زوجتي لا تريد العودة إلا إذا وافقت على خلعها للنقاب

2017-05-17 02:03:56 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم

يا شيخ زوجتي خلعت النقاب بدون إذني ولا علمي ولا موافقتي، وذهبت إلى دار أبيها دون رضاي، وهي الآن عنده أكثر من شهر، ولا تريد أن ترجع إلا إذا وافقت على نزعها للنقاب.

أرشدني ماذا أفعل؟


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فلا بد أن تبحث عن الأسباب التي أدت إلى خلعها للنقاب، هل عدم قناعتها بلبسه؟ أو بسبب رفيقاتها السيئات؟ أم غير ذلك من الأسباب؟ ولذلك يقال: (إذا عرف السبب بطل العجب وأمكن بإذن الله إصلاح العطب).

الحوار الهادئ والبناء في الوقت والمكان المناسبين سيوصلكما إلى الحل الذي يرضيكما بإذن الله تعالى.

في نظري أن من أسباب تركها للنقاب ضعف إيمانها؛ فقوة الإيمان تورث مراقبة الله تعالى وحبه والامتثال لأمره وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم؛ وضعف الإيمان يوقع صاحبه في كثير من المخالفات الشرعية.

لا تبتعد عنها؛ بل زرها في بيت والدها؛ واجلس معها، واطلب منها أن تكتب لك من وجهة نظرها الحلول التي تراها للخروج من هذه المشكلة، والخلاف الدائر بينكما، وضع لها بعض الأسئلة مثل هل ستضحين ببيتك وزوجك وأبنائك إن كان عندها أبناء من أجل هذه المسألة؟ وتتسببين في هدم بيتك إن لم يوافق زوجك؟

كن على يقين أن ما حل بك إنما هو ابتلاء من الله تعالى قد يكون بسبب ذنب ارتكبته قديما أو حديثا ونسيت أن تتوب منه، وأنا هنا لا أتهمك بشيء، ولكن من باب محاسبة النفس، وكلنا أصحاب ذنوب، ففتش في صفحات حياتك فلعلك تتذكر ذنبا، فإن وجدت فبادر بالتوبة والاستغفار، واستغفر الله استغفارا عاما من كل ذنب، فإنه ما نزل بلاء إلا بذنب، وما رفع إلا بتوبة، والله تعالى يقول: (وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ).

قد يكون هذا الأمر ابتلاء من الله لينظر ثباتك وحسن تصرفك يقول تعالى: (وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً ۖ وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ).

كن متأنيا في كل أمورك، واحذر من العجلة ففي التأني السلامة وفي العجل الندامة، ونبينا عليه الصلاة والسلام يقول: (التأني من الله والعجلة من الشيطان) فلا تتخذ أي قرار إلا بعد أن تنظر وتقارن بين المصالح والمفاسد.

إذا أمر الزوج زوجته بطاعة مستحبة أو مختلف في حكمها بين الاستحباب والوجوب صارت في حقها واجبة طاعة لزوجها، وتلك من صفات المرأة الصالحة، كما قال عليه الصلاة والسلام: (إن خير ما يكتنزه المسلم المرأة الصالحة إن أمرها أطاعته وإن غاب عنها حفظته في نفسها وماله).
خروج المرأة أو ذهابها إلى بيت والدها والبقاء فيه دون إذن من الزوج ورفض الرجوع يعد نشوزا تسقط به نفقتها شرعا.

اقترب من والديها، وقدم لهما بعض الهدايا الرمزية، فالهدية لها وقعها في القلب، فهي تجلب المحبة كما قال عليه الصلاة والسلام: (تهادوا تحابوا) وتحاور معهما واطلب منهما أن ينصحاها حفاظا على بيتها أن ينهدم.

إن لم يقبلا ذلك أو لم ينفع نصحهما فوسط لها إخوانها وأخواتها والمقربين من صديقاتها الصالحات واطلب منهم أن يقوموا بنصحها فلعل الله يجري الخير على أيديهم، فمن الناس من جعلهم الله مفاتيح للخير مغاليق للشر.

لعلك تدرك أن لبس النقاب مختلف في حكمه بين أهل العلم، فمنهم من يرى جواز ذلك ما لم يكن في وجه المرأة شيء من مساحيق الزينة، والذي أنصحك به إن أصرت على ذلك أو الطلاق هو أن تقول لها أنا لست راضيا بذلك وتحملي إثمك بين يدي الله ولن أجبرك على لبسه، وتطلب منها العودة إلى بيتها، مع التأكيد عليها ألا تضع أي مسحوق من مساحيق الزينة على وجهها في حال خروجها، وبين لها أنك لن تخرج معها ما دامت كاشفة وجهها، وعليك الاستمرار في نصحها وتوجيهها ما بين الحين والآخر برفق ولين، مستغلا صفاء ذهنها والمناسبات التي ترى أنها تكون فيها أكثر قابلية للنصح والاجتهاد في تقوية إيمانها من خلال المحافظة على أداء الفرائض والإكثار من النوافل.

اكتشف نقاط ضعفها، وعالجها من خلالها بحيث تمتنع عما تحب من باب الضغط عليها كي تطيعك فيما تحب إن أحبت أن تنفذ لها ما تحب من باب المشاكلة في العقاب.

أكثر من الدعاء، وألح على ربك أن يقذف الإيمان في قلبها، وأن يوفقها للالتزام بالحجاب الشرعي، ويجنبها من يشوش ذهنها بالشبه، ويزين لها الوقوع في المخالفات الشرعية وأكثر من دعاء ذي النون فما دعا به أحد في شيء إلا استجاب الله له يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (دعوة ذي النون، إذ دعا وهو في بطن الحوت: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين؛ فإنه لم يدع بها رجل مسلم في شيء قط إلا استجاب الله له).

الزم الاستغفار، وأكثر من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم؛ فذلك من أسباب تفريج الهموم كما قال عليه الصلاة والسلام: (من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا)، وقال لمن قال له أجعل لك صلاتي كلها: (إذا تكف همك ويغفر ذنبك).

نسعد بتواصلك، ونسأل الله تعالى أن يصلح زوجك، وأن يلهمها رشدها، ويقذف في قلبها حبك وطاعتك إنه سميع مجيب.

www.islamweb.net