أعاني من رهبة عند الإلقاء، وأريد علاجا يخلصني من هذه الحالة؟
2017-06-01 02:33:49 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم..
جزاكم الله خيرا على هذا الموقع الطيب، أسأل الله أن ينفع به ويجعله شافعا لكم.
أنا طالب جامعي، عندي تقديم عرض جامعي على لجنة علمية وحضور، وفي الواقع عندي مشكلة تتلخص في الرهاب الاجتماعي ومقابلة الناس، وفي بعض الأحيان حتى الأشخاص، والأعراض التي تبدو علي هي: سرعة شديدة في ضربات القلب، وارتعاش اليدين والرأس والركبتين، والتلعثم، وجفاف الفم، وعدم التركيز، وعدم السيطرة على ملامح وجهي، أريد علاجا سريع المفعول يخفف الأعراض أو يبعدها من أجل تقديم العرض لأنه قريب جدا، كما أريد علاجا عاما، عسى الله أن ينفع به ويجزيكم خير الجزاء.
أنا طالب ذكي وجيد في مجالي، والكل قد وضع آماله علي، لكن للأسف مع هذه المشكلة دائما ما أُخيب أمالهم.
تقبلوا تحياتي وتقديري.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الرحمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أرحب بك في الشبكة الإسلامية، وتقبل الله صيامكم وطاعتكم.
أولا: أنا لا أعتقد أنك تعاني من الرهاب الاجتماعي حسبما هو مفهوم وبالمعايير التشخيصية المعروفة لدى الأطباء النفسيين، أنت تعاني مما يسمى بقلق الأداء أو قلق المواجهة، وهذا ليس مرضا وبالفعل نجدها أي هذه الظاهرة عند الجيدين وعند المتميزين من الطلاب.
وأريد أن أؤكد لك حقائق مهمة:
أولاً: القلق ليس كله سيئًا؛ فالذي لا يقلق لا ينجح القلق هو الذي يحركنا، هو الذي يجعلنا نركز، هو الذي يجعلنا نتفاعل، هو الذي يجعلنا ننجز، لكن قطعاً إذا زاد عن المعدل يؤدي إلى ضرر.
ثانياً: من المهم جداً أن تغير مفهومك حول أدائك، أنت إنسان متميز وجيد وأنا أؤكد لك أن ما تحس به من مشاعر عند تقديم العرض، وأقصد بذلك تسارع ضربات القلب، أو ما يتهيأ لك أنه تلعثم أو رجفة هذا مبالغ فيه أي ما يحدث لك قد يحدث لكن بشكل بسيط ولا يكون ملاحظا لدى الآخرين، هذه حقيقة مثبتة، والعملية عملية فسيولوجية بحتة، حين يواجه الإنسان الأسد مثلاً أمامه خياران إما أن يقاتل هذا الأسد أو يهرب منه، وفي كلتا الحالتين يقوم الجسم بإعداد نفسه من خلال إفراز مادة الأدرينالين، وهذه تؤدي إلى تسارع في ضربات القلب، مما يزيد من كمية ضخ الدم في العضلات لتهيئ الإنسان للهرب أو القتال، وحين يتدفق الدم يتدفق الأوكسجين يتقوى الجسم، فالعملية فسيولوجية بحتة وليس أكثر من ذلك، ودائماً يكون الخوف في البدايات، وبعد ذلك يتلاشى ويتحول إلى أداء إيجابي جداً، فأرجو أن تطمئن وأرجو أن تصحح مفاهيمك.
ثالثاً: على المدى البعيد أنت لا بد أن تعرض نفسك؛ لأن التعريض هو المبدأ العلاج الأساسي، عرض نفسك في الخيال، عرض نفسك في الواقع، أي تصور أنك تقدم عروضا تقدم محاضرات، كيفية القيام بها، هيئ نفسك لذلك من الناحية النفسية والاجتماعية، وضع هذه الصورة الذهنية دائماً، ويجب أن تكون مدة الخيال يومياً لمدة ربع ساعة على الأقل، وفي ذات الوقت حاول أن تقتنص الفرص وتستفيد منها متى ما وجدت فرصة لتقديم شيء، أو مشاركة في محاضرات وفي ندوات، وفي الدروس الدينية في المساجد، متى ما وجدت فرصة لذلك أرجو أن تكون لديك مشاركة هذا مهم جداً.
رابعاً: التمارين الرياضية والاسترخائية وجدناها أيضاً مفيدة ومفيدة جداً.
خامساً: تطوير المهارات الاجتماعية البسيطة مثل أن تنظر إلى الناس في وجوههم، واعرف أن تبسمك في وجه أخيك صدقة، وتكون صاحب مبادرات وأن تبدأ بالسلام دائماً، وحين يحيك أحد تحيه بتحية أفضل منها وهكذا، هذه كلها مهارات اجتماعية ممتازة وجيدة، وحاول أن تتجنب اللغة الحركية لا تكثر من لغة الأيادي والجسم؛ لأنها تعطل اللغة التخاطبية في بعض الأحيان.
بالنسبة للعلاج الدوائي: توجد أدوية كثيرة على المدى البعيد الأدوية المضاد لقلق المخاوف تساعد، مثلاً زوالفت والذي يعرف باسم سيرترالين تناوله بجرعة 25 مليجرام أي نصف حبة ليلاً لمدة أسبوعين ثم تجعلها حبة واحدة ليلاً لمدة 4 أشهر ثم نصف حبة ليلاً لمدة شهر ثم نصف حبة يوم بعد يوم لمدة شهر آخر ثم تتوقف عن تناوله، أما على المدى القصير الدوائي الإسعافي هو الأندرال والذي يسمى بروبراننول، تتناوله بجرعة 10 مليجرام صباح ومساء قبل العرض بثلاثة أيام، ثم في يوم العرض تتناوله بجرعة 20 مليجرام ساعتين قبل العرض، وبعد العرض تناوله أيضاً بجرعة 10 مليجرام لمدة يومين ثم تتوقف عن تناوله.
هو دواء سليم وفاعل ومفيد إن شاء الله تعالى، والتمارين الاسترخائية أيضاً قبل العرض جيدة خاصة تمارين التنفس التدرجي وهي موجودة على الإنترنت.
بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، وبالله التوفيق والسداد.