كلما تقدم خاطب لقريبتي أو لأخواتها تعرقل الموضوع ولم يحصل نصيب، فما السبب؟
2017-04-03 01:52:14 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم..
أود أستشيركم بخصوص تعرقل موضوع زواج قريبتي، فكلما تقدم أحد لخطبتها أو لأخواتها يتعرقل الموضوع لدرجة أنه يصل إلى المحكمة، كما أن أخاها تنتابه ضيقة شديدة في صدره ولا يرتاح حتى يفشل الموضوع.
كما أنهم لا يستطيعون الخروج من بيتهم أو حتى بيعه، ويخشون أن هناك من عمل لهم سحرا، فحالهم متوقف، وكلما أرادوا إحضار شيخ فإنه تحصل من العوائق ما تمنعهم من إحضاره، فبماذا تنصحونهم؟ ولمن يلجؤون؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الكريم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فليس كل شيء يحصل في حياة الإنسان يكون مرده إلى السحر أو الحسد، ولكن ثمة أسباب أخرى منها: أن يكون قد أصابته دعوة قد تكون من قريب أو بعيد لا يعلم ما سببها.
وعلى كل فالنصيحة لهم بما يأتي:
- عليهم بالالتجاء إلى الله والتضرع بالدعاء بين يديه أن يكشف عنهم الغمة ويرفع عنهم الضر ويكشف الكرب.
- لزوم الاستغفار وكثرة الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم؛ فذلك من أسباب تفريج الهموم وتنفيس الكروب، يقول نبينا عليه الصلاة والسلام (من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا) وقال لمن قال له أجعل لك صلاتي كلها: (إذا تكف همك ويغفر ذنبك).
- عليهم أن يوثقوا صلتهم بالله تعالى، ويجتهدوا في تقوية إيمانهم، ويكثروا من الأعمال الصالحة، فذلك من أسباب جلب الحياة الطيبة، كما قال ربنا جل في علاه: (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ۖ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ).
- ما هم فيه ابتلاء من الله تعالى الذي يبتلي هذا بالسعادة وذاك بالشقاء، فالحياة كلها ابتلاء، وليس هنالك من هو غير مبتلى قال تعالى (وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً ۖ وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ).
- ليكونوا على يقين أن كل أمور الإنسان تسير وفق قضاء الله وقدره كما قال تعالى: (إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ) وقال عليه الصلاة والسلام: (قدر الله مقادير الخلق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة وكان عرشه على الماء)، وقال عليه الصلاة والسلام: (كل شيء بقضاء وقدر حتى العجز والكيس) والكيس الفطنة.
- عليهم أن يكونوا راضين بقضاء الله وقدره وألا يتسخطوا، وأن يعملوا بالأسباب المشروعة لرفع الكرب، يقول عليه الصلاة والسلام: (إِنَّ عِظَمَ الْجَزَاءِ مَعَ عِظَمِ الْبَلاءِ، وإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ إِذَا أَحَبَّ قَوْمًا ابْتَلاهُمْ، فمَنْ رَضِيَ فَلَهُ الرِّضَا، وَمَنْ سَخِطَ فَلَهُ السَّخَطُ) فعليهم أن يرضوا بقضاء الله وقدره وأن يحذروا من التسخط وإلا فالجزاء من جنس العمل.
- نوصيهم بكثرة تلاوة القرآن الكريم واستماعه، وأن يحافظوا على أذكار اليوم والليلة؛ فذلك من أسباب جلب الطمأنينة لقلوبهم كما قال تعالى: (الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ ۗ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ).
- ننصحهم بأن يرقوا أنفسهم بأنفسهم صباحا ومساء أو يرقي بعضهم بعضا بالقرآن الكريم وخاصة المعوذتين والإخلاص والفاتحة، وآية الكرسي، والآيتين الأخيرتين من سورة البقرة، والقرآن كله شفاء، وكذلك بالأذكار النبوية، فالرقية نافعة مما نزل ومما لم ينزل، وقد رقى رسول الله صلى الله عليه وسلم نفسه لما سحر بالمعوذات.
- المؤمن يتقلب بين أجري الصبر والشكر كما قال عليه الصلاة والسلام: (عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله له خير إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له وليس ذلك إلا للمؤمن).
- كون خطبة البنات تنتهي بالفشل، وإصابة أخيهن بالاكتئاب وقت الخطبة، وذهاب تلك الحالة في حال فشل الخطوبة من الأعراض التي قد يكون سببها وجود سحر أو حسد.
- بما أنهم لا يستطيعون الذهاب إلى راق أمين أو يستدعونه للمجيء إليهم فأتمنى أن تقومي بمساعدتهم في هذا الجانب، فتأتين لهم براق أمين وثقة ليرقيهم، ومن ثم يمكن تشخيص حالتهم، فإن تبين إصابتهم فلا بد من الاستمرار بالرقية حتى يرفع عنهم البلاء بإذن الله تعالى.
نسعد بتواصلك، ونسأل الله تعالى أن يوفقك لمساعدة هذه الأسرة، ويجري الخير على يديك إنه سميع مجيب.