحوظ وبصورة كبيرة ما يعانيه الكثير من ذوي اﻷعمال والوظائف من مللهم وامتعاضهم وتكدر صفوهم أثناء عملهم، بل وفي أوقات ما قبل الذهاب إلى العمل.
أسعد أوقات حياتهم تكون تلك الثواني التي ينتهي بها الدوام، وتلك اللحظات التي يعلن فيها أن يوم غد إجازة.
على النقيض تماما فأتعس أوقاتهم عندما تغرب شمس آخر يوم في الإجازة، فيحملون هموما عظيمة بسبب الدوام، كذلك لا يستطيعون فكاكا من وسادة النوم صبيحة أول يوم عمل، مع أنهم أيام إجازاتهم يستطيعون الاستيقاظ قبل آذان الفجر مبتهجين على عكس أيام عملهم.
فما هي اﻷسباب والعلاج لهذه الظاهرة الملحوظة؟
شكر الله لكم وأعانكم.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مبارك حداد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نحن دائمًا نحب كأطباء نفسيين نميل إلى الإجابة على المشاكل في الشخصية التي يُواجهها الشخص، وننأى بأنفسنا عن الظواهر الاجتماعية؛ لأن تفسيراتها مختلفة في علم النفس وعلم الاجتماعي، ولكن كأطباء نفسيين نحن معنيون أكثر بعلاج الشخص الذي يُعاني من مرض نفسي أو مشاكل نفسية، ولكن على أي حال سوف أعلِّق على كلامك كشخص عادي، ولستُ خبيرًا في هذه الظاهرة.
الظاهرة التي ذكرتها - أخي الكريم - هي ظاهرة سلوكية عادية، إذ أن معظم الناس يفضلون الإجازات عن العمل، وهذا سلوك إنساني طبيعي، فالعمل بطبعه مُقيِّد، يجب عليك أن تذهب في وقتٍ مُحدَّد وتخرج في زمنٍ مُحدَّد، وتتبع تعليمات رؤسائك، وتلتزم بأشياء مُحددة، فلذلك يكونُ فيه ملل وضيق، وليس مثل الإجازة والجلوس في المنزل، ولذلك كثير من الدول الصناعية والدول المتقدِّمة لمعالجة هذه الظاهرة خفَّفوا ساعات العمل، فاليابان مثلاً خفَّفتْ ساعات العمل في الأسبوع إلى أقصى درجة، ويُشجِّعون الإجازات؛ لأنها تغيِّر الإنسان من الملل والرتابة، وشيء آخر يفعلونه: أنهم يحاولون أن يجعلوا بيئة العمل بيئة جاذبة، تتوفّر فيها كل وسائل الراحة للموظف والعامل، حتى لا يملّ في العمل، وأحيانًا يقومون بعمل حفلات للموظفين حسب تقاليدهم، مثل مثلاً: أعياد ميلاد الأشخاص، إجرائها عادةً في أماكن العمل - وهلمَّ جرًّا - كل هذا لجعل العمل بيئة جاذبة.
وطبعًا نحن عندنا مشكلة في الشرق الأوسط والعالم الثالث، بيئة العمل دائمًا تكون طاردة وليست جاذبة، وقد يكون هذا تفسير لما ذكرتَه أنت، والأشياء التي أخبرتُ بها من بعض المقترحات لعلاج هذه الظاهرة.
وفقك الله وسدد خطاك.