ابني عنيد وحركي لكنه قليل الكلام ولا ينخرط مع الأطفال، فهل يعاني التوحد؟
2017-03-15 00:53:33 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
ابني عمره سنتين وتسعة أشهر، يتكلم كلمات بسيطة، منذ فترة ثلاثة أشهر أدخلته الروضة لكي يتعلم الكلام، ويلعب مع الأطفال، لمدة ساعتين فقط يوميا، أخبرتني المعلمة أنه لا يلعب مع الأطفال رغم أنه يشاركهم في مكان اللعب، ويأكل معهم على نفس الطاولة، ويلعب معهم ألعابا جماعية بإشراف المعلمة.
نصحتني المعلمة أن أتركه في الروضة لوقت أطول، والشهر الماضي تركته لخمس ساعات يوميا، فأخبرتني أنه تحسن كثيرا، حيث أنه ينخرط في مكان تجمع الأطفال، ويسمع كلمة معلمته فورا، ويستجيب لندائها ولجميع الأوامر، ولكنه لا يلعب مع الأطفال بشكل مباشر حتى الآن.
مضى شهر كامل منذ أن سجلته لمدة خمس ساعات، أحيانا يجلب لي ملابسه لكي آخذه للروضة، وأحيانا يرفض أن يلبس، ولكنه لم يعد يبكي عندما أتركه في الروضة وأذهب.
في الروضة لا يصرخ أبدا، ويطيع جميع الأوامر، أما في البيت فيصرخ كلما أراد شيئا، يصرخ كثيرا، وعنيد جدا، وأحيانا عدواني وعصبي، تواصله البصري معنا ممتاز، ويحب كثيرا أن نقول له أعطنا كذا، خذ هذا، ويستجيب لنا في ذلك، ويحب قراءة القصص الملونة جدا، وينتبه لنا ويطلب تكرار القراءة أكثر من مرة، نشيط الحركة، ولا يلبس الحفاض إلا في الليل، يحب والده كثيرا، ويحب اللعب معه كثيرا، ولكن عندما نشتري له أي لعبة يلعب بها قليلا ثم يرميها بقوة، يحب أن أضمه، وأمسك يده عندما ينام، ابني وحيد وليس له إخوة، ونحن غرباء في بلد عربي، ليس لنا أي أقارب.
أكرمني الله بابني بعد عشر سنوات من الانتظار، فهل يعاني من التوحد؟
وشكرا لكم.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نور حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
شكرا لك على التواصل معنا بخصوص هذا الطفل النعمة، الذي منحكم الله تعالى إياه بعد عشر سنوات زواج، ما شاء الله تبارك الله. وربما لأنكما انتظرتما طويلا فمن الطبيعي أن يكون هناك بعض القلق على طفلكما الوحيد، حفظه الله وأقرّ به أعينكما.
ليس بالضرورة ومن خلال كل ما ورد في سؤالك عن طفلك أن عنده ملامح طيف التوحد، وما وصفت من بعض التأخر في اللغة بالشكل الذي ذكرتِ لا يشير أيضا لتأخر اللغة الذي نراه في التوحد، ومن الصعب تشخيص التوحد لمجرد موضوع اللغة.
ولا يبدو أن طفلك يمانع الاحتكاك واللعب مع الأطفال، وإن كان ربما عنده شيء من الخجل، حيث أنه وكما فهمت يلعب مع الأطفال تحت إشراف المعلمة، ويحسن أو يفهم طرق استعمال الأشياء وإن لم يحسن التعبير عنها، فهذه صفات تكاد تنفي وجود طيف التوحد.
ومن الطبيعي أن معظم الأطفال قد لا يستجيبون أحيانا لأمهاتهم في ارتداء ملابسهم مثلا، وخاصة عندما يكون الطفل مندمجا في لعب أو هواية ما، أو عندما يريد جذب الانتباه لنفسه، فلا أعتقد بأن هذا غير طبيعي.
وطالما أنك أخذت الطفل للروضة وطمئنتك المعلمة أن سلوكه طيب بشكل عام، وخاصة أنه تحسن بعد أن زدت الساعات من ثلاث إلى خمس، فهذا مؤشر طيب.
ولكن إذا لم يحدث تغيير يذكر بعد مدة فلا بأس من عرض الطفل على طبيب أطفال، وكذلك على أخصائية تخاطب ليقوم كل منهما بالفحص العام والشامل، ولينفيا وجود أي شيء مقلق، و-إن شاء الله- لن يجدا شيئا مقلقا سوى بعض تأخر النطق وهو أمر شائع عند الأطفال، وربما شيء من الخجل، والذي سيتجاوزه مع مرور الأيام.
حفظ الله طفلك، وأقرّ عينيك به.