هل تؤثر أدوية الصرع على الرضاعة الطبيعية؟
2017-10-17 01:49:11 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
نشكركم على المجهود الرائع
أنا شاب، زوجتي بعمر ٢٧ سنة، كانت تأخذ دواء ديباكين منذ المرحلة الإعدادية، أوقفت العلاج منذ سنة وشهرين بعد زواجنا مباشرة، بعد إصرار مني، حملت بعدها بثلاثة أشهر، وأنجبت منذ شهر، خلال هذة السنة بدون علاج لم تعان من أي شيء، وكانت في حالة ممتازة، حتي فؤجئت منذ ١٠ أيام في الصباح بنوبة صرع في جسمها بالكامل، مع انقلاب في العين وحمام بول، ذهبنا للطبيب، كتب لها ترالبتال ٣٠٠ صباحا ومساء.
سؤالي: ما رأيكم في الدواء مع الرضاعة، وهل الرضاعة الطبيعية أولى من الرضاعة الصناعية في حالة زوجتي؟
هل هذه الأعراض هي أعراض مرضها القديم أم أنه مرض آخر؟ حيث أنها تقول: أن حالتها كانت قاصرة على تشنج في اليدين فقط، نسيت أن ألمح للطبيب أنها ما زالت تعاني من نفضة في الجسم، أو هزة كل عدة دقائق مساء فقط، أي في فترة النوم، فهل هذا مرض يحتاج للعلاج أيضاً أم أنه عرض سيزول؟ خصوصاً أنها تضطر للقيام في الليل لإرضاع الولد.
قرأت أن هناك نوعاً من الصرع متعلق بالنوم، أما هي فهي بحالة جيدة أثناء النهار، ولم تعاني من نوبات منذ تناولها العلاج، وترفض العلاج مرة أخرى بعدما أنهته، وفرحت لأنها أنتهت منه دون مشاكل بعد هذه الفترة الطويلة، فما مضاعفات المرض دون علاج؟
آمل أن تكون هذه نوبة طارئة، وإن كان العلاج ضروريا فهل هناك دواء أفضل بجرعة واحدة في اليوم، أو على شكل حقن على فترات، وما احتمال الشفاء في هذا الحال؟
مع الشكر.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Admn حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
نسأل الله تعالى لزوجتك الكريمة الصحة والعافية، ومبارك على المولود، ونسأل الله تعالى أن يجعله من الصالحين، وأن يجعله قُرَّةُ عينٍ لكما.
أخي الكريم: مرض الصرع قطعًا يكون انتكاسي في بعض الناس، والآن -الحمد لله تعالى- يمكن التحكُّم في مرض الصرع بنسبة 80%، وأهم شيء هو الالتزام بالدواء.
زوجتك الكريمة ما دام قد حدثت لها نوبة صرعية -ومن الواضح أنها نوبة كاملة حسب وصفك الدقيق- لا بد لها أن تكون تحت المتابعة الطبية، وأن تتناول الأدوية المنظِّمة لكهرباء الدماغ، حتى تجعل هذه البؤرة الصرعية كامنةٍ أو خامدة.
هذه -أخي الكريم- حقيقة لا بد أن تكون معلومة بالنسبة لك وبالنسبة لزوجتك الكريمة.
الأمر في غاية البساطة، هي -الحمدُ لله تعالى- أنعم الله عليها بنعمة العلاج، وحين كانت تتناول الدواء لم يكن لديها أي مشكلة.
أنا أتعاطف معها جدًّا، لأن الإنسان فعلاً يُصاب بالملل من تناول الأدوية، وأعتقد أن هذا هو الذي حدث لها، وأنت أيضًا -جزاك الله خيرًا- رأيت أنه من الأفضل أن تتوقف عن تناول الدواء، أعتقد أن هذه تجربة إيجابية، وربُّ ضارَّة نافعة.
الآن ما دامت حدثت لها نوبة فهذا يعني -وبصورة حتمية- أنها تحتاج لجرعة وقائية على الأقل من الدواء، فأرجو أن تكون هنالك متابعة مع الطبيب المختص.
بالنسبة لعقار (تربتال): حقيقة هذا مُسمَّى تجاري، وغير معروف لديَّ، لكن أعتقد أنه (كاربامازبين) والذي يُعرف باسم (تجراتول)، أما (دباكين) فاسمه (صوديوم بيربورات)، أعتقد أن الموصوف هذا هو التجراتول، أو ما يُعرف بكاربامازبين، وهذه جرعة علاجية كاملة، لكن تستحق المتابعة، أن يُفحص الدم الأبيض على الأقل خلال الثلاثة الأشهر الأولى، وكذلك وظائف الكبد، هذه مجرد متابعات طبية.
بالنسبة للدواء -يا أخي الكريم-: يُفرز منه جزء بسيط في الحليب، وأعتقد أن زوجتك لو لجأت للرضاعة الصناعية، ربما يكون هذا أفضل، وحتى لا تحسّ بنوع من الذنب حيال الطفل، لكن يمكن أن تستفسر من طبيبها المعالج الذي وصف لها هذا الدواء، حتى يطمئن قلبها، وقطعًا رأي الطبيب المختص أفضل من رأيي.
بالنسبة للصرع الليلي، أو الذي يأتي عند النوم: دائمًا هو من أخف أنواع الصرع.
بالنسبة لشدة هذه النوبة التي أتتها وأنها مقتربة من النوبات السابقة: هذا مفهوم، لأن التوقف عن الدواء يؤدي إلى ما نسمّيه (الصرع الارتدادي)، وهذا غالبًا يكون تشنجًا قويًّـا، حتى وإن طالت مدة التوقف عن الدواء، إلَّا أن تبعات التوقف قد تظهر في أي لحظة، فالسبب هو أنه أصلاً لديها بؤرة، والبؤرة الصرعية أصبحت نشطة، يُضاف إلى ذلك انسحاب الدواء من دمها، هذا الذي جعل هذه النوبة تكون شديدة.
أخي الكريم: قطعًا المرض له مضاعفات إذا حدثت نوبات، مضاعفات اجتماعية، ونفسية، وعقلية، وكل ذلك، فمن الأفضل لزوجتك الكريمة أن تستمر على الدواء، والأمر -إن شاء الله تعالى- فيه رحابة وفيه سعة، وإن استمرت دون أي نوبات لمدة ثلاثة سنوات بعد ذلك يمكن أن تفكّر مرة أخرى في التوقف التدريجي عن الدواء.
الدواء الذي يُسمَّى (تربتال) إذا كان هو التجراتول: يوجد نوع يُسمَّى (تجراتول CR)، هذا يمكن أن يُعطى جرعةٍ واحدة.
احتمالات الشفاء عالية وعالية جدًّا، وحين نتكلم عن الشفاء -أخي الكريم- نعني ألَّا تأتي للإنسان نوبات، وهي على دواء واحد، وتحسَّنت، هنالك أُناس يتناولون ثلاثة أو أربعة أدوية للصرع، وبالرغم من ذلك تجد استجابتهم العلاجية ليست على ما يُرام، -فالحمد لله تعالى- زوجتك تُعتبر في الفئة البسيطة، والتي استجابت للعلاج.
بارك الله فيك وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.