والدي يعاني من اللوكيميا والاكتئاب، فكيف أساعده؟
2017-10-25 00:48:02 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
والدي عمره 71 سنة، مريض بسرطان الدم -اللوكيميا-، ويتابع مع الطبيب، ولكن لديه مشاكل نفسية، والأبناء كذلك عدد منهم يستخدمون مضادات الاكتئاب.
والدي هو من الأصل حساس ودائما قلق وغير مرتاح وينتقد، ولكن بعد أن مرض بالسرطان منذ حوالي 11 سنة ساءت الحالة النفسية، وأصبح يعاني من ضيقة في الصدر.
وأحيانا يتحدث عن هموم الأبناء ويبكي بشدة، وأصبح حزينا، ودائماً يتكلم في الماضي ويعيد الذكريات، مثلاً يقول ذهبت إلى المستشفى وقال الطبيب كذا وفعل لي كذا وحصل لي كذ، ثم في اليوم الثاني يعيد نفس الكلام وهكذا يكرر، أو يتكلم عن أشياء عادية، مثلاً اليوم قمت من النوم وذهبت إلى الحمام وخرجت وأفطرت، ويطيل الكلام في أشياء تافهة، كذلك يكثر من الحديث عن مشاكل الأبناء.
قام الطبيب وهو غير متخصص بالطب النفسي بصرف عدة مضادات اكتئاب، حتى استقر الآن على سيبرالكس 10 مل نصف حبة يوميا، يعني يتناول 5 مل يومياً، وأنا أرى أنها جرعة قليلة جداً وغير مناسبة، رغم ذلك هو متحسن لكن ليس التحسن المطلوب.
أنا أستخدم إيفيكسور 150، ودوجماتيل 50 مل، والأمور النفسية طيبة، ولكني أريد التغيير بسبب الأعراض الجانبية مثل: كثرة النوم، الكسل والإجهاد السريع، زيادة الوزن، الجنس، أما الحالة النفسية فمستقرة، ولكن الوالد لديه ارتفاع في ضغط الدم، فلا أريد له الإيفيكسور لأنكم كما تعلمون قد يرفع الضغط، وكنت سأرفع جرعة السبرالكس إلى 20 مل، وأضيف 50 مل دوجماتيل، ولكن أردت استشارتكم قبل ذلك.
وفقكم الله.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك في الشبكة الإسلامية، نسأل الله تعالى العافية لكم ولنا ولجميع المسلمين.
بالنسبة لوالدك – حفظه الله – أعتقد أنه من واجب طبيب أمراض الدم أن يحوّله إلى طبيب نفسي ليقوم بتقييمه، هو في هذه السِّن ونسبة للمرض الذي يُعاني منه والأدوية التي يتناولها المضادة لسرطان الدم لها تأثيرات كثيرة جدًّا، وكثير من هذه الأدوية قد تؤدي إلى عسر في المزاج أو تؤدي إلى اكتئاب.
الوالد الآن – كما تفضلت – أنه ابتدأ يهتمّ بتفاصيل الأمور، وأنه يُكرر ما يقوله، هذا يتطلب أن يتمّ تقييمه أيضًا بواسطة الطبيب النفسي، لأن بدايات ضُعف الذاكرة قد تكون على هذه الشاكلة، فأعتقد تقييم ذاكرته يُعتبر مُهمًّا، وإعطاؤه العلاج المناسب لحالته يُعتبر أيضًا هامًّا.
وأنا أرى أن دواء السبرالكس دواء ممتاز حقيقة، دواء فاعل، دواء سليم جدًّا، لكن أفضل أن يكون إشرافه الطبي تحت طبيب النفس، والمتابعة دائمًا هي أفضل شيء في الطب، مهما كانت الحالة بسيطة أو شديدة فالمتابعة دائمًا فيها خير كثير جدًّا.
فإن شاء الله تعالى الوالد أموره سوف تترتَّب، والاستمرار على السبرالكس مع المتابعة مع الطبيب أعتقد أنها ستؤدي إلى استقرار كامل في حالته.
بالنسبة لك – أيها الفاضل الكريم -: ذكرتَ أنك تريد أن تنتقل من الإيفكسر والدوجماتيل إلى دواء آخر، إذا كنت مستقرًّا وأمورك طيبة أعتقد أن الاستمرار على نفس الدواء هو الأمر الأفضل، وتحاول أن تجتهد بأن تتناول الإفيكسر ليلاً، وأن تمارس الرياضة، وأن تتحكّم في نظامك الغذائي، هذا قطعًا سوف يؤدي إلى تحسُّنٍ كبيرٍ – أيها الفاضل الكريم - .
أما إذا كنت مُصِرًّا على تغيير الدواء، بمعنى أن تتوقف عن الإيفكسر وتنتقل إلى السبرالكس، فهذا يتطلب منك أن تكون حريصًا في سحب الإيفكسر بالتدريج، تجعل الجرعة خمسة وسبعين مليجرامًا يوميًا، وحين تُخفض الجرعة إلى خمسة وسبعين مليجرامًا ابدأ في تناول السبرالكس بجرعة عشرة مليجرامات مباشرة، ثم بعد مُضي شيءٍ انتقل إلى الإيفكسر 37.5 مليجرام يوميًا، واستمر على هذه الجرعة لمدة شهرٍ آخر، ثم توقف عن الإيفكسر توقفًا تامًّا، وارفع جرعة السبرالكس إلى عشرين مليجرامًا.
بهذه الكيفية سوف تتجنب بدرجة كبيرة الآثار الانسحابية للإيفكسر.
الدوجماتيل قد يكون لا حاجة له، لأنه بالفعل قد يفتح الشهية في بعض الأحيان، كما أنه قد يرفع من مستوى هرمون الحليب، مما يؤدي إلى صعوبات جنسية.
فدواء واحد، مع تدعيم العلاج الدوائي بالأسس العلاجية الأخرى: من ممارسة للرياضة، وترتيب الطعام، وحسن إدارة الوقت، هذه كلها مهمَّة جدًّا – يا أخي الكريم – وتُساعد في تطوير الصحة النفسية.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.