كيف أجعل ابنتي تتخلص من خجلها المفرط؟
2017-06-18 01:40:30 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
ابنتي عمرها 5 سنوات، خجولة جدا لدرجة أنها لا تحب المديح، وتغار من أخيها الأصغر - 3 سنوات- وتضربه وتعضه، ثم تشعر بالندم وتضرب نفسها، وتطلب مني أن أضربها، علما أنها تتعرض للضرب في المدرسة وتضرب، وأيضا تتبول في ملابسها خجلا، وتبكي كثيرا.
عندما أقول لها تعبت من بكائك، تقول: اذبحيني بالسكين، لا أعرف كيف أتصرف معها؟ صرت أضربها وأعنفها لأني تعبت منها، حتى صارت تخاف وترتعش مني.
عملنا لها اشتراكا في النادي، لكنها ترفض لعب الجمباز إلا وأنا معها، ولا تلعب مع المدرب، بل أقوم أنا بتوجيهها لعمل نفس حركات المدرب، وحتى عندما يمدحها تخفي وجهها في ملابسي.
أفيدوني ماذا أفعل؟ خاصة وأن أخاها أصبح يقلدها.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ..... حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
شكرا لك على الكتابة إلينا ومعذرة على التأخر بالجواب.
من الواضح أن أمر هذه الطفلة مقلق، لأن خجلها وتعلقها بك وتصرفاتها مع نفسها أولا قبل أخيها، أكثر مما نشاهده عادة عند معظم الأطفال من الحياء والخجل.
ومن الواضح أيضا أن هذه الطفلة لا تشعر بالاطمئنان والسكينة، مما يجعلنا نسأل أنفسنا عن السبب، لأن قلق الطفل وخجله الزائد في الغالب إنما هو عرض لأمر آخر، مما يفيد أن تفكروا قليلا وتتحروا بعض الأمور.
ومن الاحتمالات الممكنة، وأنا أستعرضها هنا ليس لأنها موجودة بالضرورة وإنما يفيد أن نذكرها لنطمئن أننا على وعي كامل ولم يغب عنا بعض أجزاء الصورة.
هل هناك خلافات شديدة داخل الأسرة، كأن تكون بين الوالدين؟ فهذا يمكن أن يفسر قلق الطفلة وخوفها وخجلها الشديدين؟ أو هل هناك مشكلات معينة تعيشها الطفلة سواء داخل الأسرة أو خارجها؟
هل نحن على يقين بأن هذه الطفلة لم تتعرض لشيء مؤذ كالضرب أو الإيذاء أو التحرش بشكل من الأشكال؟ فهذا أيضا يمكن أن تكون له أعراض مشابهة لما وصفت في السؤال.
وأخيرا هل جوانب نمو الطفلة وتطورها الحركي والبدني والنفسي كلها طبيعية كغيرها من الأطفال ممن هو في عمرها، أم أن هناك بعض التأخر في هذا النمو؟
وأقترح لحل هذه الصعوبات ثلاثة أمور:
الأول: التأكد من أن الطفلة لا تعيش حالة قلق من مشكلات وصعوبات أسرية أو اجتماعية، والتأكد من أنها ليست ضحية سوء معاملة من أحد ما.
وثانيا: عرض الطفلة على طبيب أطفال ليقوم بالفحص الشامل، والتأكد من سلامة الطفلة وصحتها العامة، ونموّها النفسي والحركي.
وأخيرا: وبغض النظر عما كانت نتائج الأمرين السابقين، فإن مما يعين الطفلة كثيرا أن لا تعيّروها بخجلها وقلقها، وإنما تعاملوها بشكل طبيعي، وأيضا أن تقتربوا منها وتقضوا معها وقتا إيجابيا باللعب والحديث، مما يبدأ يبني ثقتها في نفسها، ويقلل من خجلها، ومن الضروري هنا أن تتيحوا لها بعض الحرية في اختيار اللبس أو الأعمال أو الألعاب، فهذا يعزز عندها كثيرا ثقتها في نفسها وبشكل كبير، وبعد مدة من الزمن ستبدأ تخرج من "القوقعة" وتبدأ تتلمس طريقها في هذه الحياة، مع القليل من القلق والخجل.
وفقكم الله، وحفظ طفلتكم من أي سوء.