أعاني من الدوخة والشرود الذهني عند الجلوس وحيدا للمذاكرة.
2017-04-16 00:54:25 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
جزاكم الله خيرا على كل ما تقدمونه، وجعله ربي في ميزان حسناتكم.
في الفترة الأخيرة أصبحت أشعر بالدوخة أو عدم الاتزان كما يقال، فحصت ضغط الدم، وأجريت تحليل الدم، وكل شيء سليم، أشعر بالدوار عند الجلوس وحيدا عندما أكون في البيت وفي وقت التفكير والمذاكرة، وذلك منذ شهر، وقد أثر الأمر على مستواي المدرسي، لست متفوقا كما كنت سابقا، وأصبحت أخاف من الاختبارات، وتغيرت على أصحابي فجأة، أكره كل شخص يشتمني حتى لو كان مازحا، صرت كثير النسيان، وتذهب الدوخة عند ممارسة الرياضة.
زرت الطبيب العام، وقال: إن ما أعانيه بسبب القولون العصبي، وكتب لي حبوب ديستبالين ريتارد، فهل القولون العصبي يسبب الدوخة والتوتر والقلق، ويؤثر في المستوى الدراسي؟
وشكرا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ khaled حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مع سلامة فحص الدم، وعدم وجود انخفاض أو ارتفاع في ضغط الدم، ومع اختفاء الدوخة والدوار أثناء ممارسة الرياضة، نرى أنك لا تعاني من مرض عضوي مثل الاضطرابات السمعية والبصرية، وفقر الدم، ولكن المسألة في الغالب أمر متعلق بالشرود الذهني، خصوصا وهذه الدوخة والدوار تحدث عندما تكون وحيدا في البيت، ولا تحدث أثناء ممارسة الرياضة.
والشرود الذهني يعني الانشغال في أمور أخرى لا تمت بصلة إلى الواقع، وهو شائع بين الطلاب، ووجود بيئة غير مريحة تدفع إلى التشتت والشرود، مثل كثرة الضوضاء، والموسيقى، والمقعد غير المريح، وضيق المكان، والروائح غير المستحبة، والترتيب غير المناسب لغرفة الدراسة، وشدة الحر أو شدة البرد، والإضاءة الضعيفة، وصوت التليفزيون.
وقد يؤدي الشرود الذهني إلى الوقوع ضحية الأوهام والخيالات غير الواقعية، وإلى الوقوع في مشاكل عائلية أو اجتماعية أو مالية أو عاطفية، وإلى اضطرابات النوم، والتي تفوت على صاحبها الحصول على النوم العميق الذي يعتبـــر مهماً جداً من أجل استعادة خلايا المخ لكامل نشاطها المعتاد، مما قد يؤدي إلى عدم التركيز في الدراسة، وتدني المستوى، وقد يؤدي إلى بعض الأمراض النفسية، مثل: القلق والاكتئاب والضغوط النفسية بمختلف أشكالها.
ومما يساعد على التخلص من الشرود الذهني، الحصول على قدر كاف من النوم، وممارسة الرياضة البدنية، وتحديد أهداف واقعية قابلة للتطبيق، وعدم الانشغال بالأمور التي تؤدي إلى ضياع الوقت، مثل الانشغال بالجوال، مع الحرص على إقامة الصلاة في وقتها، لأن ذلك يعتبر مفتاح النجاح، وأنك لن تؤجل الأعمال المهمة في حياتك لوقت آخر، ولن تجد أهم من الصلاة لتؤديها في وقتها.
ومسألة الشرود الذهني والنسيان تحتاج إلى تنظيم الغذاء، وتناول أطعمة تحتوي على مواد مضادة للأكسدة، مثل: الفواكه السوداء، وعصائر البرتقال والليمون الطازجة، والتي تحتوي على فيتامين (C)، بالإضافة إلى تناول كبسولات اوميجا 3، والإكثار من تناول أسماك السردين والماكريل والسالمون، التي تحتوي على اوميجا 3، مع تناول الحبوب مثل: الشوفان الغني بفيتامين (ب) المركب، ولا مانع من تناول كبسولات رويال جيلي، وكبسولات فيتامين (د) الأسبوعية.
والتكرار والقراءة الكثيرة تساعد على الحفظ والفهم، بالإضافة إلى تدريبات يمكن القيام بها لتقوية الذاكرة، مثل: التركيز على صورة معينة، ومحاولة معرفة كل تفاصيلها، مثل أشكالها وألوانها وظلالها، وبعد ذلك أبعدي الصورة من أمامك، وحاولي تذكر كل التفاصيل التي شاهدتيها في الصورة قبل ذلك، مع إعادة ذلك التمرين عدة مرات وهو تمرين جيد.
وهناك تمرين آخر، وهو عملية العد العكسي من رقم 100 إلى 1، وكلما تم الاختبار بسرعة، كلما كان أفضل لتقوية الذاكرة، وهناك أيضا العمليات الحسابية الشفوية من الجمع والطرح والضرب والقسمة، وبشكل سريع، وكلما أسرعت في الإجابة على تلك العمليات الحسابية كلما تم تقوية الذاكرة.
وفقك الله لما فيه الخير.