تأثر مستواي الدراسي لإدماني مشاهدة المسلسلات، فما توجيهكم؟
2017-03-19 01:40:01 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته..
أشكركم على كل جهودكم الطيبة المباركة، وجزاكم الله خيرا.
أنا طالبة علمية في الأقسام التحضيرية التي تعد من دون شك الطريق القصير للوصول إلى أفضل المدارس العليا للمهندسين في بلدنا، لكنه طريق صعب! فكثرة الدروس وصعوبتها تسبب التوتر لجميع الطلاب.
مشكلتي هي أنني أضيع وقتي كثيرا في مشاهدة المسلسلات التركية على الأنترنت وكأنني غير مبالية بالوضع الذي أنا فيه. بصراحة أشعر أنني مدمنة عليها، فما أن أرى حلقة جديدة لمسلسلاتي المفضلة موضوعة في الموقع حتى أترك كل شيء وأشرع في مشاهدتها بنهم كبير.
أرجوكم انصحوني حتى أترك هذه العادة السيئة، ودمتم في أمان الله وحفظه.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ wiam حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
تعلمين أختي العزيزة أهمية الوقت في حياة الإنسان ووجوب استثماره فيما يعود عليه بمصالح الدنيا والآخرة، قال تعالى: (وجعلنا الليل والنهار آيتين فمحونا آية الليل وجعلنا آية النهار مبصرة لتبتغوا فضلا من ربكم ولتعلموا عدد السنين والحساب)، وقال تعالى: (وهو الذي جعل الليل والنهار خلفة لمن أراد أن يذكر أو أراد شكورا).
فالإنسان مسؤول عن وقته ومحاسب عليه إن في خير أو في شر، كما يحاسب على تضييعه في غير فائدة. روى البخاري عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال -صلى الله عليه وسلم-: (نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ)، ومعنى مغبون: أي خاسر ومخدوع.
فكيف إذا فرطنا -ابنتي الفاضلة- في نعمة الوقت وبددناه فيما لا ينفع، بل فيما يضر حيث لا يخفاك أن المسلسلات التركية التي أدمنت على مشاهدتها لا تخلو من مخالفات شرعية، كالمشاهد والصور المحرمة، والعلاقات غير الشرعية، والحمل خارج مؤسسة الزواج، والإثارة والإغراء، مما يرسخ إقرارها والتشجيع عليها بطريقة غير مباشرة، ويقسي قلبك ويضعف همك وعزمك على تحصيل معالي الأمور.
وتتأكد ضرورة استغلال الوقت في حق المسلم والمسلمة بصورة خاصة وفي حق طلاب العلوم سواء كانت شرعية أو عصرية إنسانية كما هو حالك وفقك الله.
واجب الوقت في حقك لا سيما في هذه المرحلة العمرية، والظروف الدراسية الحرجة والمعقدة، والتي تستلزم منك الجد والاجتهاد والمثابرة أن تستغلي وقتك في حفظ ومراجعة الدروس، والتركيز عليها، وإعطائها الأولوية في حياتك.
دقات قلب المرء قائلة له إن الحياة دقائق وثواني
ولقد أخطأ من قال: الوقت من ذهب، فالوقت هو الحياة وإن الشباب مرحلة عمرية مفصلية وحاسمة وخطيرة مؤثرة في مستقبل الإنسان، وطالب العلم بصورة خاصة، وما ذهب لا يعود! وقد صح عنه -صلى الله عليه وسلم- قوله: (اغتنم خمسا قبل خمس: شبابك قبل هرمك، صحتك قبل سقمك، وغناك قبل فقرك، وفراغك قبل شغلك، وحياتك قبل موتك) أخرجه الحاكم وصححه الألباني. (يعني أن هذه الخمس أيام الشباب، والصحة والغنى والفراغ والحياة هي أيام العمل والتأهب والاستعداد والاستكثار من الزاد، فمن فاته العمل فيها لم يدرك عند مجيء أضدادها، ولا ينفعه التمني للأعمال بعد التفريط منه، والإهمال في زمن الفرصة والإمهال).
ولا شك أنك لا تجهلين ما ذكرناه من أهمية الوقت وكونه من أعظم النعم، ووجوب استغلاله فيما يعود عليك بالفائدة سواء في مصالح دينك أو دنياك، ومنها التركيز والجدية في مراجعة دروسك لتحصيل أعلى الدرجات وأعلى الشهادات، وعدم الإساءة إلى نفسك في العاجل والآجل، والتفريط في التكاليف المالية التي بذلها أهلك رجاء تحسين مستقبلك.
لكنك تحتاجين فقط إلى مزيد من العظة والتذكير من جهة، وإلى تقوية الإرادة والحزم والعزم والتصميم.
ومما يعينك على ذلك:
1) إستشعار أهمية الوقت، وأنه أمانة ونعمة ومسؤولية.
2) لزوم الصحبة الطيبة التي تذكرك إذا نسيت، وتعلمك إذا جهلت، وتأطرك على الجدية أطرا.
3) ويستحسن أن تجالسي إحدى زميلات الدراسة الجادات لمراجعة الدروس وتخصيص أوقات معينة لذلك.
4) لا بد من التخلص والبعد عن كل الصوارف والشواغل والملهيات كإخراج الكمبيوتر والتلفاز من حجرة الدراسة.
5) لزوم الدعاء والعبادة والذكر وقراءة القرآن؛ فإن ذلك مما يجلب معونة الله وتوفيقه، وتقوية العزيمة والإرادة، والبعد عن سفاسف الأمور وطلب معاليها. كما أن الوقت إن لم تشغليه في الحق شغلك بالباطل.
هذا وأسأل الله لك – مخلصا – أن يقوي عزيمتك، ويعينك في دراستك، ويسهل أمرك، ويشرح صدرك، ويرزقك التوفيق والنجاح.