الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ علياء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك في الشبكة الإسلامية.
بالفعل حالتك مزعجة لك، لكن -إن شاء الله تعالى- ليست خطيرة، أنا أعتقد موضوع الذهاب إلى الحمام بالكثرة التي ذكرتها هو سلوك وسواسي، نعم بدايته قطعًا هي مشكلة الإصابة بالقولون العصبي والحاجة والشعور بقضاء الحاجة بصورة ملحة ومتكررة، هذا الإلحاح وهذا الاستحواذ هو الجانب الوسواسي.
إذاً بالفعل الذي تقومين به نوع من الطقوس والأفعال الوسواسية الثانوية، أي بمعنى أنه لها مسبِّب، وفي حالتك هو تهيج القولون العصبي.
أيتها الفاضلة الكريمة: قطعًا - كما ذكرتِ - أن هذا الفعل يُعطِّل حياتك من نواحي كثيرة، وهو سلوك مكتسب ومتعلَّم، ليس سلوكًا فطريًا، وكل ما هو مكتسب ومتعلَّم يمكن التخلص منه من خلال التعلُّم المباشر.
لا بد أولاً أن تعرفي أن هذا السلوك ليس سلوكًا صحيحًا، أنك لست في حاجة للتردد على الحمام بالصورة والكيفية التي ذكرتِها لقضاء حاجتك، أن هذا اندفاع وسواسي، والاندفاع الوسواسي يُعالج من خلال المقاومة والتحقير وعدم الاستجابة له.
في بداية الأمر - أي حين تبدئين المقاومة للذهاب للحمام - سوف تحسِّين بقلق شديد، لكن بالإصرار على الإحجام من الذهاب إلى الحمام سوف يبدأ القلق في الانخفاض حتى يختفي تمامًا إن شاء الله تعالى.
أنت محتاجة لعلاجات نفسية، لا شك في ذلك، لأن القولون العصبي أصلاً هو عُصابي، يعني مرتبط بالقلق، وفي حالتك القلق واضح ومهيمنٌ جدًّا، فأنت تحتاجين لأحد الأدوية المضادة للقلق والتوتر والوسوسة، ومنها عقار (سيرترالين) والذي يُسمَّى تجاريًا باسم (زولفت)، وتحتاجين أيضًا لأحد مضادات القلق مثل الـ (ديناكسيت)، أو الـ (بسبار)، أو الـ (فلوبنتكسول).
من أفضل وسائل العلاج ممارسة الرياضة - رياضة المشي، رياضة الجري، أيِّ رياضة تناسب الفتاة المسلمة - سوف تجني منها خيرًا كثيرًا جدًّا.
العلاج الثالث هو تطبيق تمارين الاسترخاء بكثافة، وإسلام ويب أعدَّت استشارة رقمها (
2136015)، أرجو الرجوع إليها وتطبيق هذه التمارين، وسوف تجدين فيها إن شاء الله تعالى منفعة كبيرة جدًّا بالنسبة لك.
الخطوة العلاجية الرابعة هي صرف الانتباه، من خلال الانسجام الاجتماعي المتواصل، وأن تكون لديك أنشطة على مستوى الأسرة، وعلى مستوى التواصل مع الصديقات، أن تحرصي في صلاتك ولا تتركي أي ثغر للشيطان، أن تنامي النوم الليلي المبكر، أن تنظمي من وقتك، أن تكون لك أهداف وآمال وطموحات في الحياة، وتضعي برامج معيَّنة تُديرين من خلالها وقتك.
هذا كله إن شاء الله تعالى علاج، فسيري في هذا السبيل وهذا الطريق، وأنا متأكد أن نتائج العلاج سوف تكون رائعة ورائعة جدًّا، وسوف تتغيّر إن شاء الله مفاهيمك حول الزواج والأمومة وكل ذلك.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.