عزلة وخجل وعدم ثقة بالنفس

2005-02-07 06:05:19 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم.

إلى أي طبيب نفسي يقدر أن يعالجني. وفقه الله:
أسعد الله أوقاتك بالمسرات، وبعد:

فأنا شاب أبلغ من العمر ثلاثين سنة، تعرضت في طفولتي للقسوة من قبل والدي وعمتي، القسوة التي جعلتني أخاف من كل شيء، وأيضاً في المدرسة، فالمعلمين في تلك السنوات عاملونا بالضرب المبرح دون أي وازع من دين أو ضمير، كبرت وتوظفت، وكانت حالتي تسوء يوماً وراء يوم، خوف وقلق وعدم ثقة في النفس.

أحس أن أي شخص ينتقدني، وعندما أكون في اجتماع مع أناس كثيرين فإنني أتصبب عرقاً، وأشعر ببرود في أطرافي، وخجل لا أعرف معناه، عندها قررت أن أتعاطى حبوب الكبتاجون، حيث أخرجتني من العزلة سنوات عدة، وكذلك التدخين، وبقيت في هذا الطريق لأكثر من 5 سنوات، وتركت الآن التدخين والحبوب من 4 سنوات، ولكنني شخصية انطوائية، لا أقدر أن أتحدث أو أتكلم كما يفعل الآخرون.

أحس في نفسي أنني لو قلت شيئاً ربما يضحكون علي، كذلك عدم ثقة في النفس، وخجل، وعندما أكون في جمع من الناس فوالله إنني أتمنى أن تبتلعني الأرض! حيث تتغير معالم وجهي، وأحس أن كل الناس يراقبونني! كذلك القلق النفسي الذي أعيشه.

أنا متزوج الآن، وعندي أطفال، ولكن هذه الحالة أتمنى أن تزول وأن يصف لي طبيب نفسي مهدئات أو أي شيء لأخرج من هذه العزلة، فوالله إنني أصبحت في موقف، حتى إنني لم أصلِ في المسجد الذي أنا فيه من خوفي من الناس، وأصبحت كما قال الشاعر:
عوى الذئب فاستئنست للذئب إذ عوى***وصوت إنسان فكدت أطير!

والله العظيم هذه حالتي، ومستعد أن أدفع للطبيب أي مبلغ من المال، لكن رجاء أخرجوني من عزلتي، فأنا ـ والله ـ شخص محافظ على أمور الدين، أريد حلاً عاجلاً، جزاكم الله خيراً!

أرجو وصف عقار يساعدني من الخروج من هذه الحالة النفسية، والحالة الصعبة، فوالله إنني في وضع لا يحسد عليه.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أيمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

أولاً: نحمد الله كثيراً أنك قد أقلعت عن تعاطي الكبتاجون، وهو من أكبر أسباب الدمار النفسي والجسدي.

ثانياً: أرجو أن لا تعيش الماضي بسلبيةٍ كبيرة، واستسمحني عذراً أن أقول لك: أنه ربما يكون ليس من المقبول أن نصف من علّمونا بأنهم ليسوا من أصحاب الضمائر، أو أنهم ليس لديهم وازع ديني، فهم من أصحاب المعروف علينا مهما كانوا.

ثالثاً: الرهاب الاجتماعي الذي أصابك مع الأعراض الاكتئابية، يُعالج عن طريق الإصرار والمواجهة المستمرة، والإقدام، وعدم تجنب المواقف الذي تحس فيها بالرهاب.

رابعاً: هنالك أدوية كثيرة وممتازة، أود أن أصف لك -حسب طلبك- أفضلها، وهو الدواء الذي يعرف باسم زيروكسات، تبدأ بنصف حبة ليلاً لمدة أسبوع، ثم ترفع الجرعة إلى حبةٍ كاملة لمدة أسبوعين، ثم إلى حبتين في اليوم، وتستمر على هذه الجرعة لمدة ستة أشهر، ثم يمكن أن تخفضها إلى حبةٍ واحدة، وتستمر عليها لمدة ستة أشهر أخرى.

هنالك دواءٌ بديل يعرف باسم سبراليكس، وجرعته هي من 10-20 مليجرام في اليوم .

نسأل الله لك الشفاء، وبالله التوفيق.

www.islamweb.net