إطلاق العنان للنظر والافتتان بكل فتاة جميلة
2005-05-09 10:33:58 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مشكلتي أني كلما أرى فتاة جميلة أميل إليها وأحبها كثيراً، لدرجة أني أظل أفكر فيها ساعات متواصلة، ولا أشعر بالملل.
مع العلم أن ذلك لا يؤثر علي من الناحية الدينية، وعندما أرى فتاة أجمل منها أنساها وأتعلق بالفتاة الأجمل -سبحان الله!- هكذا بمجرد أن أنظر إلى أجمل منها، وتتعلق روحي بالفتاة الأخرى ولا أنساها إلا إذا رأيت فتاة أجمل.
كذلك استمر حالي، ولقد تعبت من هذا الشيء، ولم أجد له حلاً، وأنا أحب الله ورسوله، ولكن هذا الحب -حب البنات- يسيطر علي وعلى جسدي وعلى فكري. فما الحل لكي أتخلص مما أنا فيه، وكي لا أتعلق بفتاة جميلة أخرى إذا رأيتها؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ إحسان حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نسأل الله أن يقدر لك الخير، ويسدد خطاك، ويلهمنا جميعاً رشدنا، ويعيذنا من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا.
إن الإنسان إذا أطلق لبصره العنان أتعبته المناظر، ورأى ما لا صبر له عليه، وزادت حسراته، وكثرت آلامه، وقد أحسن من قال:
وإنك متى أرسلت طرفك رائداً لقلبك أتعبتك المناظر
رأيت الذي لا أنت عليه قادر ولا عن بعضه أنت صابر
ومن هنا تتجلى عظمة هذه الشريعة التي تأمرنا بغض البصر، وتجعل ذلك وسيلة لحفظ الفروج وطهارة النفوس، قال تعالى: (قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ ) [النور:30].
كل الحوادث مبدأها من النظر ومعظم النار من مستصغر الشر
كم نظرة فعلت في قلب صاحبها فعل السهام بلا قوس ولا وتر
يسر ناظره ما ضر خاطره لا مرحباً بسرور عاد بالضرر
وقال رسولنا صلى الله عليه وسلم لمن سأله عن نظر الفجأة: (اصرف بصرك، فإنما لك الأولى وليست لك الثانية)ـ أما أن يتعمد الإنسان النظر ويتفحص وجوه النساء ويعقد المقارنات بين الفتيات فهذا يضع نفسه على باب الغواية؛ لأن الشيطان يستشرف المرأة إذا خرجت ليفتنها ويفتن بها، والبصر هو أقرب الأبواب الموصلة إلى القلب.
النظر إلى النساء سهم مسموم، وإذا كان السهم مسموماً فإن ضرره يعم الجسد كله، ولا يقف عند موضع الإصابة؛ ولذا فقد كان اهتمام السلف بغض أبصارهم عظيماً، حتى قال ابن سيرين: (والله إني لأرى المرأة في المنام فأعلم أنها لا تحل لي فأغض بصري). ولم يكن عجيباً أن يكون ابن سيرين الذي زرق هذا الورع من أهل الفضل والذكاء والعلم والتأويل والفهم، وهذا محمد بن واسع وقد مرت به نسوة فأغمض عينه وأطرق جداً حتى قالت النساء: (نعوذ بالله من شر العمى)؛ ظناً منهن أنه أعمى.
وإذا لم يحفظ الإنسان بصره عوقب باضطراب النفس، وسلط الله على نسائه من ينظر إليهن، وحرم طمأنينة القلب، وكانت هذه المخالفة سبباً لعدم سعادته الأسرية مستقبلاً؛ لأنه عود نفسه التطلع إلى النساء، ولن يستطيع أن يتزوج من كل الجميلات، وقد يكون هذا التهاون سبباً في إصابته بالشرور، وقد يفقد بصره، كما ثبت ذلك في بعض الدراسات الحديثة. وهكذا يتجلى للناس في كل يوم تشرق فيه الشمس عظمة هذه الشريعة التي تقرر كل ما يصلح الإنسان ظاهراً وباطناً.
لا إله إلا الله! كم فقدنا من سعادة وراحة عندما أصبحت المرأة تزاحم الرجال في كل مكان، وهي بكامل زينتها وبدون حياء، وقد بدأ أعداء الإسلام يشعرون بخطورة الاختلاط عليهم من الناحية النفسية والأمنية والاجتماعية والاقتصادية، وقد بدأت أصوات العقلاء ترتفع منادية بضرورة إبعاد النساء عن الرجال، وذلك بعد أن تفشت فيهم الأمراض الفاتكة، وهاهم يحاولن إنشاء الجامعات التي تمنع الاختلاط، ولست أدري متى ندرك نحن ذلك؟
أرجو أن تشغل نفسك بالأشياء المفيدة، واجتهد في غض البصر، وإذا تذكرت فتاة جميلة فتذكر ما قد يكون فيها من عيوب، فإن نعم الله مقسمة، والجمال نسبي.
والمؤمن يحب الله أولاً، ويحب رسوله، ويحب أهل الإيمان والصلاح، ودعوى الحب لله تحتاج لبرهان يصدقها، وقد ابتلى الله من زعم أنه يحب الله بقوله تعالى: (( قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي ))[آل عمران:31]. فاحرص على اتباع الرسول الذي علمنا أن أفضل صفوف الرجال هو أبعدها عن النساء، واحرص على الابتعاد عن أماكن وجود النساء، وتوجه إلى الله بالدعاء؛ فإنه يجيب المضطر إذا دعاه.
والله ولي التوفيق والسداد.