أخشى أن يكون انتفاخ الغدة الليمفاوية ورمًا سرطانيًا، ساعدوني.
2017-04-25 03:33:18 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا إنسان موسوس وأخاف كثيراً، وقد بدأت حالتي منذ تشخيصي بالتضيق في مجرى البول، ثم ارتداد بالمريء ونواسير شرجية، ثم التهابات متعددة في القرنية والأنف والمريء وغيره.
قبل أربع سنوات راجعت الطبيب العام وتبين أن الغدد الليمفاوية في رقبتي منتفخة، ولكن بلا ألم، وأخذ عينة لفحصها في مختبر الأنسجة.
ذهبت إلى طبيب دم وأورام، وفحصني سريريا، فطلب مني تصوير الرقبة إشعاعيا، وقد تم ذلك بوضع سائل ملون في الوريد قبل التصوير، وبعد اطلاع الطبيب على الصورة والتقرير، أخبرني أن التضخم بسيط، ولا يستدعي القلق، فراجعت عدة أطباء، كان لهم نفس الرأي، فارتحت للأمر.
قبل أسبوعين أصيبت زميلتي بتورم الغدة الليمفاوية، فعادت إلي الوساوس، وبدأت أتحسس الغدة في رقبتي، وكانت أكبر قليلا من السابق قبل أربع سنوات، وصارت تتحرك عند ملامستها، وهي بيضاوية، فخفت من الوضع.
الرجاء إفادتي، ما العمل؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Mohammad حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أحب أن أخبرك فيما يتعلق بالغدد الليمفاوية في الرقبة أو أي مكان آخر أن كل الناس أو معظمهم على وجه الدقة: أنا وأنت والأحباب في موقع الشبكة الإسلامية ومعظم الناس، لديهم بعض الغدد الليمفاوية سواء في زاوية الفك أو خلف الأذن أو في الإبط أو أعلى الفخذ، وهذه وتلك لها علاقة بالالتهاب المتكرر في تلك الأماكن.
حيث أن الغدد الليمفاوية والأوعية الليمفاوية تمثل جزء مهما من الدورة الدموية لإعادة رشح الخلايا، أو مادة الليمف، من جميع خلايا الجسم إلى الدورة الدموية، كأنها تمثل شبكة الصرف الصحي في جسم الإنسان إلى أن تصل إلى وريد قرب القلب لتصب في الدورة الدموية، لكي تأخذ دورتها في الجسم مرة أخرى، ولكل عضو من أعضاء الجسم الأوعية والغدد الليمفاوية الخاصة به, تأخذ سوائله المرتشحة وتعود بها إلى القلب.
ومن هنا إذا التهب الفك والأسنان واللثة أو الأذن، فإن هذه الغدد في زاوية الفك وخلف الأذن تلتهب أيضًا؛ لأن الميكروب وصلها مع السوائل القادمة من المنطقة الملتهبة, وإذا التهبت فروة الرأس حول الأذن أو التهبت الأذن الخارجية أو الوسطى، نجد أن الغدد الليمفاوية خلف الأذن تلتهب وتكبر عن حجها الأصلي، وتتحول من حجم حبة العدس وهو الحجم الطبيعي غير المحسوس إلى حجم حبة الحمص أو البازلاء، ومع تكرار الالتهاب لا تعود تلك الغدد إلى حجمها الأصلي، بل تظل في الحجم الجديد، ولا قلق من ذلك ولا ضرر ولا تتحول إلى أورام كما تظن.
وهكذا كل منطقة من مناطق الجسم إذا حدث بها التهاب، فإن الغدد والأوعية الليمفاوية الملحقة بها تلتهب أيضا، ومع العلاج يشفى العضو الملتهب, وتشفى معه الغدد الملتهبة, إلا أن الغدد مع تكرار الالتهاب وشفائه لا تعود إلى حجمها الأصلي السابق كما قلنا, ولكن يكبر الحجم تدريجيًا، حتى تصل إلى حجم محسوس مثل حجم حبة الحمص أو الفول الصغيرة، وليس منها خطورة, طالما أنها غير منتشرة في أماكن كثيرة في نفس الوقت.
وحتى تطمئن: فإن سرطان الغدد الليمفاوية له نوعان هما هودجيكن Hodgkin lymphoma ولاهودجيكن non-Hodgkin lymphoma ومن السهولة استبعاد الإصابة بسرطان الغدد الليمفاوية عن طريق فحص صورة الدم CBC، لأن سرطان الغدد الليمفاوية يسيطر على النخاع العظمي، وهو مصنع كرات الدم البيضاء وكرات الدم الحمراء والصفائح الدموية، ولذلك نجد مريض الليمفوما يعاني من فقر الدم، ويعاني من انخفاض في الصفائح الدموية وكرات الدم البيضاء، مع زيادة في عدد خلايا lymphocytes زيادة كبيرة.
وبالتالي إذا وجدت صورة الدم لديك طبيعية، فلك أن تنسى هذا الموضوع، ولا تفكر فيه، وبالطبع هناك بعض الفحوصات التي تنفي أو تثبت الإصابة بسرطان الدم، مثل خزعة النخاع العظمي Bone marrow biopsy والأشعة المقطعية (CT) scans وأشعة الرنين MRI إذا رغبت في تكملة مشوار الوسوسة، ولا أجدك في حاجة إلى مثل تلك الفحوصات -إن شاء الله-.
وفقك الله لما فيه الخير.