أعيش في هم وحزن وخوف على ولدي وزوجي.. مدوا لي يد العون
2017-07-13 03:35:25 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
أولا: ما هو الوقت المناسب للفطام؟
ثانيا: دكتور محمد عبد العليم جزاك الله كل خير، كنت قد وصفت لي دواء للاكتئاب مودابكس 50، ولكني لم أستمر سوى أقل من شهر نظراً للزواج واحتمالية الحمل، وقد كان بفضل الله، ولم أشعر بالتحسن.
وها أنا الآن مرضع، ولكن نفسيتي سيئة جداً، والأمور تزداد، وتتمثل في:
1-الحزن المستمر بسبب أو بدون سبب لدرجة أني أشعر بكتمة وخنقة، وتأنيب ضمير ينغص عليّ حياتي على أمور مضت.
3-انشغال الفكر الدائم بالهم والحزن الذي أعيشه، ولا أستطيع السيطرة عليه.
4-ذاكرتي صارت لا تستقبل المذاكرة ولا الحفظ، بل قد نسيت ما أحفظ من القرآن والعلم بشكل عام وصارت معلوماتي مشوشة.
5-الخوف على ولدي، فأنا أخاف من الخروج به من كثرة ما نسمع من الخطف -لا قدر الله-.
وأخاف من أشياء كثيرة على ولدي وزوجي وأمي ونفسي وأحبابي عموما.
6-الوساوس، وأحب أن أؤكد عدم استطاعتي للذهاب إلى الأطباء النفسيين، لعدم استطاعتي إخبار زوجي، ولا أقدر على الذهاب من دون علمه، وأيضا بسبب التكلفة المادية العالية.
أيضا أنا أرضع طفلي رضاعة طبيعية، فهل من علاج مناسب، أم علي الانتظار بعد الفطام؟ وإذا وجد فما هي الجرعة وإلى أي مدة؟
آسفة على الإطالة، ولكن تكفيك دعوات بظهر الغيب، وأيضا من أغاث مسلما أغاثه الله.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ رحمة محمد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
الوقت المناسب للفطام: الرضاعة الطبيعية هي الأفضل بالنسبة للطفل، والمدة الكاملة لمن أراد أن يتم الرضاعة هي عامين كما أخبرنا المولى عز وجل في كتابه العزيز، لكن كما قال المولى سبحانه: (لمن أراد أن يتم الرضاعة)، وبالتالي يمكن أن تقل المدة عن عامين تبعا لظروف الأسرة والأم.
في الغالب أنصح الأمهات على الأقل بالانتظام في الرضاعة الطبيعية حتى عام ونصف، وبعدها لمن أراد أن يتم العامين، فهو خير، ومن أراد أن يوقف الرضاعة، فلا بأس تبعا لظروف الأم، لكن أحيانا تكون هناك ظروف استثنائية مثل حمل الأم أثناء فترة الرضاعة، ونسمح باستمرار الرضاعة الطبيعية خلال الخمسة أشهر الأولى من الحمل، ثم نضطر لإيقافها.
أيضا هناك بعض الأدوية تتعارض تماما، مع الرضاعة الطبيعية مثل بعض الأدوية النفسية، وإن احتاجتها الأم بشدة فتتوقف عن الرضاعة الطبيعية، وتستبدلها بالرضاعة الصناعية.
هذا والله الموفق.
++++++++++++++++++++
انتهت إجابة د. حاتم حمدي الكاتب استشاري طب الأطفال وحديثي الولادة
وتليها إجابة د. محمد عبد العليم استشاري أول الطب النفسي وطب الإدمان:
++++++++++++++++++++
نرحب بك في الشبكة الإسلامية، ونسأل الله تعالى أن يحفظ ابنك وزوجك وكل مَن تُحبين.
أنت قطعًا لديك مخاوف قلقية، ولديك شيء من العسر المزاجي، لم يصل الحمد لله تعالى إلى مرحلة الاكتئاب الشديد أو المطبق، لكن هنالك بوادر اكتئابية.
الأمور السلبية في الحياة تُعالج بما يُقابلها بما هو إيجابي، إذا كان الفكر فكرًا سلبيًا يجب أن نبني فكرًا إيجابيًا، إذا كانت المشاعر سلبية فالإنسان يجب أن يسعى دائمًا أن تكون مشاعره إيجابية، وإذا كانت الأفعال سلبية أيضًا يجب أن تكون أفعالنا إيجابية، من هنا أتى السياق القرآني العظيم: {إن الله لا يغير ما بقومٍ حتى يغيروا ما بأنفسهم}.
فبشيء من الجهد والتوكل والإصرار يستطيع الإنسان أن يُغيِّر فكره ومشاعره وأفعاله.
وأنت لديك أشياء طيبة في الحياة، يجب أن تكون هي المنطلق الذي تعتمد عليه أفكارك الإيجابية وكذلك أفعالك ومشاعرك، والتي أنصحك بالحرص على أن تُبدِّلي ما هو سلبي بما هو إيجابي أيتها الفاضلة الكريمة.
العلاج الدوائي قطعًا أنت في حاجة إليه، وسيظل الزولفت أو الذي يُعرف علميًا باسم (سيرترالين) هو الدواء الأفضل والأسلم، حتى في وقت الرضاعة.
ما دمتِ لا تستطيعين التواصل مع طبيب نفسي، فأرجو أن تبدئي في تناول السيرترالين بجرعة خمسة وعشرين مليجرامًا ليلاً لمدة أسبوعين، ثم اجعليها حبة واحدة ليلاً لمدة ستة أشهر، وهذه ليست مدة طويلة، ثم خفضي الجرعة إلى خمسة وعشرين مليجرامًا – أي نصف حبة – ليلاً لمدة أسبوعين، ثم نصف حبة يومًا بعد يومٍ لمدة أسبوعين، ثم توقفي عن تناول الدواء.
أنا أرى أن العلاج الدوائي سيكون مفيدًا جدًّا لك، وبفضلٍ من الله تعالى هذا دواء سليم، ولا يؤثِّر على الطفل، وفي ذات الوقت غير إدماني وغير تعودي، أضف إلى ذلك أن الجرعة التي وصفناها لك أصلاً هي صغيرة.
احرصي على صلواتك في وقتها، وتلاوة شيء من القرآن، الإنسان يحتاج لوردٍ قُرآني كما تَرِد الإبل الماء فيجب أن يَرِدَ الإنسان القرآن، وعليك بالدعاء، والحرص على أذكار الصباح والمساء، وأن تُحسني إدارة الوقت، وأن يكون لك تواصل اجتماعي إيجابي... هذا كله يجعلك -إن شاء الله- تحسِّين أنك في أمانٍ واطمئنانٍ.
أسأل الله تعالى أن يحفظ ابنك وزوجك، ويجب أن تكون قناعاتك بالدواء قناعات لا شكوك حولها.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.